"شريك الجسد"، هو عنوان فيلم حمل الكثير من المعانى وسلط الضوء على إحدى قصص الحب النادرة فى مجتمعنا، حيث يروى الفيلم قصة زوجين قررا أن يقتسما الحياة معا وأن يكون الرابط بينهما هو الحب والتضحية فقط.
وفى عيد الحب لم يهديها الزوج وردا أو فستانا ولكنه وهبها جزءًا منه وسنوات من العمر، هذه قصة واقعية فليست كل حكايات الحب والتضحية نسمعها دائمًا فى الأفلام والروايات، فقد يكون الواقع أحيانًا أعظم وأجمل.
بعد 7 سنوات من زواج رشا ورامز، أصيبت الزوجة بفشل حاد فى الكبد ولا يوجد اى حل سوى زراعة الكبد، فلم يتردد زوجها لحظة واحدة وقرر أن يتبرع على الرغم من رفض الأطباء إجراء العملية بسبب زيادة وزنه، ولكن حبه وإصراره لها صمم على إجراء العملية وإنقاص وزنه فى أسرع وقت.
ونال الفيلم عدد كبير من التعليقات عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كما وصف رواد مواقع التواصل الاجتماعى قصة حب رشا ورامز فى الروايات فقط، وأنه لا يوجد زوج مثل شجاعته وحبه لها، حيث تباينت ردود الأفعال، وقالت رشا محمود بطلة الفيلم: لم أتوقع ردود أفعال الناس على الفيلم، وتلقيت اتصالات كبيرة من الأهل والأصدقاء، والكل كان مبسوط بقصة حبنا، أنا فرحت لأنه كان نفسى أقدم له أى شكر والحمد لله شكرته قدام العالم كله وأثبت للناس كلها أن الحب هو الرابط الأقوى فى أى علاقة".
وكان الموضوع التالى هو الذى نشره اليوم السابع أمس فى عيد الحب المصرى:
الزوجان
لم يهدها وردًا أو فستانًا ولكنه وهبها جزءًا منه وسنوات من العمر.. هذه قصة واقعية فليست كل حكايات الحب والتضحية نسمعها دائمًا فى الأفلام والروايات، فقد يكون الواقع أحيانًا أعظم وأجمل.
رامز ورشا، حكاية زوجين قررا أن يقتسما الحياة معًا فى رحلة شراكة فى العمر والروح والجسد، فلم يكن رامز بالنسبة لرشا شريك العمر فقط ولكنه بطل حكايتها التى حملت عنوان "شريك الجسد".
ففى تمام الساعة التاسعة صباحًا فى إحدى مستشفيات القاهرة، هيأ رامز نفسه لإجراء عملية جراحية صعبة لم يثنه عنها تحذيرات الأطباء بخطورة إجرائها ومضاعفاتها التى تصل إلى حد الموت، لكى يهب رشا زوجته فرصة جديدة لاستكمال حياتها بعد إصابتها بفشل حاد فى الكبد.
12 ساعة كاملة قضاها الزوج فى غرفة العمليات للتبرع بنسبة 60% من كبده لزوجته، فى عملية تؤكد الإحصائيات أن هناك شخصًا واحدًا من كل 200 شخص متبرع يموت خلال إجرائها.
تزامنًا مع عيد الحب المصرى الذى نحتفل به فى الرابع من نوفمبر من كل عام، ذهب "اليوم السابع" لمنزل الحبيبين لرصد قصة الحب التى نقلت الكثير من مشاعر التضحية والإيثار على النفس والعطاء، والتى لم نقرأ عنها فى الصحف الاجنبية كالمعتاد ولكننا وجدناها حية فى منطقة المقطم.
رشا ورامز
أنا الحبيب والمنقذ.. أنا المتبرع
تقابلا سويًا منذ 7سنوات بعدما خاض كل منهم تجربة زواج لم يكتب لها النجاح ولكن كان لكل منهما أطفال من الزيجة الأولى، واتفقا على الزواج وبداية حياة جديدة بعيدًا عن المشاكل والضغوطات النفسية فقط من أجل الحب والأمان، عدت السنوات فى حب واستقرار وكان رامز نعم الزوج والأب لأولادها، ولكن لابد أن نمر بابتلاء فى حياتنا ليكون هو الاختبار الذى يظهر مدى قوتنا وشجاعتنا وخصوصا فى العلاقات الزوجية ليثبت مدى الحب أو التخلى.
شعرت رشا بألم فى المعدة وانتفاخ شديد وكأنها فى شهور الحمل الأخيرة وعلى الفور ذهبت للطبيب وبعد اجراء الفحوصات والتحاليل اتضح أنها تعانى من فشل شديد فى الكبد ناتج عن تليف وحالتها فى خطر، وهنا كانت الصدمة الشديدة حيث شعرت رشا أن حياتها بعدما تزينت بالألوان والفرح تبدلت للمرض وانتظار الموت، قال لها الأطباء: "أمامك حل من الاثنين إما أن نستخدم البزل ونستخرج المياه كل فترة من البطن ولكنه أمر مرهق جدًا، أو الحل الثانى وهو زرع كبد ولكن لا بد من وجود متبرع".. لم يكمل الطبيب حديثه وقال الزوج: "أنا المتبرع".
رشا
وعن تفاصيل الحكاية قالت الزوجة التى تبلغ من العمر 40 عامًا: "كانت حياتى جميلة وهادئة بوجود زوجى رامز وأولادى وعملى، ولكن عندما علمت بإصابتى بتليف فى الكبد تغيرت حياتى وشعرت بالخوف من الفراق، وحينها فكرت كثيرًا لمن أترك أولادى ولمن أترك زوجى رامز الذى عوضنى عن سنين كثيرة من الوحدة والألم، ولكنى شعرت بالخوف أكثر عندما قال رامز إنه سيتبرع لى بفص من الكبد، كنت متوقعة رد فعله ولكنى استغربت لأن أى زوج فى مكانه سيتركنى وخصوصًا لا يوجد بيننا ابناء ليتمسك بى، فكيف أعرضه للخطر ولا ذنب له فى ذلك، كنت خايفة عليه وكان هو اللى بيقوينى".
وزنك كبير مش هينفع تتبرع
"وزنك 113 كيلو يعنى كبير جدًا مش هينفع تتبرعلها" هى الجملة التى قالها الطبيب للزوج ورفض إجراء العملية له بسبب السمنة المفرطة التى يعانى منها، ولكن على الجانب الآخر لم ييأس الزوج ووعد الطبيب على الوصول للوزن المثالى فى شهرين لإنقاذ زوجته، وعن رحلة رامز لإنقاذ حبيبته قال: "تحديت نفسى والأطباء وقررت أن أنقص وزنى فى وقت قصير لإجراء العملية، وبالفعل طلبت إجازة من عملى واستمريت شهرين متتالين على أكل الشوفان والتفاح فقط والجرى صبح وليل، فى هذه الفترة لم أشعر بالجوع أو الإرهاق وكل ما أفكر فيه هو إجراء العملية وإنقاذ زوجتى من التعب التى تشعر به يوميًا".
بعد شهرين استطعت أن انقص وزنى 30 كيلو وكانت المفاجأة للأطباء فلم يصدق الطبيب أننى استطعت أن أقوم بذلك بشكل صحى وقال لى: "أكيد عملت عملية عشان تخس، وبالفعل فحصنى للتأكد من ذلك، ومن هنا بدأنا فحوصات العملية لإجرائها".
"قبل العملية لم أبلغ أحدًا من عائلتى بسبب خوفهم الشديد كأى أسرة تخاف على ابنها، وقررت عدم الدخول فى أى تفاصيل أو محاولة لإقناعى بعدم التبرع"، فقبل العملية كانت دعواتنا مختلفة فكنت ادعى بإتمام العملية وإنقاذها وكانت هى تدعى دائمًا بعدم اتمام العملية أو التبرع بسبب خوفها على.
بعد العملية
أصعب لحظات فى رحلة شريك الجسد
كان أصعب يوم فى حياة رشا هو يوم العملية عندما شاهدت زوجها يرتدى ملابس العملية ويستعد لإنقاذ روحها بقطعة من جسده ولا يهمه إذا كان ذلك يؤثر على حياته وصحته أم لا، بدأ الأطباء فى تحضير الزوج أولاً ونقله لغرفة العمليات ثم نقل الزوجة بعده بساعتين حيث استمرت عملية الزوج 12 ساعة بينما استمرت عملية الزوجة 18 ساعة.
"أول ما فوقت من البنج مكنتش بفكر غير فيه، يا ترى عامل ايه دلوقتى وطلبت أشوفه".. هذا هو ما قالته رشا عن مشاعرها أثناء هذا اليوم العصيب، وقالت: "برغم الوجع اللى كنت حاسة بيه لكن قلبى كان واجعنى أكتر عليه وكان هو كما يسأل عليا لدرجة إنه شال كل الأجهزة والمحاليل المعلقة عشان يجيلى الغرفة ويطمن عليا"، فكان الحل الوحيد هى المراسلة عن طريق الفيديوهات لنطمن بها على بعض".
قطعة من الجسد هدية الفلانتين
زوج يتبرع لزوجيته بالكبد
بعد إتمام العملية استقريت فى المستشفى فترة كبيرة كان زوجى يراعى أبنائى والمنزل فى غيابى ورفض المساعدة من أى أحد وقام بكل الأدوار، وعلى الرغم من ذلك لم ينس أى عيد حب لنا حتى وأنا فى المستشفى فى عيد الحب الماضى فى شهر فبراير فاجأنى بالهدايا والبلالين فى المستشفى، ولكن فى الحقيقة هو احتفل بكل أعياد الحب المقبلة وقدم لى أغلى هدية فى الحياة "قطعة من جسده"، رامز تبرع بـ60% من الكبد وعاش بالجزء الأقل منه عشان ينقذنى، عيد الحب المرة دى أنا اللى هقدم له الهدايا واحتفل بيه وأعوضه عن كل حاجة شافها معايا، عاوزة اقوله شكرا على كل حاجة شكرًا على التضحية والحب والأمان شكرًا لأنك السند والعون، شكرًا لأنك مش بس شريك العمر أنت شريك الجسد.