قال فضل بن سعد البوعينين المحلل الاقتصادى السعودى والكاتب الاقتصادى بصحيفة الجزيرة السعودية، أن زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لمصر جاءت لتعزيز العلاقات الوثيقة بين مصر والسعودية وخاصة فى الجوانب الاقتصادية والاستثمارية.
وأضاف فضل بن سعد البوعينين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك مشروعات ضخمة مشتركة بين مصر والسعودية، مشيرا إلى أن مشروع نيوم، وهو عبارة عن مدينة استثمارية متكاملة على مساحة 26 ألفا و500 كيلو متر مربع، بين السعودية ومصر والأردن وباستثمارات مبدئية 500 مليار دولار بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودى، والذى يقابل مشروعات على الساحل المصرى، مؤكدا أن هذا المشروع يعد مشروع تكامل بين المملكة ومصر.
وأشار إلى أن هناك أيضا مشروعا ضخما وهو جسر الملك فهد وهو مشروع تنموى من الدرجة الأولى وسيساعد فى تدفق السلع والبضائع وتدفق الاستثمارات إلى المنطقة الموازية لنيوم فى سيناء، متابعا: "بشكل هام هذه الزيارة هى تعزيز لما تم اتخاذه من اتفاقيات سابقة من قبل والتأكيد على أن مصر والسعودية يشتركان فى مصير واحد ويدفعان نحو وجهة واحدة ".
ونوه إلى أن هناك أكثر من 6 مليارات دولار حجم التبادل التجارى بين مصر والسعودية، موضحا أن العلاقة بين البلدين يفترض أن تعزز التبادل التجارى بأعلى من هذا الرقم بكثير لأن مصر دولة منتجة لكثير من المنتجات التى تحتاجها المملكة العربية السعودية كما أن السعودية تنتج بعض المنتجات التى يحتاجها السوق المصرى.
وتابع فضل بن سعد البوعينين: "نحن نحتاج إلى تحفيز حكومى لتحفيز التبادل التجارى والرفع من كفاءته والذى يتحمل الدور الأكبر فى هذا الجانب، جسر الملك فهد المزمع تنفيذه فى المستقبل سيعزز من التبادل التجارى بشكل كبير".
وعن الدور الذى تلعبه قطر لزعزعة استقرار المنطقة، استطرد فضل بن سعد البوعينين :" الحكومة القطرية تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة بشكل كلى ولكنها تركز على مصر كدولة محورية، وزعزعتها زعزعة للدول الأخرى، وبعد مقاطعة الدول الأربع ومواجهة قطر تحول أيضا هذا الاستهداف المباشر إلى السعودية فأصبح هناك استهداف من قبل قطر للسعودية ومصر وهما جناحا الأمة العربية وبالتالى هذا الاستهداف ليس قاصرا على مصر والسعودية ولكنه استهداف لجميع الدول العربية الأخرى، الدور الخبيث الذى تقوم به قطر سيعود عليها بكوارث وسيحمى الله مصر والسعودية طالما هذا الإتفاق والعلاقات الوثيقة بين البلدين، قطر حباها الله بموارد ماليه لكن بدلا من استخدام هذه الموارد فى تنمية قطر والدول العربية الأكثر حاجة للمساعدات استخدمت هذه الموارد لحشد الجهود الدولية لمواجهة السعودية ومصر وتقليب الرأى العام وتمويل الارهاب بشكل مباشر ".
وشدد فضل بن سعد البوعينين المحلل الاقتصادى السعودى والكاتب الاقتصادى صحيفة الجزيرة السعودية، على أن التقارير الصادرة عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" مسيسة والدليل على ذلك أنها ترى القضية الصغيرة فى الدول العربية وتتجاهل القضايا التى تحدث فى الدول الغربية.
وفيما يتعلق بالمشروعات التى يقوم بها الأمير محمد بن سلمان، أوضح أن الأمير محمد بن سلمان هو الأمير المجدد فى المملكة وأن هذا التجديد مرتبط بالجانب الإجتماعى والسياسى والثقافى والتشريعى بجانب الاقتصادى، متابعا: "ولى العهد يقود ثورة تحول حقيقة فى كل مناسك الحياة فى المملكة ولكن يركز فى القطاع الاقتصادى، منذ عام 2016 أطلق رؤية المملكة 2030 هذه الرؤية ركزت على اعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادره وتنويع مصادر الدخل وتفعيل قطاعات الاقتصاد التى كانت مهملة لوقت طويل، هناك تقارير دولية من صندوق النقد الدولى تشير إلى تحسن كبير فى السعودية ".
ونوه فضل بن سعد البوعينين المحلل الاقتصادى السعودى والكاتب الاقتصادى صحيفة الجزيرة السعودية إلى أن عام 2019 سيشهد أكبر ميزانية فى تاريخ المملكة ستصل إلى 1100 مليار ريال سعودى وأن هذه تعد أضخم ميزانية للإنفاق، موضحا أن عام 2018 شهد تحسن كبير فى الايرادات وخفض العجز فى الميزانية السعودية.
وذكر فضل بن سعد البوعينين المحلل الاقتصادى السعودى والكاتب الاقتصادى صحيفة الجزيرة السعودية أن ولى العهد الأمير محمد بن سلمان اختار مصر لتكون محطته الأولى فى جولته العربية التى يهدف من خلالها إلى توثيق العلاقات الأخوية مع الدول الشقيقة، وتعزيز التضامن، وتوحيد الرؤى الاستراتيجية الكفيلة بضمان أمن واستقرار المنطقة، وخلق آليات عمل قادرة على تحقيق أهداف التنمية العربية، مشيرا إلى أن ولى العهد يؤمن بأهمية التنمية وانعكاساتها المهمة على الشعوب، غير أن تفعيل برامجها وتحقيق أهدافها لا يمكن أن يتم بمعزل عن مد جسور الثقة والتعاون الأمثل بين الدول العربية.