يعد الفن أفضل أداة للتعبير عن معاناة الشعوب، ولاسيما رسم الصورة القاتمة التى يعيشها ملايين من الناس فى ظل الحروب والصراعات الدائرة من أجل السلطة والحكم فى العديد من البلدان، إضافة إلى خطر الإرهاب الذى يحيط بنا فى كل مكان ليهدر دماء الأبرياء فى كل لحظة بمختلف بقاع الأرض.
الفنان "Ugurgallen"، قرر التعبير عن رؤيته لمعاناة الشعوب تحت وطأة بارود الحرب عن طريق دمج بعض الصور التى تعكس الانفجارات والقصف بالطائرات واستخدام الأسلحة الآلية واستغلال الأطفال فى الصراعات الدموية، مع صور أخرى لحياة رغدة تنعم بالرفاهية لأشخاص يعيشون فى دول مستقرة، ليوضح الفرق فى الحياة المتوفرة لسكان بلدان تلك البلدان الآمنة بعيدًا عن الحروب والقتل الوحشى، وبين فقدان هؤلاء اللذين يعيشون تحت الرصاص والنار، لأبسط معانى الحياة الكريمة الآمنة.
ودمج الفنان صورة لكأس العالم مع صورة آخرى لانفجار ضخم، كما أبرز صورة رائعة جمعت الألعاب النارية التى تضىء السماء فى الاحتفالات والأعياد، مع القنابل التى تلقيها الطائرات على المدنيين العزل، كذلك كان هناك صورة لطفل يلعب بطائرة ورقية، وفى مقابله صورة لطائرة مقاتلة تقذف القنابل، ولتوضيح معاناة الأطفال أكثر، دمج بين صورة لرجل يداعب طفله فى حديقة خضراء وتطير فوقهم طائرة بدون طيار لالتقاط الصور والفيديوهات التذكارية لنزهتهم، وصورة آخرى لرجل يحمل طفله المقتول تحت قصف الطائرات.
ولم يكتف الفنان "Ugurgallen"، بهذا القدر، بل لفت إلى الحياة الطبيعية التى قد يعيشها طفل فى مدرسة أوروبية، ونظيره فى دولة أفريقية تدور فيها صراعات دموية يحمل فيها الأطفال السلاح، كذلك عكس معاناة الشعب السورى، بصورة يوضح خلالها القوات التركية وهى تتقدم فى الشمال السورى لتحتله، بينما السوريين يخرجون من أرضهم، ومن بين الصور أيضًا، تلك التى قارنت بين يخت فاره باهظ الثمن، ومركب هالكة تنقل مئات المهاجرين غير الشرعيين، كما كان له تعبيرًا أكثر إيلامًا، فى مقارنة بين لقطات الصور الفوتوغرافية للفنانين العالميين خلال المهرجانات الدولية، وبين ضربات الرصاص لإعدام المناهضين لهم، ففى الحالتين اصطف الطرفين، لكن الأول اصطف على سجادة حمراء لالتقاط الصور، والحالة الثانية وقف الرجال لتلقى طلقات الرصاص فى صدورهم لتسيل دماء وتغرق الأرض.