قبل التجديد النصفى.. كيف أعاد الاقتصاد تشكيل علاقة أمريكا بحلفائها خلال عهد ترامب؟.. الرئيس الأمريكى خلق 380 ألف وظيفة خلال 716 يوما.. والديمقراطيين يحاولون سلب "المعجزات" الاقتصادية لكسب التأييد بين الناخبين

السبت، 03 نوفمبر 2018 06:00 ص
قبل التجديد النصفى.. كيف أعاد الاقتصاد تشكيل علاقة أمريكا بحلفائها خلال عهد ترامب؟.. الرئيس الأمريكى خلق 380 ألف وظيفة خلال 716 يوما.. والديمقراطيين يحاولون سلب "المعجزات" الاقتصادية لكسب التأييد بين الناخبين ترامب والكونجرس
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"عندما تستمعون إلى الحديث المتواتر عن المعجزات الاقتصادية التى تشهدها الولايات المتحدة الآن.. عليكم أن تتذكروا أولا من الذى بدأ هذا الطريق"، هكذا قال الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فى حشد انتخابى لدعم مرشحى الحزب الديمقراطى قبل انتخابات التجديد النصفى، فيما يمثل محاولة ديمقراطية لسلب الإنجاز الاقتصادى الذى حققه الرئيس الحالى دونالد ترامب، فى ظل نتائج واضحة تظهرها كافة المؤشرات الاقتصادية، من بينها مؤشر ستاندردز آند بورز المتخصص فى قياس أداء أسواق الأوراق المالية، والذى أظهر صعودا كبيرا خلال 716 هى مدة بقاء الإدارة الحالية منذ تنصيبها فى يناير من العام الماضى.

ولعل حديث الديمقراطيين عن الاقتصاد، محاولاتهم لينسبون الفضل لأنفسهم فيما وصل إليه الاقتصاد الأمريكى مؤخرا، يمثل مغالطة كبيرة، خاصة وأن المؤشرات كانت تتدرج بين الثبات والهبوط خلال سنوات أوباما الثمانية فى البيت الأبيض، بينما بدأت فى الارتفاع تدريجيا منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية فى عام 2016، بفضل حالة التفاؤل التى سادت الأسواق المالية بمستقبل الولايات المتحدة بفضل الخطاب الانتخابى الذى تبناه ترامب لتواصل ارتفاعها بعد ذلك، وهو الأمر الذى يكشف بوضوح مغالطة أوباما، رغم أن كلماته تحمل فى طياتها اعترافا ضمنيا بالتغيير الإيجابى الكبير فى الأوضاع الاقتصادية الأمريكية منذ خروجه عن السلطة.

عصا الاقتصاد.. أوباما يكرر أخطاءه من جديد

محاولات أوباما للحشد ضد ترامب باستخدام عصا الاقتصاد ربما لم تكن جديدة، حيث سبق له وأن حاول التشكيك فى خطاب ترامب الاقتصادى إبان دعمه لوزيرة خارجيته السابقة هيلارى كلينتون، والتى كانت المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، حيث سخر حينها من حديثه حول إحياء وظائف التصنيع التقليدية متسائلا "كيف ستصنع ذلك؟ هل لديك عصا سحرية؟"

إلا أن البيانات التى أصدرتها المراكز البحثية أن الرئيس الأمريكى تمكن بالفعل من إضافة ما يقرب من 380 ألف وظيفة فى مجال التصنيع التقليدى، وهو ما يزيد 11 مرة عن الفترة التى سبقت تنصيبه، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى الطفرة الكبيرة التى شهدها الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة، كما ساهم كذلك فى انخفاض كبير فى معدلات البطالة داخل الولايات المتحدة، حيث دخل مزيد من الأمريكيين إلى سوق العمل بأعداد تفوق ما شهدته حقبة أوباما نفسه.

بوصلة الدبلوماسية.. الاقتصاد أعاد تشكيل علاقة أمريكا بحلفائها

إلا أن نجاح الرئيس ترامب الاقتصادى لم يقتصر على سياساته الداخلية، حيث كان الاقتصاد بمثابة أولوية قصوى فى سياساته الخارجية، بل وربما أصبح بمثابة البوصلة التى تمكن من خلالها إعادة هيكلة علاقاته بحلفاء أمريكا التاريخيين، خاصة فى أوروبا، حيث كان فرض التعريفات الجمركية التى وردت من الخارج سببا رئيسيا لتشجيع المنتج الأمريكى، وهو ما ساهم فى دعم الشركات المحلية الأمريكية، وبالتالى زيادة معدلات التوظيف، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى زيادة شعبيته بين المواطنين الأمريكيين فى السنوات الماضية.

وعلى الرغم من سياسات ترامب ربما أفقدته جزءا من مكانة الولايات المتحدة الدولية خاصة بين حلفائه، وبالتالى خسارة جزءا من نفوذها فى العديد من مناطق العالم لصالح روسيا، إلا أنه ربما يدرك جيدا أن الأولوية لدى الناخب الأمريكى تتمثل فى الأوضاع الاقتصادية ومدى التطور الذى تشهده، وهو ما يفسر كذلك مواصلته فى التركيز على الاقتصاد فى خطابه قبل أيام من انتخابات التجديد النصفى، والمقررة فى الأيام الأولى من شهر نوفمبر القادم.

ففى تغريده له أمس الثلاثاء، قال الرئيس ترامب "الأسواق المالية ارتفعت بصورة كبيرة منذ انتخابات الرئاسة.. إذا أردتم انخفاض قيمة الأسهم الخاصة بكم، فأقترح عليكم التصويت للديمقراطيين فى انتخابات التجديد النصفى.. فهم يدعمون النموذج الفنزويلى حيث الضرائب المرتفعة والحدود المفتوحة."

محاور أخرى.. ترامب يضرب على وتر الهجرة

وهنا تكمن المحاور الأخرى التى يبقى الرئيس الأمريكى معتمدا عليها فى خطابه قبل الانتخابات المرتقبة، والتى تتمثل فى الهجرة وتخفيض الضرائب، حيث اتسمت السياسات الأمريكية بتشددها تجاه المهاجرين، وهو الأمر الذى أصبح ملهما ليس فقط للمواطنين الأمريكيين، وإنما امتد لمواطنى الدول الأخرى، فى ظل الاحتجاجات وربما النتائج الانتخابية التى تشهدها الدول الأخرى الداعمة للهجرة، وفى القلب منها ألمانيا، والتى دفعت النتائج التى آلت لها الانتخابات المحلية هناك، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتعلن رغبتها فى التقاعد عن رئاسة حزبها.

الخطاب الأمريكى المتشدد تجاه الهجرة مازال مستمرا، ففى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى استعداده لإرسال قوات عسكرية إلى الحدود مع المكسيك لمنع المهاجرين من التدفق إلى الأراضى الأمريكية، أبدى رغبته فى إلغاء منح الجنسية للمولودين داخل الأراضى الأمريكية من أبوين غير أمريكيين، وهى القرارات التى تحظى بقبول كبير فى الداخل الأمريكى.

 

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة