5 سنوات مرت والرجل مازال هنا يبحث عن كشف جديد، مجد جديد يكتب اسمه فى سجلات مكتشفى مقابر الملوك، فى سجلات التاريخ والعظماء، يجاهد من أجل غائب لا يعرف من هو ولا متى سيأتى، لكنه ينتظره.
تمر السنوات واحدة تلو الأخرى، وهو لا يفقد الشغف، ولا تنخفض عزيمته، كما جاء أول مرة إلى وادى الملوك، عام 1917، ينادى السماء كل ليلة، ويحفر الأرض وينبش فيها، لعلها تهديه المجد المنتظر.
فى ليلة من ليالى السماء، كان هوارد كارتر، عالم الآثار البريطانى، الذى جاء ليكمل مسيرة سالفه " تيودور ديفيز"، عله يصل إلى كنز جديد، تملك منه اليأس، وبدأ ينفذ الصبر، حتى دخل عليه أحد العمال ليزف إليه الخبر اليقين "لقينا حاجة.. فى رسومات فرعونية"، قفز الرجل مسرعا، وكأن شاب لا يزال فى عمر المراهقة، تناديه حبيبته كى يتقابلا، "4 نوفمبر 1922 عيد هوارد كارتر".
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
وجد الرجل قبو فرعونى، وحوائط مزخرفة برسومات مصرية قديمة، الفرحة كادت تقتله، لكنه لم يهدأ، قرر شق الأنفاق والأخاديد، الوصول إلى دهاليز هذا الكهف الفرعونى المجهول، الحوائط تبدو على حالتها من آلاف السنين، المكان هادئ ورتيب، يعبر عن عدم دخول أى قدم إليه منذ زمن.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
السماء تزف خبر سار، "عظيمة هى عطاياك يا الله" ربما هى أول كلمة هتف بها هوارد كارتر فى صباح 16 نوفمبر 1923.. العمال وجدوا حائط آخر له أقفال، كأنه ينم عن الوصول إلى المراد، فتح كارتر "القفل" بنفسه، فى هذه اللحظة دارت كل الساعات والأيام فى الخمس سنوات الماضية فى مخيلته، التوقعات ذهبت به إلى السماء، هل وجد ملك عظيم أو ملكة متوجة، أم مقبرة لشخص من رجال الملك، التخطيط يقول إنها مقبرة فقيرة، لكنه وضعها لا يشير إلى ذلك أبدا.
"توت عنخ آمون"، نظر الرجل طويلا إلى التابوت الخشبى المذهب، كيف ذلك، هل وجدته فعلا، الملك الصغير الذى قتل من أجل السلطة، ابن ابن الملك أخناتون العظيم، يا الله.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
المقبرة كانت صغيرة تنم عن الحالة التى تخلص بها أعداء الفرعون الصغير، ليتخلصه فى جثمانه فى رحلته الأخيرة، لكنها كانت مليئه بالتماثيل والمجوهرات، لم تصل إليها أى يد قبل "كارتر"، تعبر تماما عن ضريح طفل مات فوضع أهله معه جميع الألعاب التى يحبها.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
أمر كارتر بخروج تمثال الملك الخشبى الموجود، طلب من أحد العمال أن ياتى كى يحمل تمثال الفرعون، أتى الرجل فرحا وكأنه يعطيه كنزا له، حمل التمثال برفق، كأنه يحمل طفل، ينظر بنظرات حانيه، يمشى واثق الخطوات، أمام نظرات الجميع، وفى داخل نفسه، فخورا بأنه أول من يحمل أصغر ملوك مصر القديمة، وأشهر الفراعين.
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
عدد الردود 0
بواسطة:
eman ahya
اكتشاف اثر اصبح اعظم حدث
اسلوب جميل..وصور رائعة لحدث اروع رغم بعد الزمان لكنها بتعبر فعلا عن احتراف اللي لقطها ..تحياتي