فى البداية حدثنا عن إنشاء فرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر؟
أنشئ الفرع بقرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وأود شكره لسماحه للطلبة الليبيين المتواجدين فى مصر بالدراسة فى الأزهر لقد زرت فضيلة الإمام وسمح بدراسة الليبيين من كى جى وان، وتواصلنا فى هذا الملف، واستهدفنا فتح فرع للمنظمة العالمية للأزهر وفتحنا مكتب بطرابلس وآخر فى إحدى المدن الليبية الأخرى، ولكن نظرًا للأوضاع فى ليبيا نباشر العمل من مكتبنا بالقاهرة، ومهمة المنظمة إعادة الاعتدال والوسطية بين أبناء الشعب الليبى والقبائل الذين تحكمهم الغريزة القبلية أكثر من المؤسسات الدولية.
متى بدء العمل وماذا قدمتم من خلال الفرع؟
بدأنا العمل منذ عام ونصف، وتم إنشاء مسابقات قرآنية ودورات تدريبية فى مصر حاضر فيها كبار علميا الأزهر وأعضاء المنظمة العالمية والطلاب رجعوا إلى ليبيا ويقومون بنشر الوسطية فى طرابلس وكافة مناطق ليبيا، ونحن بصدد إقامة دورة تدريبية لعدد كبير، وإعداد لخطة عام 2019 تتضمن تدريب 200 إمام وخطيب وواعظ فى ليبيا ونحن مستمرون فى هذا الاتجاه.
حدثنا عن تواجد الجماعات المتطرفة داخل ليبيا فلم نكن نسمع قبل الثورة الليبية عن اى مظاهر للتطرف؟
أن هذه الجماعات دخيلة على ليبيا بعد "الخريف العربى"، هذه الجماعات التكفيرية دخلت ليبيا بعد "الخريف العربى"، لكن قبل 2011 لم يكن هناك وجود للجماعات المتطرفة فى ليبيا فى ظل الأجهزة الأمنية القوية هذه الجماعات جاءت من خارج ليبيا وكان بعضها فى بريطانيا وأمريكا، وكانوا منتشرين حول العالم قبل عودتهم عام 2011 وتحريضهم للشعب بالخروج على الدولة وحرق المؤسسات الأمنية والمخابراتية، وحرق الأرشيف الذى يتضمن اسمائهم واستغلوا بطالة الشباب وسخروهم بالمال وألحقوهم فى الجماعات التكفيرية والإرهابية التى أتت من خارج ليبيا، مستطردًا:"غالبية الجماعات الإرهابية اتت من الخارج، وخاصة من الجزائر وتونس ومصر والسودان.. دخلوا ليبيا واشعلوا الفوضى وانتشار السلاح واستغلوا هذه الأفكار، ولكن بفضل القوات المسلحة الليبية تم القضاء على 60% من هذه الجماعات.
وماذا عن الأوضاع الحالية فى ليبيا؟
ليبيا طوال حكم الرئيس الراحل معمر القذافى خلال الـ 42 عامًا الماضية كانت بلا أحزاب أو طوائف أو ملل وكان المتواجدين مسلمين وسنة، ولكن الامر تغير بعد دخول هذه الجماعات عام 2011، مضيفًا:"90% من ليبيا قبائل و3% أمازيغ وبربر وأقليات من تركيا واليونان وغيرهم، وانتشرت هذه الأفكار والأحزاب بعد 2011، والبعض اتخذ اتجاه التيار السلفى المسمى بالوهابية وبعضهم اتخذ الاتجاه الليبرالى وآخرون اتجاه العودة للملكية وأحزاب إخوانية أخرى مما أدى لانقسام القبائل وأرى أن انتشار الأحزاب والأفكار المتطرفة سبب الخلل الذى شهدته ليبيا.. ليبيا طوال الـ 42 عامًا حكمها القبائل والعرف كان هو القانون السائد، وهو الذى يفصل بين الناس.
كيف ترى التدخل القطرى فى شؤون ليبيا؟
قطر سبب دمار ليبيا لأنها دعمت الجماعات التكفيرية منذ 2011 وأرسلتهم من سوريا والعراق وأفغانستان ودفعت المال واستولت على السلاح، وقامت بدعم ما يسمى الثورات العربية فى ليبيا وتونس ومصر وغيرهم من الدول، وواصل:" قطر دورها خبيث، وهى من دفعت ثمن الصواريخ التى أسقطها حلف الناتو على ليبيا، بالإضافة لتمويلها الإعلامى لقناة الجزيرة وبث التضليل والإشاعات مما تسبب فى الفرقة والفتن بين صفوف الليبيين فى ظل الاخبار الكاذبة وادعاء تسبب القذافى فى عمليات القتل، وكانت تصف الجيش بـ"كتائب القذافى" وكان لقطر دور سئ، رغم وقوف ليبيا مع جميع الدول على مسافة واحدة ولم تتسبب فى الإساءة للدول العربية أو دعم الجماعات الإرهابية أو زعزعة استقرار الدول العربية أو غيرها.
كيف ترى الدور المصرى تجاه ليبيا؟
مصر وليبيا دولة واحدة منذ قديم الازل، وأتذكر أن ليبيا أيام الاستعمار الإيطالى كان المد الذى يأتى لعمر المختار من مصر، كما أن زعيم الحركة الفاشية الإيطالى طالب بالفصل بين ليبيا ومصر لمنع المد الذى كان يحصل عليه عمر المختار من القبائل المصرية، كما أن جيش التحرير الليبى تأسس فى أبو رواش فى مصر ويوجد النصب التذكارى حتى الآن،العلاقات المصرية الليبية وطيدة وتحمل مصاهرة، و60% من الليبيين لديهم مصاهرة مع المصريين وخاصة من خلال القبائل.. مصر امتداد لليبيا والعكس، ولا أراهما دولتين وما يهم مصر يهم ليبيا والعكس أيضًا، الدور المصرى إيجابى وليبيا لم تتضرر من مصر على مدى التاريخ، والقاهرة تحاول لملمة الاطراف الليبية وتساهم فى الجهود المباركة للقوات المسلحة لتوحيد الاطراف السياسية، والموقف المصرى واضح، والليبيين يشيدون دائما بالدور المصرى الداعم للشعب الليبى فى اختيار من يقوده، كما أن مصر لم تفرض قراراتها على أحد، وموقفها واضح فى مكافحة الإرهاب التطرف، سواء الإرهاب الفكرى أو مواجهة الإرهاب العسكرى ضد الجماعات الإرهابية المسلحة.
وماذا عن دور الأزهر الشريف داخل ليبيا؟
الأزاهرة هم الذين كانوا يقومون بتدريس المناهج لليبيين فى أواخر الثمانيات وما قبلها، حيث أرسل الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر، مدرسين مصريين على نفقة الدولة المصرية، للتدريس لليبيين فى المدارس والجامعات، وكان هناك جامعة "محمد بن على سنوسى" كان تأخذ منهجها من الأزهر وتدرس المناهج الإسلامية، قبل أن تتدخل الوهابية أو ما يسمى بالسلفية فى بداية التسعينيات، وكانت تستقطب الليبيين ليذهبوا إلى المملكة العربية السعودية ويدرسوا الوهابية هناك، ثم انتشرت الجماعات المتشددة عام 1995، وقامت حرب بينهم وبين الجيش عام 1996، ثم أصيب البعض بتشتت فكرى، ولكن نسبة كبيرة من الليبيين حوالى 50% لازالوا على الصوفية والطريقة الأشعرية وأغلبية المشايخ الذين يستمع لهم الليبيين وكبار السن، المشايخ الذين هم خريجين من الأزهر.
حدثنا أكثر عن التقسيم المذهبى داخل المجتمع الليبى حاليا؟
نظرًا لما حدث بعد 2011 وعدم وجود دولة انتشرت أفكار الوهابية، وهناك مجموعة بالجبل الغربى يعتنقون المذهب الأباضى عن طريق سلطة عمان والأباضية هناك فى مسقط، والسلفية متمسكين بالوهابية، وهذه الأفكار تشتت فى داخل ليبيا وهى سبب صراعات الموضوع الدينى، أما الصوفية متمسكة فى الأزهر".
إذا كيف سيتعامل فرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر مع ذلك الأمر؟
دعنى أشدد على أهمية ودور الأزهر والمنظمة العالمية لخريجى الأزهر فى إعادة مكانة الأزهر فى الداخل الليبيى، من خلال تفعيل وتدريب النشء الجديد من الشباب لنشر الوسطية والاعتدال وسلوك المنهج الأزهرى لتعود ليبيا للوسطية والاعتدال، وتعود لمكانتها التى كانت عليها أواخر الثمانينيات وما قبل ذلك.
فى الختام ماذا تتمنى لليبيا قريبا؟
أتمنى أن يعود الأمن والاستقرار لليبيا، وأن تتوحد المؤسسة العسكرية والأمنية فى ليبيا.. هذا أكثر ما يهمنا، ما عودة الوسطية والاعتدال.. فالليبيين عانوا من انتشار الجماعات المتشددة فكريًا والجماعات الإرهابية التى تفجر وتقتل باسم الدين، وتحل دماء المؤسسات الأمنية والعسكرية فى ليبيا بحجج واهية.. ونحن نقول أننا نحافظ الحفاظ على النسيج الاجتماع بين القبائل، وعودة القوات المسلحة وتوحديها تحت قيادة واحدة، وعودة ليبيا وإقامة مؤسسة دينية تنبثق من الأزهر الشريف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة