تبدو مهمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى صعبة جدا، بعد المصادقة على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، والإعلان السياسى حول مستقبل العلاقة بين الاتحاد والمملكة المتحدة، فلا تزال أمامها معركة أمام البرلمان البريطانى، للموافقة على اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبى، بعد أن أعلن كل المنتقدين أنهم سيعارضونه مما يجعل فرص فوز الحكومة بتصويت فى البرلمان تبدو هزيلة فى الوقت الحالى.
كما أن تيريزا ماى أصبحت لا تملك إلا أغلبية ضئيلة فى البرلمان من عشرة أصوات يؤمنها حليفها الحزب الوحدوى الأيرلندى الشمالى.
لكن هذا الحزب حذر من أنه سيصوت ضد المشروع بسبب غضبه على الوضع الخاص لمقاطعة ايرلندا الشمالية فى الاتفاق والناجم عن الرغبة فى تفادى العودة إلى الحدود المادية بين هذه المقاطعة البريطانية وجمهورية أيرلندا العضو فى الاتحاد الأوروبى.
ويضاف إلى نواب هذا الحزب نحو 80 نائبا محافظا يؤيدون بريكست يقطع تماما مع الاتحاد الأوروبى والنواب الاسكتلنديين أعضاء الحزب القومى الاسكتلندى والنواب المناهضين لأوروبا داخل حزب الأحرار الديمقراطيين الصغير.
وأعلنت ماى أن البرلمان سيصوت على مشروع الاتفاق والإعلان السياسى فى 11 ديسمبر.
ماذا يحدث إذا خسرت تيريزا ماى التصويت المقرر فى 11 ديسمبر؟
ينص القانون على أنه فى حال رفض الاتفاق يبقى أمام الوزراء 21 يوما لاتخاذ قرار بشأن ما ينوون فعله. وقالت الحكومة من قبل إن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبى دون اتفاق فى حال رفض اتفاق ماى.
لكن الواقع يقول إن الغموض الهائل الذى يكتنف خامس أكبر اقتصاد فى العالم ورد الفعل السلبى المرجح لأسواق المال يستلزمان رد فعل سياسى أسرع بكثير.
سيناريوهات خسارة تيريزا ماى التصويت فى البرلمان:
1ـ الاستقالة
قد تستقيل ماى من منصب زعيم حزب المحافظين مما سيؤدى إلى منافسة داخلية على خلافتها دون انتخابات عامة، وتحجم ماى حتى الآن عن الكشف عما إذا كانت ستستقيل.
2ـ الإطاحة
قد تحصل مساعى بعض أعضاء حزب ماى منذ وقت طويل للإطاحة بها على دفعة جديدة، وإذا رغب 48 من بين 315 نائبا للمحافظين فى الإطاحة بـ"ماى" فإن الحزب سيجرى تصويتا على سحب الثقة، وإذا خسرت ماى التصويت فستكون هناك منافسة داخلية على خلافتها دون انتخابات عامة.
3ـ إعادة التفاوض
قد تحاول الحكومة إعادة التفاوض على بنود الاتفاق سعيا وراء تنازلات إضافية من الاتحاد الأوروبى ثم تدعو إلى تصويت ثان لطلب موافقة النواب على البنود المعدلة، وكانت ماى والاتحاد الأوروبى قالوا إنه لن يتم فتح الاتفاق من جديد.
4ـ التصويت بسحب الثقة
يمكن لحزب العمال المعارض الدعوة لتصويت على سحب الثقة من الحكومة سعيا لتولى مقاليد الأمور فى البلاد دون إجراء انتخابات.
وإذا صوتت أغلبية النواب ضد حكومة ماى فسيكون أمام حزب العمال 14 يوما حتى يثبت عن طريق تصويت برلمانى أن بإمكانه قيادة أغلبية فى البرلمان وتشكيل حكومة.
5ـ العودة إلى الاقتراع
إذا خسرت حكومة ماى تصويتا بسحب الثقة ولم يتمكن حزب العمال من تشكيل حكومة جديدة فستتم الدعوة لانتخابات، ويمكن لماى أيضا الدعوة لانتخابات عامة إذا وافق ثلثا النواب على ذلك، وقالت ماى سابقا إن الانتخابات العامة ليست من مصلحة بريطانيا.
6ـ استفتاء ثان
الطريق إلى استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى غير واضح لكن نوابا فى البرلمان يؤيدون مثل هذه الخطوة، بالرغم من أن ماى قالت إنها لن تدعو لاستفتاء ثان.
7ـ تأخير الخروج أو إلغائه
يمكن للحكومة السعى لتمديد فترة التفاوض مع الاتحاد لإتاحة الوقت أمامها لمحاولة التوصل إلى اتفاق أفضل أو إجراء انتخابات عامة أو استفتاء ثان.
ويمكن للحكومة أيضا محاولة سحب خطاب النوايا الخاص باعتزام بريطانيا الانسحاب من التكتل.
وكانت ماى أعلنت أنها لا تريد تأخير خروج بريطانيا من التكتل ولن تسحب خطاب النوايا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة