كارثة حقيقة لم يلتفت لها بجدية المسئولون بمحافظة الشرقية، وهى ترك قصر أثرى للملك فاروق، كائن بقرية المنشية الجديد بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، بدون ترميم، رغم وجود مدرستين متلاصقتين له، وهو ما يرض حياة التلاميذ للخطر، حيث استغاث أولياء أمور مدرسة خميس الإعدادية، ومدرسة على ابن أبى طالب الإبتدائية، بـ"اليوم السابع" لتوصيل صوتهم للمرة الثانية، بسبب حالة الرعب الشديدة التى يعيشونها من الخوف على أبنائهم.
و المدرستين ملاصقتين للقصر، وسبق وأنقذت العناية الإلهية فى يوم 25 من شهر مارس من عام 2013، حياة عدد من تلاميذ مدرسة على ابن أبى طالب الإبتدائية، عندما انهار جزء من الجزء الأمامى من القصر، بعد نهاية اليوم الدراسى، وخروج التلاميذ من المدرسة.
يقول"محمد حنفي" من أبناء قرية سندنهور، إنه ولى أمر أحد الطلاب بمدرسة خميس، الملاصقة للقصر، وإنه مثل غيره من الأباء، يشعر بالخوف على نجله، بسبب تصدع القصر واحتماليه سقوطه فى أى لحظة، فضلا عن كونه كان من فترة ملجأ للخارجين عن القانون واللصوص ومتعاطى المواد المخدرة وخاصة ليلا حيث يتسلل إليه البلطجية للاختباء به مما يمثل خطورة على حياة التلاميذ، وتساءل؟ لمإذا يتم ترك القصر بدون ترميم أو إزالة حرصا على حياة المارة بالقرب منه؟
ويتابع"محمود عمر" من عزبة الفلاحة، إن القصر خطر حقيقى على حياة التلاميذ، وهو متروك منذ 5 سنوات بعد إنهيار جزء منه بدون إزالة أو ترميم، وخاصة أنه تمت سرقته بعد ثورة يناير وسرقة البلاط منه وجميع المحتويات.
ويقول"محمد على" مدير إدارة بلبيس التعليمية، إن التربية والتعليم، قامت بعمل حواجز حديدية بين القصر والمدرستين حرصا على حياة الطلاب بالمدرستين، وإنه لا خوف على حياتهم من القصر.
ومن جانبه قال الدكتور "ممدوح غراب" محافظ الشرقية، إنه تولى منصب محافظ الشرقية، فى حركة المحافظين الأخيرة، ولا يستطيع التعليق على أزمة القصر قبل مراجعة موقفه وزيارة القصر، ووعد بزيارة القصر فى القريب العاجل.
ويقول الدكتور "مصطفى شوقى إبراهيم" مدير عام آثار الشرقية للآثار الإسلامية، إن القصر يعانى من إهمال شديد ومهدد بالإنهيار، وإنه ليس أثريا وتشكلت له أكثر من لجنة على مدار 15 سنة ماضية وتوصلت إلى أن القصر خاضع لهيئة التراث الحضارى بمحافظة الشرقية، وتبين أن القصر غير مسجل كأثر لسوء حالته، وفى عام 1998 أصدر محافظ الشرقية قرار بناء على تعليمات رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجان لمعانية القصور والفيلات التاريخية.
وأضاف "تشكلت لجنة وزارت القصر ورأت عدم تسجيله نظرا لسوء حالته وإخضاعه للقانون رقم 144 لسنة 2006 الخاص بالقصور وألفيلات والمبانى ذات القيمة التاريخية، والقصر حاليا يتبع جهاز التنسيق الحضارى بمحافظة الشرقية، طبقا لقرار رئيس الوزراء رقم 2970 لسنة 2010 ومدرج بكشوف الحصر 26 ولا يجوز هدمه طبقا للمادة 33 من القانون، وطبقا لتقرير صادر عن منطقة آثار الشرقية فى سنة 2013 فإن القصر شيد فى عصر الملك فؤاد الأول عام 1920 وعقب ثورة يوليو، تم استخدامه كمخزن للأسلحة والذخيرة".
وتابع" شوقى" أن القصر يعد تراثا معماريا فريدا مقام على مساحة 33 فدانا وكان قد شرع فى بنائه الملك فؤاد الأول عام 1920 واستغرق بناؤه أكثر من 15 شهرا وأشرف على بنائه مهندس إندونيسى وكان يقيم بإيطاليا.
واستطرد "حيث قام بإحضار الطوب المستخدم فى البناء من اسطنبول وبلاط الأرضيات من إيطاليا ثم استخدم هذا القصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كمخزن للأسلحة والذخيرة، وفى عهد الرئيس أنور السادات تم ضم القصر إلى وزارة التربية والتعليم وتم استخدامه كمدرسة للتعليم الأساسى بالقرية حتى زلزال 1992 حيث تم بناء مدرسة للقرية وأصبح القصر خاويا".
وواصل حديثه قائلا: "كما يوجد قصر آخر للملك فاروق بقرية بساتين الإسماعيلية مركز بلبيس مقام على مساحة فدان تم بناؤه فى عشرينات القرن الماضى وبه حديقة كبيرة بها أشجار ونباتات وأزهار نادرة ونبات الصبار الذى يعد من أندر وأحسن السلالات فى العالم وأختير هذا القصر فى عهد الملك فاروق لعقد أول ميثاق لجامعة الدول العربية بتاريخ 28-5-1946 بين سبع دول عربية هى "مصر –السعودية –سوريا –لبنان –الأردن – العراق –اليمن" وهذا القصر أيضا يقيم فيه عناصر من قوات القاعدة الجوية".