مع اقتراب موعد انتخابات الكونجرس، واشتعال السباق الانتخابى فى استطلاعات الرأى، لا يبدو أن هناك اختلاف كبير فى طريقة الدعاية السياسية من حزب الديمقراطى أو الجمهورى عن أساليب الدعاية فى انتخابات الرئاسة 2016، وربما يكون ترامب والجمهوريين لديهم سبب فى تكرار نفس أساليب الدعاية، كونهم فازوا بنفس الأسلوب، لكن نظرة واحدة على الحزب الديمقراطى ستجد أنه يتم تكرار نفس الأساليب والأخطاء التى قادت لخسارة هيلارى كلينتون أمام ترامب.
مشاهير هوليوود
فى انتخابات الرئاسة 2016 كان الشحن الإعلامى يتم عبر مقاطع فيديو وتصريحات من مشاهير السينما والغناء تعلن الدعم لهيلارى كلينتون بل كان هناك هجوما حادا على المطربة تايلور سويفت لكونها ظهرت وقت الانتخابات الأمريكية تدعو الناخبين للتصويت بدون أن تعلن دعمها لكلينتون وسط تشكيك فى أن المطربة ربما تكون من مؤيدى ترامب سرا.
ولكن فى 2018 أعلنت سويفت الدعم صراحة لاثنين من المرشحين الديمقراطيين فى مدينتها ناشفيل.
لاحظ الفيديو الشهير لنجوم مارفل والذى يدعو صراحة لعدم التصويت لترامب فى 2016.
ثم لاحظ كيف تمت إعادة تصوير الفيديو بشكل مشابه لدعم الديمقراطيين فى انتخابات الكونجرس 2018.
وستجد التشابه الواضح فى أسلوب الدعاية الانتخابية.
وجدير بالذكر أن هذا الأسلوب لاقى انتقادا واضحا من جانب العديد من النشطاء السياسيين الذين اعتبروا أن هناك نوعا من التعالى على الشعب الأمريكى من قبل ممثلين يعيشون حياة رفاهية ويحاولون حثهم على التصويت.
الرؤساء السابقين
أوباما يدعم كلينتون
فى انتخابات 2016 حظيت هيلارى كلينتون بتفضيل المؤسسات الحكومية الأمريكية والإعلام أمام دونالد ترامب، بل إنه بحسب صحيفة "واشنطن تايمز" كانت انتخابات 2016 هى المرة الأولى التى يعلن فيها رئيس منتهية ولايته دعمه لمرشح، وذلك بسبب دعم أوباما العلنى لهيلارى كلينتون، وكيف أنه وقف فى برنامج "توك شو" يرد على ترامب الذى وصفه بأنه أسوأ رئيس لأمريكا، وكان الرد من أوباما هو "على الأقل فأننى كنت رئيسا لأمريكا".
وحتى جورج بوش أعلن دعمه لكلينتون ضد ترامب رغم أنهما ينتميان لنفس الحزب.
والآن فى انتخابات الكونجرس، خرج أوباما فى جولة شملت عدة تجمعات انتخابية يدعو فيها للتصويت للحزب الديموقراطى ويوجه الانتقادات لترامب ويتهمه بالكذب، بدون أن يذكر اسمه صراحة.
سياسة التنويع
جزء كبير من حملة هيلارى كلينتون كان التركيز على التنوع الثقافى ووجود أقليات عرقية فى المناصب السياسية بجانب التركيز على كون هيلارى كلينتون ستكون أول امرأة تتولى رئاسة أمريكا، بغض النظر عن البرامج السياسية لهؤلاء المرشحين.
وفى انتخابات الكونجرس 2018 تكرر نفس الخطأ فى التركيز على وجود مرشحين صغار السن أحدهم يبلغ من العمر 19 عاما فقط، سيكون أصغر مشرع فى تاريخ أمريكا إذا تم انتخابه، بجانب تشجيع التصويت للنساء بدون ذكر أى شئ عن برامجهم السياسية.
وبحسب موقع "ديلى كولر" فإنه حتى لو لم تكن هناك معارضة رسمية علنية من المصوتين للأقليات العرقية أو المثليين جنسيا فإن مجرد التركيز الإعلامى على هذه الأقليات كان من أسباب التصويت لترامب فى 2016 وربما يتكرر نفس الشئ فى 2018.
سرقة النجاح الاقتصادى
القاعدة الرئيسية فى انتخابات الكونجرس أن حزب الرئيس الأمريكى غالبا ما يخسر انتخابات الكونجرس التى تلى توليه الرئاسة، ولكن فى انتخابات 2018 ربما تكون الكفة فى صالح ترامب وحزبه خاصة بسبب النجاح الاقتصادى، حيث تمكن ترامب بحسب صحيفة "الجارديان" من إضافة ما يقرب من 380 ألف وظيفة فى مجال التصنيع التقليدى، وهو ما يزيد 11 مرة عن الفترة التى سبقت تنصيبه، كما ارتفعت الأجور بنسبة 3.1% وهذا مع الأخذ فى الحسبان أنه كانت هناك زيادة فى معدلات طلب معونة البطالة بنسبة 3.7% بسبب موسم الأعاصير هذا الصيف، ومع ذلك ارتفعت الأجور.
شبكة cnbc قالت صراحة، إن انتخابات الكونجرس ستكون استفتاء على شعبية اقتصاد ترامب، وأن الاقتصاد هو ما يهم المواطن الأمريكى أولا.
لكن هذا لا يمنع أن الديمقراطيين حاولوا سرقة هذا النجاح الاقتصادى ونسبه لإدارة أوباما، حيث قالت "الجارديان"، إن النجاح الاقتصادى لترامب سببه استقرار الاقتصاد فى عهد أوباما، ولكن ما لم تذكره الصحيفة أن هذا كان فى 2017 ولا يستمر فى موازنة 2018 التى تخص إدارة ترامب بالكامل، وهى الموازنة التى تحقق النجاح الآن، كذلك يتناسى الديمقراطيين أن أوباما ترك الرئاسة وقد زاد الدين الأمريكى إلى 20 تريليون دولار.
الجمهوريون يوحدون النغمة
الجمهوريون أيضا ركزوا على قضية واحدة فى الدعاية الانتخابية، وكانت قضية الهجرة حازت على جزء كبير من دعاية ترامب فى 2016، والآن تظل الموضوع الأبرز فى الدعاية خلال انتخابات الكونجرس، تحديدا فى ملف "قافلة المهاجرين" القادمة من أمريكا الوسطى باتجاه الولايات المتحدة، فبينما ترامب يعلن إرسال قوات الجيش الأمريكى على الحدود، ويعلن أنه بإمكان الجنود إطلاق النار على المهاجرين قبل أن يتراجع عن التصريح، تأتى أيضا تقارير إعلامية بأن عدد المهاجرين فى القافلة ألف شخص فقط، بينما ترامب يريد نشر حوالى 7 آلاف جندى كبداية، كذلك ثلثى القافلة من النساء والأطفال، أى أنهم ليسوا خطرا أمنيا كما يقول الرئيس الأمريكى، وهو ما علق عليه أوباما بأن ترامب يستخدم القافلة لأغراض سياسية.