أكدت الدول المشاركة فى احتفالية الجامعة العربية اليوم، الأربعاء، باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى.
من جهته، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ذكرى التضامن العالمى مع الشعب الفلسطينى تمر علينا هذا العام، فى وقت تتعرض فيه القضية الفلسطينية لتهديدات غير مسبوقة. إذ ما زالت الإدارة الأمريكية تُصر على اتخاذ جملة من المواقف المنحازة والقرارات المجحفة التى توشك أن تقضى على أى فرصة لتطبيق حل الدولتين دون أن تطرح بديلا مقبولا أو معقولا.
وأضاف، لقد سعت الولايات المتحدة عبر العام الماضى لتغيير معالم حل الدولتين وتقويض ثوابته بسحب قضيتى القدس واللاجئين من على طاولة التفاوض، عبر نقل سفارتها للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إيقاف دعمها للأونروا.
وأكد أبو الغيط، أن هذه الخطوات لن تغير من ثوابت القضية شيئا. وهى تظل خطوات معزولة لا تحظى بأى إجماع أو توافق دولى، بل إن دول العالم المختلفة سارعت إلى إعلان تمسكها بالمرجعيات القانونية وبمقررات الشرعية الدولية فى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس فى ديسمبر من العام الماضى. ثم سعت الكثير من الدول الصديقة، إلى سد الفجوة التمويلية فى موازنة الأونروا. لكى تظل مدارسها ومشافيها مفتوحة أمام ملايين اللاجئين.
من جهتها، جددت مصر دعوتها لضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى ومساندته لاستعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال السفر خالد راضى مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية، خلال الاحتفالية، إن مصر نادت دوماً بالسلام العادل والشامل القائم على المرجعيات والقرارات الدولية التى تستند إلى الحق والعدل، ولا تنتقص من حقوق أحد".
وشدد على أن السلام القائم على العدل هو السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار دولنا فى ظل شبح التطرف والعنصرية والعنف الذى بات يخيم على كثير من أرجاء عالمنا، وهو دافع أساسى لبناء مزيد من التعاون الوثيق والطويل الأمد بين دول المنطقة، والضامن لنا بنجاح جهودنا فى تحقيق الرخاء والتنمية لشعوبنا".
وجدد مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية التأكيد على أن مصر كانت دوماً عوناً للأشقاء الفلسطينيين وستظل كذلك، ليس فقط من منطلق دور مصر التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية، ولكن ايماناً بالحق الفلسطينى وإيماناً بقيم العدل والحق والسلام.
من جهتها ثمنت الأمم المتحدة، الدور المحورى الذى تلعبه مصر وجهودها المقدرة لخدمة للقضية الفلسطينية.
وقال "جان العلم"، نائب مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، خلال الاحتفالية، إن اليوم الدولي للتضامن مع فلسطين يمثل فرصة لأن يركز المجتمع الدولي اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، وأن معاناة الشعب الفلسطينى ما زالت مستمرة منذ سبعة عقود، وأنه لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، والتي تتمثل في حق تقرير المصير دون تدخل خارجى، والحق فى الاستقلال الوطنى والسيادة، وحق الفلسطينيين فى العودة إلى ديارهم التى شردوا منها والعيش بكرامة وحرية وطمأنينة".
كما نوه "العلم" بالجهود المستمرة والدؤوبة لجامعة الدول العربية ومساعيها الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة وشاملة وحل سلمى للقضية الفلسطينية بجميع جوانبها، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من جهته شدد دياب اللوح،سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، على أنه لا تسوية سياسية بدون القدس، وأن لا عاصمة في القدس وإنما القدس هي العاصمة، وإننا لن نقبل أي خطة سياسية لا تتضمن بشكل صريح إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي أحتلت عام 1967م".
كما أكد "اللوح"، أنه لا دولة في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة ، مشددا على رفض الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة والحلول الإنتقالية وأنه لا تسوية بدون حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين الذين يربوا عددهم عن 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في أنحاء العالم وفق قرار الشرعية الدولية رقم (194)، ووفقاً لما ورد في المبادرة العربية للسلام، وإستمرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين" أونروا" القيام بدورها ما بقيت قضية اللاجئين قائمة، مثمنا عالياً الدعم العربى المستمر للكفاح الوطني المشروع .
وأوضح "اللوح" أن المدخل الصحيح لبناء السلام العامل والشامل، وإرساء قواعد الأمن والإستقرار، ونشر الإزدهار والرخاء، وإنشاء العلاقات الطبيعية بين الدول والشعوب في المنطقة، هو العمل على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وممارسة حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة المتصلة جغرافياً ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة