دراسته للهندسة لم تكن عائقا أمام طريقه الأدبى، فهو يعتبر أن العلاقة بين الهندسة والكتابة علاقة وطيدة للغاية، فمثلما تعلم إنشاء بناية ما، تعلم بناء التدرج فى كتابة الرواية، فهو الكاتب والروائى الكويتى طالب الرفاعى، حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة الكويت عام 1982 وشهادة الماجستير (MFA) فى الكتابة الإبداعية من جامعة كنجستون لندن، بدأ الكتابة الأدبية أثناء الدراسة الجامعية فى منتصف السبعينيات، وترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، هو الكاتب طالب الرفاعى.
"اليوم السابع" التقى مع الروائى طالب الرفاعى، خلال مشاركته فى معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 37، وكان معه هذا الحوار:
س/ صدر لك مؤخرًا مجموعة قصصية "رمادى داكن" حدثنا عنها؟
تدور حول الأوضاع الإنسانية فى الكويت، مثل قضايا المرأة وقضايا العمالة الوافدة، فكل كتاباتى تدور حول مشاكل وأزمات المجتمع.
س/ هل ترى أن الكاتب من مهمته أن يكشف خلال أعماله عن القضايا المسكوت عنها؟
أنا مؤمن بأن الكتابة هى إلقاء الضوء على القضايا المظلمة، فعندما يأتى شخص يقول معلومة معروفة فهو هنا لا يضيف شيئا، ومهمة الأدب هى محاولة إنصاف ما يجب إنصافه، فهناك أشخاص يعيشون فى حالة اقتصادية اجتماعية ونفسية، وهناك أشخاص تعانى، وأنا شخصيًا وليس إلزامًا لأحد، اهتم بأمور المهمشين.
س / لماذا اخترت أن تكتب عن المهمشين ؟
أنا أضع نفسى بجانب من يعانون وأرى نفسى بجانب إنصاف المرأة وبجانب الحريات، فلا يوجد مجتمع يستطيع أن يكون صحيًا صحيحًا دون أن يعطى الكاتب القدرة على أن يقول الكلمة، ولا يصح أن أكتب كلمة وأنا أرتجف من السجن، ولهذا القضايا التى أكتبها هى القضايا التى أؤمن بها، وعدالتها وحق وجودها، بجانب كتابتي عن حياتي الشخصية التى لا تنفصل عن هذا، يظن البعض أن من يعيش فى الكويت كلهم أثرياء وسعداء وهذه صورة كاذبة، فدول الخليج بها الغنى وبها الفقير، ومن خلال كتابتى من أجزاء من سيرتى الذاتية أخلد نموذجًا للإنسان، فعندما أكتب عن نفسى اتخلى عن شخصى واستعرض ما يحدث لشخصى من مواقف مؤلمة وجع انكسار ألم.
س / هل ترى أن المجتمع العربى ظلم المرأة؟
بكل تأكيد مجتمعات العالم ظلمت المرأة، حتى فى أوروبا عندما تمشى المرأة فى ساعة متأخرة تجد من يتحرش بها وممكن أن تتعرض للاغتصاب، كما يحدث هذا فى أمريكا، ففى الشركات هناك ينظر إلى المرأة بوضع مختلف عن الرجل، فهم ليسوا منصفين كما يتوقع البعض، فالمرأة مظلومة فى طفولتها وشبابها وكهولتها، والمرأة فى أوروبا مسئولة عن أطفالها والطبخ والتدريس للأولادها، كما يخونها زوجها، فهى حقًا مهضوم حقها ليس فقط فى العالم العربى، ولكن فى الغرب أيضًا.
س / هل يجب علينا أن نعد مشروعا حقيقيا للترجمة لنقل ثقافتنا للغرب؟
بكل تأكيد هذا مشروع قوى لابد من العمل على إعداده وتنفيذه، نحن فى العالم العربى منذ نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن الـ 20، انكشفنا على ترجمات العالم كله، وظهر لنا الأدب الروسى والأمريكى والإنجليزى، وجاء باللغة العربية عبر مترجمين متميزين، ولكن لم يصل أدبنا نحن إلى العالم.
س / لماذا لم يصل الأديب العربى للغرب من وجهة نظرك؟
لأن هناك إعلام غربى ضد الإنسان العربى بشكل أو بآخر، وإذا كان لدينا أن نقوم يتوصيل ثقافتنا إلى أوروبا يجب أن يأتى مترجم من أوروبا "مستشرق" ليترجم أعمالك العربية، لأن هذا الإنسان الإنجليزى أو الفرنسى هو الأقدر على أن يترجم الأدب العربى بلغته وبلهجته وصياغة مفهومة لدى القارئ الأجنبى، فالقارئ الإنجليزى يختلف عن العربى والفرنسى يختلف عن العربى أيضًا، وبالتالى عندما يترجم عربى نفسه لقارئ طبيعته مختلفة فقط يخسر نفسه، فيجب أن نستعين بمترجمين متميزين من العالم الاخر.
س / هل ترى أن عملية توزيع الكتب فى العالم العربى مرضية؟
من المهم جدًا أن يكون هناك شركة كبرى لتوزيع الكتاب العربى، لأن الكاتب العربى مظلوم، لأن هناك ناشر وليس هناك موزع وهذا أمر قاتل، وللأسف بعض الناشرين الآن تجار يبحثون عن الربح ولا يهمهم الكاتب.