"نعم نحن أبطال".. شعار رفعه طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية فى قرى الجورة والظهير جنوب مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، الذين حرصوا على مساعدة ذويهم على الانتظام فى مدارسهم بعضهم يصل إليها مترجلاً وآخرين وسيلة مواصلاتهم عربة كارو لصعوبة توفر مواصلات.
بدورهم لم يبخل أبناء القرى الواقعة فى نطاقها هذه المدارس بالقيام بدورهم متطوعين لملئ فراغ عدم وجود معلمين لبعض التخصصات، وهو ما ساعد الطلبة وشجعهم.
ووصف الدكتور خالد زايد، أحد رموز العمل المجتمعى فى قرية الظهير فى جنوب الشيخ زويد، حرص الطلبة الصغار على العلم وحرص ذويهم والمتطوعين الشباب على نجاح العملية التعليمية، مؤكدًا أن ملحمة هؤلاء الأبطال فى خندق العلم تؤكد أنهم يتفهمون ما تمر به مناطقهم من أحداث ويحرصون إلا تخفق راية العلم.
وقال "زايد"، لـ"اليوم السابع"، أن المدارس فى هذه المناطق هى الفارابى الابتدائية والفارابى الإعدادية، العوايضة الابتدائية، العوايضة الإعدادية.
وأشار إلى أن الطلبة الدارسين يتحدون ظروفًا كثيرة وليس أمامهم سوى هدف واحد هو تحصيل العلم كما هو الحال فى أى مدرسة بأى مكان آخر، لافتًا إلى أن بعضًا من المتطوعين الشباب من أبناء قرية الظهير والجورة، يحاولون سد فراغ نقص معلمين بإعطاء دروس وحصص تعويضية مجانية للطلبة فى مدارس العوايضة الابتدائية والعوايضة الإعدادية بقرية الظهير، والفارابى الابتدائية لتعذر وصول المعلمين إلى القرى، والشباب هم من خريجى الجامعات المختلفة.
وأوضح أنهم يقومون بعملهم التطوعى من خلال فصول تقوية للصف الأول الثانوى من أبناء القرية، لافتًا إلى أنه ورغم انقطاع الكهرباء وقلة المياه الصالحة للشرب وتباعد المسافات بين القرى والمدينة وعدم وجود شبكة مواصلات بين القرى بسبب العمليات الأمنية، إلا أنهم يؤدون دورهم بكل نجاح.
وقال الشيخ عرفات خضر، أحد رموز المنطقة، أنهم كأهالى حريصين كل الحرص ألا يتأثر أبناؤهم، حتى أن بعض المجالس تحولت لدور علم فيها يقوم من نالوا نصيبهم من العلم من الخريجين بمساعدة الصغار، وتتكاتف الجهود لتشجيع الجميع والتغلب على كل ظروف قد تمنع أو تعيق وصول المعلمين وانتظام الدراسة بشكل مناسب.
وأضاف، أنه وكل أهالى قرى الشيخ زويد بمناطق الجنوب يقدمون هذا النموذج من التحدى والإصرار على العلم لكل شباب وأبناء مصر، معربًا عن أمله ألا يتأخر أى جهد متاح لمساعدتهم على استمرار رسالتهم.