تشير التصريحات الصادرة عن الرؤساء والزعماء العرب إشارات ضمنية لتشريع قوانين لمواجهة الأكاذيب والشائعات التى تروجها بعض الأطراف الساعية لزعزعة أمن واستقرار الدول، فضلا عن انسياق البعض وراء تلك الشائعات والترويج لها بشكل كبير عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعى.
وعقب التفات الرؤساء العرب إلى الخطر الذى تشكله وسائل التواصل الاجتماعى، خلال الفترة الماضية، تساءل بعض المراقبين عن إمكانية تشريع قوانين تواجه الأطراف التى تعمل على بث الشائعات والأكاذيب لزعزعة الجبهة الداخلية للدول العربية، ومحاربة بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى الذى يخدشون الحياء العام عبر استخدام الكلمات النابية للتعبير عن رأيهم الرافض لقضية بعينها.
وفى أول تعليق له على الشائعات والأكاذيب التى يروجها بعض الشباب اللبنانى خلال الأسابيع الأخيرة، طالب الرئيس اللبنانى ميشال عون الشباب باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى للتواصل الحقيقى وتبادل الآراء، داعيا الشباب إلى عدم اللجوء إلى الشتائم وتغذية الحقد وبث الشائعات.
وكتب الرئيس اللبنانى عبر صفحته الشخصية على موقع التدوينات المصغرة "تويتر": "يا شباب لبنان، اجعلوا من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً لتواصلٍ حقيقى بينكم؛ لتبادل الآراء، لنقاشات تحترم المنطق والحقيقة، للنقد البنّاء، لا وسيلةً لتبادل الشتائم وتغذية الحقد وبث الشائعات.. وتذكّروا دومًا " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت".
يأتى تعليق الرئيس اللبنانى بعد أيام من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتشكيل لجنة قومية أو مجموعة بحثية قومية لمناقشة تعظيم الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعى، فى توصيات منتدى شباب العالم.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أكد إن الدول المتقدمة بشعوبها وحياتها تستطيع أن تتعايش مع تحديات السوشيال ميديا ولا تتأثر بها كثيراً، وعلي العكس تماما فإن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر علينا هنا في المنطقة، بسبب قلة الوعي.
وأضاف الرئيس السيسى، خلال تعقيبه في المائدة المستديرة المنعقدة بعنوان:"مواقع التواصل الاجتماعى: تنقذ أم تستعبد مستخدميها"، أنه يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، وعدم تأثيرها علي أمن واستقرار الدول، مؤكداً أن هناك استخدام للشائعات بشكل كبير.
وأكد الرئيس أن الاستخدام غير المتوازن لهذا الأمر له تأثير سلبي، ولا بد من إثارة الشخصية الإنسانية للتعامل مع الواقع بشكل متواصل ومتكامل.
العاهل الأردنى عبدالله الثانى حذر خلال مقال له منذ أسابيع من العدوانية التى يبثها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن العدوانية والتجريح والكراهية حتى باتت "السوشيال ميديا" مكانا للذم والقدح، وتعج بالتعليات الجارحة والمعلومات المضللة.
وأكد العاهل الأردنى أن التعليقات فى مواقع التواصل الاجتماعى تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، دون مسئولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التى وجدت لردع ومحاسبة كل مسىء، مشيرا إلى موجة الإشاعات والأكاذيب التى انتشرت فى فترة إجازته المعتادة.
وأوضح الملك عبدالله الثانى أن منصات التواصل الاجتماعى تدفع الأردن نحو تطوير تشريعاته الوطنية، بما يؤكد على صون وحماية حرية التعبير، ويحفظ حق المواطنين فى الخصوصية، والقضاء على الإشاعات والأخبار المضللة، ومنع التحريض على الكراهية، خاصة أن عددًا من مديرى أكبر منصات التواصل الاجتماعى أنفسهم أقروا بأن منصاتهم يمكن استغلالها لأغراض سلبية وتخريبية.
وأشار العاهل الأردنى إلى الدور الخطير الذى باتت تلعبه منصات التواصل الاجتماعى فى محاولات لخلخلة ثبات الدول، مؤكدا أن منصات التواصل الاجتماعى تتعاطى دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التى وجدت لردع ومحاسبة كل مسىء.
ودعا العاهل الأردنى فى مقاله إلى التفريق بين آراء انتقدت الأداء وطالبت بتحديد المسؤوليات، وهذا نابع من الحرص وهو مطلوب، وبين قلة ممن أساؤوا بالشماتة والسخرية، بحق أبنائنا وبناتنا الذين فقدناهم، ما يضعنا أمام العديد من التساؤلات حول أساس علاقتهم بالمجتمع، والأهداف من وراء هذه السلبية التى أفقدتهم إنسانيتهم.
وأوضح الملك عبد الله الثانى أن العصر الحالى يشهد أكبر تغيير فى تاريخ الإعلام والتواصل، وفى أنماط استهلاك المعلومات، وإنتاجها ونشرها والتفاعل معها.
وأكد مراقبون أن مقال العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى يؤكد ضرورة تشريع قانون الجرائم الإلكترونية، موضحين أن المقال يحمل إشارات ضمنية لمجلس النواب الأردنى بضرورة إقرار القانون رغم المخاوف من أن يتحول لمسوغ للتضييق على الحريات.