ربما ربط الأحداث والوقائع فيما يخص منتدى شباب العالم المنتهى بمدينة شرم الشيخ، تدفع لبعض النتائج الحتمية، التى قد يختلف البعض على بعضها، ولكن تتفق الرؤية حول ضرورة الإسراع فى العمل والتطبيق، فرغم مسحة الضيق على كثير من الحضور لانتهاء فعاليات المنتدى بشكل سريع، إلا أن الشاهد يؤكد أن التفاصيل هى أساس النجاح.
وحيث يمثل منتدى شباب العالم حاليا قاعدة "الصورة المرنة" للدولة المصرية، الصورة الحقيقية للدولة الجديدة التى تحرق الخطوات للوصول للأهداف، وتنظر للنتائج بعد يوم من العمل، لا ترتبط بمعادلات السنوات، والحلول المملة وغير العملية، بل تبحث عن المرونة فى كل شىء، هناك فى شرم الشيخ، يتبين لك أن الجميع تخفف من الموائمات المرهقة لهم، فالوزير يتحدث ويناقش، والحضور يتفاعل ويعترض ويسمع ويقرر، ففى إحدى الجلسات، وقفت إحدى الفتيات لتعترض على مقدمة الجلسة، لأنها قاطعت أحد الضيوف، فما كان من المذيعة إلا الاعتذار والعودة للضيف لاستكمال حديثه، وكان الظن عند السائلة أن المذيعة قاطعت الضيف لخوفها من الحديث فى إشكاليات صعبة، ولكن الحقيقى أن كل الإشكاليات يمكن طرحها فى ذلك المؤتمر دون حرج أو قلق، فالموائمات تخففت بشكل كبير، فخرج المنتج أيضا فى معالجة مختلفة.
فى بداية المنتدى وفى حفل لمسرح العالم، جاء حادث المنيا، فكانت أجواءه طاغية على الحضور، فتم تعديل البث المباشر للحفل، لإذاعة لقطات معالجة بعد إنتهاءه، وفى موقف آخر كان للصحفيين رؤية حول أسلوب أفضل للتغطية، فعولج الأمر أيضا بشكل سريع، معطيات تدلل على أن المرونة فى التعامل قادرة على كسر الروتين والبيروقراطية التى تنتشر فى بعض تفاصيل الدولة.
يقدم منتدى شباب العالم معالجة مختلفة للدولة الشابة الجديدة، التى تبحث عن أصلها الذى توارى مع ظروف كثيرة، تراجعت بالدولة نفسها وشبابها، فى أوقات مضت، فجاء الشباب يحيون ما تم دفنه، يعلنون أن الوقت الحالى، هو العهد الجديد لدولة الشباب، فكيف تستطيع الحكومة مجاراة ما تم الوصول إليه من توصيات كثيرة، فالاختبار بعد عام من الآن، فى منتدى شباب العالم المقبل.
الحكومة أمامها إشكالية كبيرة، كيف تكون على قدر ذلك الزخم الذى شهده المنتدى، فهى الأداة الأولى أما لتفعيل أو تفتيت ما فعلناه ونفعله، ومع الظن أن التوصيات ستفعل كلها بناء على توجيهات رئاسية، إلا أن الواجب الحقيقى هو تفعيل ذلك بهمة ونشاط، ووضع تصورات ومعالجات مختلفة تجعل الزخم دائما ومستمرا.
وحتى يمكن الوصول لنتائج تتماشى مع معطيات ما ذكرناه، فإن الحكومة عليها الآن وضع التوصيات محل تنفيذ، وإطلاع الجمهور عليها عبر أدوات الإعلام والصحافة، وأيضا عقد جلسات دورية ومستمرة مع كافة المبادرات المطروحة، وكذلك الإطلاع على التقييمات التى وضعها الشباب على تطبيق المنتدى وصفحته، ومعرفة ما هى الملاحظات التى يجب تفاديها، والشئون الاخرى التى تحتاج الدعم والاستمرارية، أيضا على وسائل الإعلام وضع تصورات ومعالجات لمتابعة تلك الملفات والشباب، وكذلك بدء استعادة الملفات التى نوقشت داخل الجلسات ونشرها وتحليلها وقراءتها، أيضا على الشباب دور هام فهم الآن سفراء الدولة المصرية كل فى نطاقه.
وأخيرا للقائمين على شئون منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وضع احصائيات للمنتدى فى مستوى تقييم الحضور واعتراضاتهم وكذلك المجالات التى اهتموا بالسؤال فيها، وأيضا التى لم تجد اهتماما فى زخم المنتدى، للوصول لصور وصيغ أفضل ورسائل مختلفة فى المؤتمرات المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة