تعد الطبقة الخارجية لكوكب الأرض، هى القشرة الصلبة التى نمشى عليها، والتى تتكون فى الأساس من قطع مكسرة تشبه إلى حد كبير قشر بيضة مكسورة، إذ أن هذه القطع والتى تعرف علميا باسم "الصفائح التكتونية" تتحرك حول الكوكب بسرعة تصل إلى بضعة سنتيمترات فى السنة، وهو ما يجعلها بمرور السنوات تقترب من بعضها البعض لتشكل جميعا قارة عملاقة، والتى تبقى لبضع مئات من ملايين السنين قبل الانهيار، ثم تتفرق أو تتبدد هذه الصفائح وتبتعد عن بعضها البعض، حتى تعود فى نهاية المطاف - بعد 400-600 مليون سنة أخرى - مرة أخرى.
ووفقا لما نشره موقع "ديلى ميل" البريطانى، فإن آخر قارة عظمى كانت معروفة هى "بانجيا" والتى قد تشكلت منذ نحو310 ملايين سنة، وبدأت فى الانهيار منذ نحو 180 مليون سنة، فيما يشير العلماء إلى أنه من المتوقع أن تتشكل القارة العظمى القادمة فى غضون 200-250 مليون سنة، لذلك نحن حاليا فى منتصف الطريق تقريبا من خلال الراحل المتفرقة من دورة القارات الحالية، والسؤال هو: كيف ستتشكل القارة المقبلة، ولماذا؟
وقد وضع العلماء أربعة سيناريوهات أساسية لتشكيل القارة العظمى التالية والتى يحمل كل منها اسم وهى: نوفوبانجيا، بانجيا أولتيما، وأوريكا وأماسيا، حيث يعتمد كل شكل من هذه السيناريوهات على بعض التوقعات حول حركة هذه الصفائح التكتونية، لكن فى النهاية جميع هذه السناريوهات معتمدة على شىء واحد وهو الكيفية التى تم بها فصل قارة "بانجيا" وهى القارة الأساسية التى كانت تضم كل اليابسة معا.
وقد أدى تفكك بانجيا إلى تكوين المحيط الأطلسى، الذى لا يزال مفتوحًا وينتشر على نطاق أوسع فى وقتنا الحالى، وهو ما يقابله انغلاق وضيف للمحيط الهادئ فى نفس الوقت، إذ تعتبر منطقة المحيط الهادى موطنًا لحلقة من مناطق الانكماش على طول حوافها.
شكل الأرض الجديد
- نوفوبانجيا
إذا افترضنا أن الظروف الحالية لا تزال قائمة، بحيث يستمر المحيط الأطلسى فى الانفتاح ويغلق المحيط الهادئ، فلدينا سيناريو تتشكل فيه شبه القارة العُظمى، وذلك من خلال تصادم الأمريكتين مع القطب الشمالى المتجه إلى الشمال، ثم إلى أفريقيا - أوراسيا التى اصطدمت بالفعل، وقد سميت القارة العظمى التى ستتشكل بعد ذلك باسم Novopangea أو Novopangaea.
- بانجيا ألتيما
ومع ذلك قد يتباطأ افتتاح المحيط الأطلسى ويبدأ بالفعل فى الإغلاق فى المستقبل، وهو ما يعنى انتشار القوسان الصغيران من الانكماش فى المحيط الأطلسى على طول السواحل الشرقية للأميركتين، مما يؤدى إلى إصلاح بانجيا مع إعادة الأمريكتين وأوروبا وأفريقيا إلى قارة كبرى تسمى بانجيا أولتيما، وستحيط هذه القارة العملاقة الجديدة بالمحيط الهادئ.
- أورسيا
مع ذلك إذا كان على المحيط الأطلسى تطوير مناطق انغماس جديدة - وهو أمر قد يحدث بالفعل - فربما تقترب المحيطات الأطلنطية والمحيط الأطلسى من الإغلاق، وهذا يعنى أن حوض المحيط الجديد يجب أن يتشكل ليحل محلها، مما يؤدى إلى تشكيل أوراسيا فى النهاية.
- أماسيا
السيناريو الرابع يتنبأ بمصير مختلف تمامًا للأرض المستقبلية، إذ أن العديد من الصفائح التكتونية تتحرك حاليا شمالا، بما فى ذلك أفريقيا وأستراليا، ويعتقد أن هذا الانجراف مدفوع بالأعراف الشاذة التى خلفتها بانجيا، عميقة فى باطن الأرض، فى الجزء المسمى بالوشاح، وبسبب هذا الانجراف الشمالى، يمكن للمرء أن يتصور سيناريو حيث تستمر القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، فى الانجراف شمالاً، وهذا يعنى أنهم سيتجمعون فى نهاية المطاف حول القطب الشمالى فى قارة عملاقة تدعى أماسيا، وفى هذا السيناريو، يبقى كل من المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ فى الغالب مفتوحًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة