تفاصيل الدقائق الأخيرة فى حياة "ريهام" شهيدة حادث المنيا الإرهابى.. احتضنت طفليها مينا وفادى وجعلت جسدها درعا لحمايتهما.. مينا: الملثمون عادوا للتأكد من وفاة الجميع وسرقوا الموبايلات

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 11:00 ص
تفاصيل الدقائق الأخيرة فى حياة "ريهام" شهيدة حادث المنيا الإرهابى.. احتضنت طفليها مينا وفادى وجعلت جسدها درعا لحمايتهما.. مينا: الملثمون عادوا للتأكد من وفاة الجميع وسرقوا الموبايلات ريهام وطفليها
كتب كريم صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعرت الأم أنها النهاية ولا مفر من الموت الذى رأته يقترب منها ومن طفليها، مع اقتراب هؤلاء الملثمين من الميكروباص الذى يقل هؤلاء العائدين من زيارة بيت من بيوت الله، لم تفكر كثيرا واحتضنت طفليها «مينا وفادى»، وحاولت إخفاءهما تحت الكراسى، بينما جعلت من جسدها درعا يحميهما ويتلقى عنهما رصاص الغدر، سال دمها الطاهر على جسدى طفليها اللذين منعتهما الصدمة وحجم ما شاهداه من رعب حتى من الصراخ، جحظت عينا الطفلين وهما يشاهدان والدتهما تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهى تنظر فى عينيهما وتقول فى النزع الأخير: «خلى بالكم من بعض ياولاد»، ثم صعدت روحها إلى السماء.
 
هكذا ضربت الشهيدة «ريهام» إحدى ضحايا حادث ميكروباص المنيا الإرهابى، المثل فى تضحية الأم بدمها وروحها فداء لأطفالها، وجسدت مشهدا جديدا من مشاهد وحشية الإرهاب الذى لا دين له والذى ينهش أجساد الأطفال والنساء ولا يفرق بين مسلم ومسيحى، فتارة يمزق أجساد المصلين فى المساجد، كما حدث فى مسجد الروضة وتارة ينهشها فى الكنائس.
 
استعدت أسرة «ريهام» صباح يوم الجمعة لزيارة دير الأنبا صموئيل، ولم يمنعها الحادث الإرهابى الذى وقع العام الماضى من زيارة الدير مرة أخرى، ودعت الزوجة زوجها «باسم» الذى منعته ظروف العمل من هذه الزيارة، دون أن يعلم أنها الزيارة الأخيرة لزوجته التى لن يراها مرة أخرى.
 
يروى «باسم» تفاصيل المأساة، قائلا: «ذهبت زوجتى مع عدد من أقاربنا على زيارة دير الأنبا صموئيل».
 
وأوضح أنه لم يستطع الذهاب مع زوجته وأولاده يوم الرحلة، بسبب ظروف عمله لكنه كان على اتصال بهم، حتى أخبرته زوجته بانتهاء الزيارة وأنهم فى طريق العودة للمنزل، حتى تلقى اتصالا من أحد أقاربه يخبره بتعرض الميكروباص الذى كان يقل أسرته، لحادث إرهابى.
 
أشار الزوج إلى أنه أسرع ليرى ما حدث لأسرته، فأصابته الصدمة بعدما علم باستشهاد زوجته وإصابة ابنه فادى بشظايا فى رأسه ويده، بينما أصيب ابنه «مينا» بصدمة عصبية.
 
وقال الزوج الحزين: «ريهام ضحت بنفسها من أجل طفيليها الذين احتضنهما بجسدها بمجرد شعورها بوجود الإرهابيين، وكانت آخر كلماتها لـ«مينا» خلى بالك من نفسك وأخوك فادى وصعدت بعدها روحها للسماء واستشهد معها 5 من أقاربه».
 
وكشف زوج الشهيدة أنهم أخفوا خبر استشهاد زوجته عن ابنها «فادى» حتى لا تتدهور صحته، ولكنه بعد الحادث بيومين أخبره الطفل بأنه يعرف أن أمه استشهدت، فسأله الأب: «عرفت منين؟»، فرد عليه الابن المصدوم: «هى قالتلى.. ماما جاتلى فى الأوضة ولابسة أبيض وقالتلى إنها راحت السماء وفرحانة، وقالتلى خلى بالك من أخوك مينا».
 
وأضاف الزوج أن زوجته كانت تعمل معلمة فى مدرسة السلام الإعدادية بالمنيا، وجميع زملائها يحبونها وحزنوا لوفاتها، مشيرا إلى أنها كانت دائما تتحدث معه ومع أطفالها عن الاستشهاد وفضله ومكانة الشهداء.
 
وفى طرقات مستشفى الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، يرتدى مينا ابن الشهيدة ريهام قميص محمد صلاح الذى يعشقه ويشاهد كل مبارياته، ويتمنى فى المستقبل أن يقابله ويصبح مثله.
 
يحكى مينا عن ساعات الرعب والدم التى عاشها فى ميكروباص الموت، قائلا: «بعد انتهائنا من زيارة دير الأنبا صموئيل ركبنا الميكروباص للعودة إلى منزلنا، وأثناء سيرنا فى الطريق شاهدنا سيارة «جيب» فيها أشخاص ملثمون يرتدون ملابس تشبه ملابس الجيش وفتحوا النار علينا، وعندما شعرت أمهما بالخطر وضعتنا أنا وشقيقى فادى تحت الكراسى وغطتنا بجسدها لتتلقى الرصاص بدلا عنا، وكانت تطمئن علينا حتى هرب الإرهابيون».
 
وأشار الطفل مينا إلى أنه أثناء وجوده تحت كراسى الميكروباص، شاهد أحد الإرهابيين يعود إلى الميكروباص، للتأكد من وفاة جميع الركاب ثم استولى على هواتفهم المحمولة وهرب.
 
بينما قال عم شكرى والد زوج الشهيدة: «الضحايا شهداء عند ربهم والحادث الإرهابى لن يمنعا من زيارة دير الأنبا صموئيل فهؤلاء المجرمون يمكن أن يقتلوا الجسد، ولكن لا يستطيعوا أن يقتلوا الروح».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة