حالة من الجدل أثارتها شركة جنرال موتورز، عملاق صناعة السيارات الأمريكية، بعد إعلانها مؤخراً عن إغلاق خمسة مصانع وتسريح حوالى 15 ألف عامل فى خطوة، قالت عنها صحيفة "واشنطن بوست" إنها تظهر أن الاقتصاد ربما بدأ يتباطىء ويخالف مزاعم الرئيس دونالد ترامب بأنه يقود نهضة أمريكا الصناعية.
وكانت جنرال موتورز قد أعلنت أنها ستوفر 6 مليار دولار سنويا بتقليل رواتب الإدارة فيها وتسريح الآلاف من عمال المصانع الأمريكيين والكنديين والتأكيد على إنتاج السيارات الرياضية ذات الفائدة الأكبر بدلا من السيارات العادية.
وبدا إعلان جنرال موتورز متضاربا مع المؤشرات الأخرى الكثيرة التى تدل على صحة اقتصاد أمريكا. فقد شهدت الأشهر الستة الماضية تحسنا فى الأداء الاقتصادى هو الأكبر منذ أربع سنوات، وانخفض معدل البطالة لمعدلات غير مسبوقة منذ حوالى 50 عاما، وتجاوزت أرباح الشركات التوقعات.
إلا أن خطة جنرال موتورز، وكما تقول واشنطن بوست، تعد تذكيرا بأن التوسع الاقتصادى الذى بدأ فى يونيو 2009، هو ثانى أكبر توسع منذ بداية التسجيلات الحديثة فى عام 1854. وتوقع عدد قليل من خبراء الاقتصاد حدوث ركود فى أى وقت قريب. إلا أن المعدل السنوى لمبيعات السيارات قد تراجع بمليون مركبة منذ سبتمبر 2017، كما تشير البيانات الخاصة بمبيعات التجزئة والإنتاج الصناعى والإسكان كلها إلى أن الاقتصاد يشهد حالة إرهاق.
أما عن المتأثرين من قرارات جنرال موتورز الأخيرة فهم منتشرون فى ولايات الوسط الحيوية من الناحية السياسية. حيث أن مصاتع السيارات الموجودة فى أوشواوا ونتاريو وديترويت ولورد تاون وأوهايو ستتوقف عن إنتاج عربيات كروز وشيفروليه إيمبالا وفولت وغيرها العام المقبل، و كما ستوقف مصانع أخرى عملياتها.
وترى صحيفة واشنطن بوست أن قرارات جنرال موتورز التى تأتى بعدما خسر الجمهوريون عدد من المقاعد فى الكونجرس فى مناطق الغرب الأوسط الصناعية، تحمل تحذيرا سياسيا للرئيس. فلو خلص الناخبون إلى أن ترامب فشل فى تنفيذ وعوده بإعادة الوظائف الضائعة والرخاء للمنطقة، فإن آماله لإعادة انتخابه مرة أخرى فى عام 2020 قد تشهد ضربة.
وفى عام 2016، فاز ترامب فى أربعة ولايات لها صلات قوية بصناعة السيارات وهى ويسكونسن وميتشيجان وأوهايو وبنسلفانيا. وهذه الولايات الأربع قدمت حوالى ربع الأصوات الانتخابية المطلوبة للانتصار فى المجمع الانتخابى.
وكان ترامب قد علق على قرارات جنرال موتورز أمس، الاثنين، وقال إنه شكا لرئيسة الشركة مارى بارا من عمليات الإغلاق.
وقال ترامب: "كنت حازما جدا، تحدثت معها عندما علمت بأنهم يغلقون مصانعا، وقلت : انتم تعرفون هذه البلاد قد فعلت الكثير من أجل جنرال موتورز، ومن الأفضل أن ترجعوا قريبا، فهذه أوهايو ومن الأفضل أن تعودوا هناك قريبا".
وأشار ترامب إلى أنه يضغط على الشركة لاستبدال الإنتاج الضائع فى المصانع التى تخطط لإغلاقها بموديلات أخرى، مستشهدا بمصنع لوردستاون الذى يصنع تشيفى كروز.
وربما يعود غضب ترامب إلى وعوده المتكررة بإعادة الوظائف فى ولايات الرست بيلت الصناعية، وقال إن المصانع فى هذه المنطقة أصبحت خالية نتيجة للسياسات التجارية التى أسىء تخطيطها.
وتأتى قرارات جنرال موتورز التى وصفتها و"اشنطن بوست" بالقنبلة قرب نهاية عام شهد اهتمام الرئيس ترامب بصناعة السيارات وجعلها محورا رئيسيا فى حملته التى حملت شعار "أمريكا أولا" لإصلاح سياسة التجارى الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة