اتسمت مواقف الشيخ الزايد بن سلطان آل نهيان بالوضوح والثبات تجاه القضايا العربية، وخصوصا فى القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى وصولا إلى تحرير الكويت، فضلا عن جهود رأب الصدع العربى وتدخله لإنهاء الخلافات بين العديد من الدول.
وأكد الشيخ زايد فى العديد من المناسبات والمنابر الدولية التمسك بالحق المشروع للشعب الفلسطينى فى وجه العدو الإسرائيلى، وموقف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب الفلسطينيين، ففى افتتاح الجلسة الأولى فى دور الانعقاد العادى الثانى للمجلس الوطنى الاتحادى قال الشيخ زايد رحمه الله "إن دولة الإمارات أعلنت دعمها وتأييدها لشعب فلسطين فى نضاله العادل ضد قوى البغى والعدوان لأنه لا يمكن إقرار السلام فى الشرق الأوسط طالما أن شعب فلسطين قد حرم من حقوقه وأرض أجداده، وطالما لم تتراجع إسرائيل عن أطماعها التوسعية بالاستيلاء على الأراضى العربية بالحرب والعدوان".
ويسجل تاريخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحداثا بارزة خصوصا زيارته التاريخية التى قام بها إلى اليمن فى 12 مارس عام 1977، وتأكيده على الوقوف إلى جانب اليمن وحماية مصالحه والدفاع عن وحدة ترابه وشعبه.
ولعب الشيخ زايد دورا مهما فى إنهاء الخلافات البينية بين شطرى اليمن، وأسهم بشكل فاعل فى تنمية اليمن وأمر بالعديد من المشاريع التى ارتبطت بالبنية التحتية وتدشين المدارس والمستشفيات، وتأكيدا على سياسة الإمارات الحريصة على وحدة اليمن وشعبه.
وأولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قضية التضامن العربى أهمية قصوى؛ لإيمانه التام بأنها السبيل الوحيد لمواجهة جميع التحديات والمخاطر التى يتعرض لها الوطن العربى.
وأكد الشيخ زايد فى عام 1974 استعداد الإمارات لتقديم الدعم المادي والمعنوى لدول المواجهة من أجل استرداد الحقوق العربية المغتصبة وتحرير الأرض العربية المحتلة.
ودعا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى مارس 1975 الدول العربية للتضامن والالتحام مع دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتتمكن من تحقيق وحدة المنطقة والتصدى للتهديدات التى تتعرض لها الأقطار العربية المنتجة للبترول، حيث قال: "ليقرر إخواننا العرب النسبة التى يريدونها ويتفقوا عليها فسيجدوننا فى مقدمة المساهمين فيها".
وعلى الصعيد الخليجى، ترأس الشيخ زايد عام 1991 اجتماعا للمجلس الأعلى، أكد خلاله حرص الإمارات ووقوفها إلى جانب الأشقاء في الكويت فى مرحلة التعمير، كما كان موقفها المبدئى فى مرحلة التحرير، كما استقبل فى 24 مارس 1991 أفراد القوات الإماراتية التى شاركت فى حرب تحرير الكويت، مشيدا بشجاعتهم وتضحياتهم فى سبيل نصرة الحق.
كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد آمن على الدوام بأن العلاقات الدولية يجب أن تبنى على أسس التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الدول، ودعا إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل جميع القضايا والمشاكل بعيدا عن لغة الحرب والمواجهة.
ورأى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى حركة دول عدم الانحياز فرصة حقيقية لتجنب آثار الحرب الباردة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وترأس فى مارس 1983 وفد دولة الإمارات فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة دول عدم الانحياز فى نيودلهى، حيث دعا الدول الأعضاء إلى إيجاد طريق مستقل عن المعسكرين الشرقى والغربى لتحقيق أمن ورفاهية شعوب دول عدم الانحياز.
وأكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فى الأول من مارس عام 1975، خلال حديث لمجلة ألمانية، أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدالة بين الدول المنتجة والمستهلكة للبترول تتمثل فى ربط سعر البترول بأسعار السلع الأخرى.
وحضر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فى 6 مارس 1977 افتتاح المؤتمر الأول للقمة العربية الإفريقية فى القاهرة، حيث أعلن تقديم الإمارات مبلغ 137 مليون دولار للمساهمة فى تنمية إفريقيا.
واعترفت دول العالم بعبقرية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودان له بالاحترام والتقدير، حيث نال عشرات الجوائز والشهادات العالمية ومنها الشهادة والميدالية الخاصة بلقب "رجل عام 1988" التى تسلمها فى 8 مارس 1989؛ تقديرا لمواقفه تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية والدولية، كما حصل فى 29 مارس 1998 على جائزة "داعية البيئة" من منظمة المدن العربية، وذلك عرفانا لجهوده فى مجال الحفاظ على البيئة وإسهاماته فى التشجير وإقامة المحميات الطبيعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة