انتظم انعقاد ملتقى الأعمال المصرى اللبنانى للدورة الرابعة فى بيروت منذ أيام، بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال بالبلدين، يكتسب انعقاد هذا الملتقى أهمية خاصة فى ظل القفزة النوعية التى تشهدها العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية التى ناقشها والبحث فى واقع وآفاق المبادلات التجارية.
مركزلتوزيع الصادرات
وتغرى لبنان رجال الأعمال المصريين بسبب 3 عوامل وهى: أولا أن السوق اللبنانى يمثل أهمية كبيرة للاقتصاد المصرى خلال تلك الآونة وخاصة فى ظل الحاجة إلى زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق الواعدة Unsaturated، لدفع عجلة تنمية الاقتصاد الوطنى، حيث تعد لبنان منفذاً هاماً للمنتجات المصرية ليس فقط إلى الأسواق المختلفة بالدولة، بل يمكن أن تعد لبنان أيضاً مركز Hub لتنمية الصادرات المصرية إلى دول المنطقة لاسيما السوق السورى والعراقى، والخليج العربى، والإفريقى، وعدد من أسواق أمريكا اللاتينية.
وبحسب الدكتورة منى وهبة، رئيس مكتب التمثيل التجارى المصرى فى لبنان، فإن عددا كبيرا من كبرى الشركات اللبنانية تعيد تصدير بعض السلع والمنتجات بعد استيرادها، والذين يقومون بتوزيع تلك المنتجات على باقى الشركات والموزعين فى العراق وسوريا، فضلاً عن أن عددا كبيرا من الشركات اللبنانية التى تعمل فى مجال الخدمات لاسيما البناء والتشييد والنقل والشحن لها مشروعات وأنشطة كبيرة فى دول المنطقة، بالإضافة إلى الاهتمام اللبنانى على المستوى الرسمى ومستوى رجال الأعمال بالمشاركة فى إعادة إعمار سوريا.
هذا بخلاف أن عدد السكان المقيمين فى لبنان يصل إلى نحو 8 ملايين نسمة، منهم نحو 5.5 مليون لبنانى، بالإضافة إلى نحو 1.5 مليون سورى من النازحين، ونحو نصف مليون فلسطينى من اللاجئين، فضلاً عن مئات الآلاف من العاملين الأجانب من دول مختلفة مثل فرنسا، الولايات المتحدة، تركيا، العراق، الفلبين، ومصر.
واردات لبنان
ثانى تلك العوامل هى أن قيمة واردات لبنان تبلغ ما بين نحو 19 إلى21 مليار دولار سنوياً من مختلف المنتجات، كما أن متوسط دخل المواطن اللبنانى يتراوح ما بين 12 إلى 18 ألف دولار سنوياً، وتحتل المرتبة السابعة بين الدول العربية بعد دول مجلس التعاون الخليجى الست، ومتقدماً على باقى الدول العربية بما فيها الدول النفطية (الجزائر، والعراق) الأمر الذى يعكس القدرة الشرائية المرتفعة للمواطن اللبنانى.
وبالإضافة إلى ما سبق، يتمتع المواطن اللبنانى بمستوى من الحياة يتسم بارتفاع مستوى الرفاهية، حيث تستورد لبنان 50 ألف سيارة كل عام، فضلا عن معدلات سفر وسياحة عالية تشبه تلك التى فى غرب أوروبا، بالإضافة إلى انتشار معظم العلامات التجارية العالمية فى مجال الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية ومستحضرات التجميل والأجهزة الكهربائية والمشغولات الذهبية وغيرها من المنتجات فى السوق اللبنانى، بينما تتراوح قيمة الصادرات اللبنانية ما بين 3-4 مليار سنوياً، بحسب المعتز بالله على سكرتير أول بمكتب التمثيل التجارى المصرى فى لبنان.
وأوضح المعتز بالله على أن أرقام الاستهلاك النهائى للأسر فى لبنان والتى تم حسابها من خلال مكونات الناتج المحلى الإجمالى، تشير إلى أن الشعب اللبنانى يستهلك أكثر مما يُنتج بسبب وجود مداخيل موازية، ويشير عدد من الخبراء الاقتصاديين أن غياب أرقام رسمية لقياس الاستهلاك يمثل العائق الأساسى لرسم أى سياسة اقتصادية توجيهية لتحفيز القطاعات الإنتاجية.
رفاهية اللبنانيين
وأكد المعتز بالله على أن غالبية الواردات تدل على حياة الرفاهية فى لبنان رغم أن غالبية اللبنانيين هم من الطبقة المتوسطة وما دون، لكنهم يهتمون بمظاهر الحياة الاستهلاكية، وينسجمون مع ما يفرض عليهم من سلع، وخصوصاً فى الجانب التكنولوجى، مثل الأجهزة المتقدمة وأجهزة الهاتف، وهناك مؤشر واضح يستدل إليه من حجم تجارة السيارات وقطع السيارات المستعملة، والنمط الاستهلاكى لا يقف عند حدود الاستهلاك الفردى، بل هو استهلاك عائلى أيضاً واستهلاك مؤسساتى وقطاعى.
وشهد حجم التبادل التجارى بين مصر ولبنان تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت قيمته نحو 820 مليون دولار خلال عام 2017، واحتلت مصر المرتبة التاسعة عام 2017 من بين أهم الدول المصدرة إلى لبنان، وبلغت قيمة الصادرات المصرية نحو 750 مليون دولار، وقامت مصر بتصدير عدد كبير من منتجات الفصول الجمركية المختلفة بلغ عددها نحو 78 فصل جمركى، خاصة منتجات الحاصلات الزراعية، مواد البناء، الصناعات الكيماوية، المنتجات المعدنية، والأجهزة المنزلية، ويستهدف المكتب تجاوز التبادل التجارى بين البلدين 1.5 مليار دولار خلال عامى 2019، 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة