لاعبون قليلون من يستطيعون صناعة الفارق مع فرقهم، ومن ثم يستحوذون على حب وعشق جماهير أنديتهم، وبناءً عليه فإنه ينالون الدعم والمساندة حتى لو كانت أمام المدير الفنى للمنتخب الوطنى الذى ربما يخرج هذا النجم من حساباته لأسباب متعددة سواء لجانب سلوكى أو لعوامل فنية.
وليد سليمان، نجم الأهلى يعتبر آخر حلقات الصدام بين جماهير أندية القمة، والأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، فمدرب الفراعنة الحالى المكسيكى خافيير أجيرى، ليس أول مدرب تغضب عليه جماهير الأحمر بسبب استبعاد نجمهم من الحسابات رغم التألق، فقد كانت هناك العديد من الحالات البارزة فى هذا المضمار خلال السنوات الماضية.
أولاً بالنسبة لحاوى الأهلى، فإن هناك حالة من الغضب تنتاب عشاق الأحمر جراء سقوطه من حسابات الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة المدرب المكسيكى منذ توليه المسئولية خلفًا للأرجنتينى هيكتور كوبر، مع إن اللاعب يقدم مستويات يراها الجميع أنها مبهرة وأحد الأسباب فى بلوغ أبناء القلعة الحمراء نهائى دورى أبطال أفريقيا رغم الغيابات الكثيرة عن الفريق ما بين الإصابة والرحيل، إضافة إلى عدم التدعيم بصفقات من العيار الثقيل.
الانتقادات الأهلاوية لأجيرى لم تكف منذ الإعلان عن قائمة الفراعنة استعدادًا لمواجهة تونس يوم 16 نوفمبر الجارى بالجولة الخامسة بتصفيات أمم أفريقيا 2019، خصوصا أن الاستبعاد هذا المرة تزامن مع تألق لافت لوليد سليمان فى مواجهة الذهاب لنهائى الأميرة الأفريقية أمام الترجى التونسى وإحرازه هدفين من ركلتى جزاء لتنطلق تساؤلات عن المغزى من الاستبعاد رغم أن هذا الأداء الخيالى.
وفى المقابل، برر مسئولو المنتخب الوطنى موقفهم من وليد سليمان مثلما أشارت التقارير الصحفية بأنه أفضل لاعب فى الدورى المصرى لكن استبعاده جاء بسبب رغبة الجهاز الفنى فى بناء جيل جديد، فيما يقول مؤيدون لهذا النهج إن اللاعب يبلغ من العمر 33 عامًا، ولن يكون أمامه الكثير ليقدمه فى الملاعب مع الجيل الحالى الذى يستقبل لمونديال 2022، إضافة إلى ذلك أن طريقة أجيرى غير مناسبة له.
السؤال الذى يطرح نفسه فى الوقت الراهن، هل يظل أجيرى متمسكًا برأيه أمام طغيان الانتقادات الحمراء أم أنه سيرجع موقفه خلال الفترة المقبلة خصوصا أن المنتخب لم يخض مواجهات قوية حتى الآن، وتعتبر مواجهة تونس هى أول الاختبارات القومية بالنسبة للمدرب المكسيكى مع الفراعنة.
الصدام الأهلاوى مع الجهاز الفنى لأجيرى ليس الأول من نوعه، ولن نحتاج لنذهب بعيدًا، مثلا فى عهد هيكتور كوبر فإن انتقادات واسعة نالت الجهاز الفنى للأرجنتينى بسبب استبعاده لحسام غالى، قائد الأهلى آنذاك قبل اعتزاله، وذلك أثر الصدام الذى حدث بينه وبين عناصر الجهاز وعلى رأسهم أسامة نبيه المدرب العام فى هذا التوقيت.
جماهير الأهلى ترجمت غضبها من استبعاد حسام غالى آنذاك من المنتخب عبر الهتاف له فى المباريات الهامة كنوع من الدعم والمؤازرة له، ورغم ذلك فإن جهاز كوبر استمر فى موقفه، ولعل ما ساعده فى ذلك الموقف رغم الضغوط الجماهرية النتائج التى حققها سواء على صعيد بلوغ أمم أفريقيا بعد غياب 3 بطولات متتالية ثم حصد لقب وصافة البطولة، وبعد ذلك تحقيق الإنجاز الأكبر بالصعود إلى نهائيات كأس العالم فى روسيا.
ومن قبل كوبر، فإن جماهير الأهلى كانت تنتقد الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة المعلم حسن شحاتة بسبب استبعاده فى كثير من الوقت لحسام عاشور، قائد الأحمر الحالى، وتفضيل لاعبين آخرين عليه، رغم أن اللاعب كان شابا وقتها ويقدم مستويات جيدة للغاية ويحظى بثقة واسعة من البرتغالى مانويل جوزيه، وساهم مع القلعة الحمراء آنذاك فى حصد العديد من البطولات على الصعيد المحلى والقارى وتقديم مستويات جيدة فى بطولة العالم للأندية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة