انطلقت اليوم، الأربعاء، فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر المكتبات الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، ويعقد خلال الفترة من 6 حتى 8 نوفمبر 2018 ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 37 التي تستمر لغاية 10 من الشهر الحالي.
وأقيم المؤتمر بحضور أحمد العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ولويدا جارسيا رئيسة جمعية المكتبات الأمريكية، ومشاركة أكثر من 300 خبير وأمين مكتبة ومختص بشئون المكتبات والكتب، إضافة إلى جمهور غفير من رواد المعرض والمهتمين بهذا المجال.
قال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب فعاليات المؤتمر: "يسعدنا حضوركم للدورة الخامسة من مؤتمر المكتبات السنوي وللدورة 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي بدأ برؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي ظل يؤكد أن النهضة الحضارية للأمم تبدأ من النهضة المعرفية والثقافية، وتنطلق من المكتبات والجامعات".
وأضاف العامري: "نلتقي معًا كل عام لنطرح تحديات المكتبات والمكتبيين في ظل ما ينتجه العصر من تقنيات وأدوات رقمية لنفتش عن الحلول، ونقترح البرامج، ونقارب الآليات، وفي ظل اجتياح الأدوات الرقمية لعصرنا هذا، نحن أمام تحدٍ كبير يتمثل في الحفاظ على المكتبات كموروث ومظهر اجتماعي إنساني.
ودعا "العامري"، خلال كلمته إلى أهمية تطويع التقنيات لتجاوز التحديات المتعلقة بالمكتبات، وذلك لضمان منح المزيد من الدور المهم والجاذبية للكتاب، كما دعا لأن تكون المكتبات مكانًا يرتبط بوجدان كل فرد، وعاملاً من عوامل تفوقه ونجاحه في الحياه.
وفي كلمة لها قالت لويدا جارسيا رئيسة جمعية المكتبات الأمريكية: "ما عادت المكتبات مجرد أماكن لخزن الكتب، بل توسعت لتتخطى دورها التقليدي وتشمل تحقيق حاجات المجتمعات، وتعزيز قوتها، ومن هنا كان لزامًا علينا أن نضمن وصول المعلومات وإتاحتها للجميع، والتشارك والتواصل بها مع جميع البشر لأنها حق من حقوقهم، كما أنها تصب في حماية حياتهم، وتحسين أوضاعهم، وإعطاء المزيد من الأمل لهم".
في الإطار ذاته، عرض المؤتمر في أولى جلساته الابتكارات المختلفة التي قامت بها المكتبات لتحسين واقع المجتمعات حول العالم، وتسليط الضوء على مكتبات المدارس، ودور أمناء المكتبات، كما قدم عرضًا مصورًا وشاملاً لمبادرة (المكتبات تعزز قوة المجتمعات) التي أطلقتها جمعية المكتبات الأمريكية، وما قامت به من جولات في مناطق مختلفة من أنحاء العالم، وما حظيت به من استجابة ودعم وتأييد.
وعلى صعيد متصل، وضمن برامج المؤتمر، استعراض المؤتمر (الخدمات التقنية المستقبلية) التي توفرها المكتبات للقراء، وتطويع التقنية لخدمة جميع الشرائح، مع التركيز على الأطفال وذوي الإعاقة، كما ناقشت جلسة أخرى سبل (جذب القراء وإثارتهم) والارتقاء باهتماماتهم القرائية بما يضمن لهم المزيد من المعرفة في مختلف الثقافات.
وحظيت جلسة (تواصل المكتبات مع القراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي) بالكثير من الاهتمام، كما شهدت الكثير من المداخلات التي بينت أهمية تلك الوسائل في إحاطة القارئ بالمستجدات، ودورها في تنمية وتطوير إستراتيجية عمل المكتبات بما يخدم توجهات القراء، اختصارًا للطرق التقليدية السابقة، كما تضمنت الجلسة استعراض تجارب أمناء المكتبات مع القراء عبر الوسائل المذكورة.
(استراتيجيات تطوير الموارد البشرية) كانت هي الأخرى من ندوات مؤتمر المكتبات التي استعرضت الجديد في مجال عمل المكتبات، إضافة إلى جلسة مفتوحة أخرى حول (مشاركة القصص والتجارب الناجحة ومفاتيح النجاح) في عمل المكتبات وتواصلها مع القراء.
ومن أهم البرامج التي يناقشها المؤتمر موضوع (محو الأمية) الذي يبحث المشاركة الوجدانية مع المكتبات، ويتيح إمكانية الأخذ بيد هذه الشريحة لتكوين حالة من التواصل المستقبلي الذي يكفل الحد من آثارها، ويعمل على تجاوزها، وقد أثير الكثير من الآراء والمقترحات والأفكار التي وعد المشاركون بتطبيقها للحصول على تجارب مستقبلية ناجحة.
وسيتعرف المشاركون في مؤتمر المكتبات أيضًا إلى (الجيل التالي من الخدمات المكتبية)، (وكيفية وضع مبادرة لإدارة البيانات البحثية في المكتبات الخاصة)، و(أثر المعلومة والتمثيل الرقمي على عرض مصادر المعلومات في السجلات البيبلوغرافية)، و(الأهداف التنموية المستدامة للمكتبات والأمم المتحدة)، كما كان لأصحاب المكتبات الخاصة نصيب وافر من الجلسة المعنونة (وصفة النجاح في بناء المكتبات العامة، التصنيع، الإنشاء والتكنلوجيا)، وسيتم اختتام المؤتمر بتكريم أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال المكتبات حول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة