استقبلت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، اليوم الثلاثاء، فى مقر هيئة الثقافة وفدا من غرفة تجارة وصناعة البحرين، وذلك بهدف التعريف بأهمية تسجيل مدينة المنامة التاريخية على قائمة التراث العالمى كموقع يعكس قيم التسامح والتعايش.
وقالت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، حسبما ذكر بيان صادر عن الهيئة، إننا نجتمع اليوم لكى نؤكد أن إرثنا الحضارى هو المخزون الذى يجب علينا الحفاظ عليه للأجيال القادمة، مدينة المنامة تعكس خصوصية التراث الإنسانى البحرينى بما تمتلكه من مواقع ثقافية وذاكرة إنسانية عريقة".
وأشارت رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أن التراث العمرانى يعد من أهم ما يسرد حكاية الشعوب ويروج لما تمتلكه الأوطان من منجزات.
وزار الوفد متحف البحرين الوطنى حيث تجولوا فى أروقة معرض موقع مسار اللؤلؤ، والذى يضم معلومات وصورا حول الموقع المدرج على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو.
ومن بعد ذلك قدم المعمارى الإيطالى ناردى محاضرة للوفد تناول فيها أهمية الارتقاء بالأحياء والمدن التاريخية من خلال إيجاد مسارات ثقافية تصون المعمار التاريخى والتراثى وتؤسس لبناء علاقات إنسانية وحيوية مع المكان.
كما استعرض خلال محاضرته سبل الارتقاء بالتراث العمرانى لمدينة المنامة التاريخية، حيث أشار إلى نماذج يتم الاشتغال عليها ومن بينها مشروع ترميم منارة مسجد الفاضل وترميم بيت نصيف، وهذا المشروع متفرع عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث. كما تم عرض نماذج أخرى من إيطاليا، متناولا كيفية الاعتناء بالجماليات والخصوصية المعمارية لهذه المواقع ودور إعادة التأهيل الوظيفى فى تحقيق استدامة الهوية المعمارية المحلية.
كما وأكد المحاضر فى حديثه على أهمية التكامل ما بين مختلف مكونات المجتمع، موضحا أن التاريخ والثقافة هما صنيع إنسانى متكامل. وأشار إلى تجربة المشروعين فى المنامة، وهمها ترميم منارة مسجد الفاضل وترميم بيت نصيف، سيقدمان نموذجين حقيقيين لطبيعة التكامل، حيث سيشارك المجتمع المحلى فى عملية تنفيذ المشروع كاملة.
وفى ختام محاضرته، قال المعمارى ناردى أن مملكة البحرين ما زالت تحتفظ بالعديد من المكونات التاريخية التراثية وأن بدء مثل هذه المشاريع فى مرحلة مبكرة يعكس الوعى الحقيقى بما تمتلكه هذه البلاد من مكتسبات.