وعثرت الشرطة على مطلق النار مقتولا داخل الحانة فى بلدة ثَوسند أوكس الراقية فى لوس أنجلوس حيث كان ينظم حفل طلابيا، ويُرجح أن الرجل انتحر.
ودخل الرجل حانة "بوردرلاين بار أند جريل" فى حوالى الساعة 11:20 ليل الأربعاء وراح يطلق النار وفق ما أفاد شهود، مثيرا الرعب بين الموجودين الذين بدأوا يتدافعون للهرب.
وقال مدير الحانة تيلور ويتلر لفوكس نيوز "بدا وكأنه يعرف ماذا يفعل، وكأنه تدرب على الأمر".
و قال عدد من شهود العيان إن الملهى الليلى كان فيه بين 100 إلى 130 شخصا وقت وقوع الهجوم.
وعند سماع صوت إطلاق النار تدافع رواد الملهى الليلى ذعرا حتى داس بعضهم فوق بعض بينما أنقذ آخرون أنفسهم عبر القفز من النوافذ.
بينما اتجه أخرون للالتصاق بالحوائط حتى يبتعدون عن مرمى إطلاق النار.
وأشار أحد الشباب إلى أنه وعدد من أصدقائه كانوا يحاولون أولا تأمين الفتيات وحماية أكبر عدد منهن تحت الطاولات.
وفى مؤتمر صحفى وصف مسئول الشرطة فى دائرة فنتورا جيف دين المشهد فى الحانة بأنه "مروِّع والدماء فى كل مكان".
كما أكد أن مطلق النار هو إيان ديفيد لونج، وهو جندى سابق فى المارينز عمره 28 عاما، وأضاف دين "نعتقد أنه أطلق النار على نفسه".
ولكنه قال إنه لم تتوفر بعد معلومات حول دافعه أو أى علاقة له بالإرهاب، وإنه أطلق النار عشوائيا.
وأوضح "لا شيء يدفعنى أنا أو مكتب التحقيقات الفيدرالى إلى الاعتقاد بأن هناك صلة للحادث بالإرهاب، بالتأكيد سننظر فى هذه الفرضية".
وهذا ثانى حادث إطلاق نار على جمع كبير فى الولايات المتحدة فى أقل من أسبوعين.
وقال دين "لقد سبق وتعاملنا مرارا مع لونج خلال السنوات الماضية، بشأن حوادث صغيرة وتصادم مروري".
وأشار إلى أن الشرطة استدعيت إلى منزله فى إبريل الفائت اثر شكوى عن إحداثه ازعاجا موضحا أن عناصر الشرطة "شعروا بأنّه ربما يعانى من اضطرابات نفسية".
وقال شهود إن المسلح كان يحمل سلاحا من العيار الثقيل وألقى عدة قنابل دخان داخل حانة بوردرلاين قبل أن يفتح النيران.
وأشار دين إلى أنّ رقيب الشرطة رون هيلوس الذى يعمل فى السلك منذ 29 عاما، كان من ضمن أول الواصلين الى موقع الحادث.
وكانت حانة بوردرلاين تستضيف حفلا طلابياً شارك فيه "مئات" الشباب كما أعلن غارو كوردجيان من مكتب شرطة فنتورا.
وقال الطالب الجامعى مات وينرسترون البالغ من العمر 20 عاما وأحد المنظمين فى الحانة إن مطلق النار استخدم مسدساً قصير الماسورة يتسع مخزنه لـ 10-15 رصاصة،وأفاد "لقد كان مجرد (سلاح) نصف اوتوماتيكي، لقد (أطلق) عدة طلقات، وحين بدأ فى إعادة تعبئته شرعنا فى إخراج الناس ولم أنظر خلفي".
وقال إنه خرج مع آخرين إلى شرفة قبل أن يقفزوا منها للنجاة بأرواحهم.
وأظهرت مشاهد بثها تلفزيون محلى عناصر قوات التدخل السريع تطوق موقع الحانة، فى وجود عدد من الرواد المذعورين خارجه فيما كانت أضواء سيارات الشرطة تضيء المكان.
وقال هولدن هرا، الشاب الذى حضر الحادث، باكيا لمحطة "سى ان ان" الإخبارية إن المكان الذى يذهب إليه اسبوعيا مع أصدقائه للاستمتاع شهد مذبحة.
وأفاد "دخل رجل عبر الباب الرئيسى وأطلق النار على فتاة خلف الصندوق. لا أعرف إذا كانت لا تزال على قيد الحياة أم لا".
فيما روت جاسمين الكنسدر التى كانت فى الحانة برفقة مجموعة من حوالى 15 صديقا، للصحافيين لحظات الفوضى والارتباك التى رافقت سماع طلقات الرصاص الأولى.
وقالت "لقد كان يوم أربعاء طبيعياً. كنا فى الحانة نرقص ونستمتع .. وفجأة دوى صوت الرصاص ثم بدأت الأمور تتحول لحالة من الجنون والناس تتدافع".
وأشارت إلى أنه فى البداية "لم نأخذ الأمر على محمل الجد، لأن (الصوت) بدا كألعاب نارية".
من جانبه قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تغريدة إنه تم إبلاغه بما جرى خلال "إطلاق النار المروع".
ويأتى الحادث بعد أقل من أسبوعين على مقتل 11 شخصاً برصاص شخص معاد لليهود داخل كنيس "شجرة الحياة" فى بيتسبرغ فى 27 أكتوبر.
وفى 3 نوفمبر، قتل شخصان وأصيب خمسة آخرون بجروح، عندما أطلق شخص النار داخل مركز لتعليم اليوغا فى تالاهاسى بفلوريدا.
لكن أسوأ الحوادث فى تاريخ الولايات المتحدة وقع قبل 13 شهرا.
ففى الأول من أكتوبر 2017، فتح ستيفن بادوك (64 عاما) النار من الطابق الثانى والثلاثين لفندق ماندالاى باى على جمع فى أسفل المبنى كان يحضر حفلة لموسيقى الكانترى فى لاس فيجاس (ولاية نيفادا، غرب) ما أسفر عن سقوط 58 قتيلا وحوالى 500 جريح.
وتبنى تنظيم داعش بسرعة اطلاق النار الذى أوقع أكبر عدد من القتلى فى أول حادثة من هذا النوع فى تاريخ الولايات المتحدة، لكن الشرطة الأمريكية لا تملك حتى اليوم أى دليل يربط بين بادوك الذى انتحر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة