سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 نوفمبر 1969.. المدمرتان «الناصر» و«دمياط» تعودان بعد تدميرهما للأهداف الإسرائيلية فى رمانة وبالوظة

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 نوفمبر 1969.. المدمرتان «الناصر» و«دمياط» تعودان بعد تدميرهما للأهداف الإسرائيلية فى رمانة وبالوظة محمد احمد صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فتح قائدا المدمرتين البحريتين «دمياط» و«الناصر» المظاريف عندما مرا أمام دمياط، وعرفا أنهما فى طريقهما لتنيفذ مهمة قتالية ضد العدو الإسرائيلى بضرب منطقتى «رمانة» و«بالوظة» الواقعتين تحت الاحتلال الإسرائيلى، منذ نكسة 5 يونيو 1967.. «راجع - ذات يوم 8 نوفمبر 2018».
 
فى أعالى البحر المتوسط، وفى موضع بين الساحلين المصرى والمحتل، تحدث قائدا المدمرتين إلى رجالهما لأول مرة عن المهمة، وفقًا لتأكيد الكاتب الصحفى عبده مباشر، فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية»، مضيفًا أن الخطة كانت تقضى ببدء القصف فى الساعة العاشرة مساء 8 نوفمبر 1969، وهو ما حدث واستمر 18 دقيقة طبقًا للخطة، ويشير «مباشر» إلى أن القاهرة كانت تشهد اجتماعًا لمجلس الدفاع العربى، وكانت مناقشات تدور حول موعد بدء الصيام، وشوارع القاهرة مزدحمة كالعادة.
 
كان هناك تنسيق مع رجال المدفعية فى الجبهة بالقطاع الشمالى حتى تستطيع نيران مدافعهم ونيران مدفعية المدمرات أن تحول منطقة المواجهة إلى لهب مستمر، حسب تأكيد «مباشر»، مضيفا: «كان للمفاجأة أثر بالغ فى إنزال أكبر قدر من الخسائر بالعدو فى المعدات والأجهزة والأفراد، واستمر القصف دون تدخل من العدو وعلى مسافة حوالى 30 ميلا بحريا، وشاهد رجال المدمرات ألسنة اللهب ترتفع من مواقع العدو، واستمرت لساعات بعد انتهاء القصف، وظن العدو أن بالوظة تعرضت لقصف جوى، فبدأ مسح المنطقة، وأرسل 85 طائرة، وهنا جاء درو البطولة للدفاع الجوى فوق المدمرتين، حيث أقامت المدفعية المضادة للطائرات فى المدمرة «الناصر» ساترا نيرانيا حال بين تشكيلات العدو الجوية والاقتراب منها، وبلغ عدد الهجمات فوق هذه المدمرة 23 هجمة جوية، واستمرت 50 دقيقة، تمكنت خلالها نيران المدفعية من إصابة طائرتين «سكاى هوك»، وشوهدت إحداهما وهى تنفجر فى الجو وتسقط فى المياه، ولم تصب «الناصر» إلا بثقب صغير فى مدخنتها، أما المدمرة الثانية «دمياط» فلم تتعرض لأية خسائر.
 
كانت هناك مفاجأة أخرى يجهزها الفريق محمد أحمد صادق رئيس أركان الجيش للعدو، حسبما تؤكد «مجموعة 73 مؤرخين» نقلا عن  مذكراته، وهى: «كنت أتوقع أن القوات الجوية الإسرائيلية سيكون لها رد فعل سريع على العملية، وقد تستطيع ضرب المدمرتين قبل عودتهما، لذا أمرت القوات الجوية بإخراج إحدى طائرات الميج 21 المقاتلة لتنشغل طائرات العدو بها، وتبتعد أنظارها عن المدمرتين، ونجحت الخطة التى نفذها النقيب سمير عزيز ميخائيل، وكان طوارئ «حالة أولى» بمطار المنصورة، وتم توجيهه إلى اتجاه دمياط، وفوجئت الطائرات المعادية بالطائرة المصرية وسط التشكيل فتوقفت عن إلقاء المشاعل لتعود المدمرتين وسط الظلام».. يكشف صادق عن مفاجأة أخرى قائلا: «أمرت بإضاءة كاملة لميناء بورسعيد لخداع العدو حتى يعتقد أن القطعتين تتجهان إلى قاعدة بورسعيد البحرية»، وابتلع العدو هذا الطعم، وتصور أن المدمرتين تتجهان إلى قاعدة بورسعيد البحرية، مما أعطى الفرصة لـ«دمياط» و«الناصر» للتوجه بسرعة كبيرة وفى صمت لا سلكى تام، وفى خط مستقيم إلى الإسكندرية.
 
يؤكد «صادق» أنه تلقى بلاغا فى الرابعة صباح 9 نوفمبر 1969 بعودة المدمرتين سالمتين، فاتصل بالرئيس جمال عبدالناصر، وأبلغه بنجاح المهمة، وفى الساعة السادسة صباحا كان اللواء محمود فهمى ينتظر عودة المدمرتين فلمحهما من شرفة مكتبه بقيادة القوات البحرية فسجد لله شكرا.. يؤكد «مباشر» أن الرئيس سأل صادق عن الخسائر، فأبلغه، أنها جرح جندى واحد هو الرقيب أول عبدالغنى عبدالعزيز من الدفاع الجوى، ويذكر أحمد عبدالمنعم زايد فى كتابه «المدمرات المصرية تفتح أبواب الجحيم» «مجموعة 73 مؤرخين» أن البطل أصيب فى ذراعه إصابة خطيرة، لكنه تحامل ليواصل القتال حتى انهارت قواه.
 
ويؤكد «زايد» أن الضباط والجنود خرجوا إلى أرصفة الميناء ينتظرون عودة المدمرات فى شوق، وفور دخولهما، أطلقت كل القطع الحربية المصرية صفارتها تحية، وأطلقت السفن التجارية المصرية فى الميناء صفارتها فرحا،وكانت عرفت بالخبر من الإذاعة، وعلى الرصيف اصطفت الموسيقات العسكرية تعزف، وأمامهم وقف اللواء محمود فهمى وضباط القيادة وخبراء سوفيت.
 
وصدر قرار جمهورى بمنح القادة نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى، والضباط نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى، والصف والجنود نوط الشجاعة العسكرية من الطبقة الثانية.. وتكون الطاقم البحرى على المدمرة «دمياط» من العقيد بحرى أركان حرب جلال فهمى، رائد بحرى مهندس على حمد كبير مهندسى دمياط، رائد بحرى هانئ حسنى ضابط دفاع جوى دمياط، رائد بحرى عادل سلطان ضابط دفاع جوى دمياط، رائد بحرى يوسف قراعة ضابط طوربيد دمياط، نقيب بحرى أحمد فاضل «رئيس هيئة قناة السويس فيما بعد»، نقيب بحرى سمير زادة ضابط ملاحة دمياط، وكان طاقم المدمرة «الناصر»، مقدم أركان حرب عادل شراكى، رائد بحرى مهندس محمد صلاح نيازى كبير مهندسى الناصر، رائد بحرى لبيب سالم ضابط أول الناصر، نقيب بحرى أمجد فهمى ضابط مدفعية الناصر، نقيب بحرى حسين الشافعى ضابط طوربيد الناصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة