تهتم كتب التنمية البشرية، التي انتشرت بشكل كبير مؤخرًا، بما على الإنسان فعله، لكن هماك كتب تبدأ من قبل ذلك بما عليك أن تكتشفه في نفسك ومن ذلك كتاب نظرية الفستق، لـ فهد عامر أحمدي، والصادر عن دار الحضارة للنشر والتوزيع.
كل إنسان حولك "مزيج" نفسي ووراثي وثقافي لا يتكرر بین فردين، فأنا وأنت وأي شخص تعرفه محصلة لعناصر وظروف ومؤثرات لا تتشابه حتى بین التوائم، نتحول بمرور العمر وتنوع الخبرات إلى حقیبة بأرقام سرية لا نعرف حتى نحن كیف نفتحھا ونرى محتوياتھا.
والمشكلة لا تكمن في تنوع شخصیات البشر، بل في فشل كل إنسان في اكتشاف نقاط تفرده وأسباب اختلافه عن الآخرين، في اعتقاد كل شخص أنه فريد عصره ووحید زمانه والمرجع الوحید فیما يختلف علیه الناس ويخفى علیھم أمره، وفي قناعته بأن ما توصل إلیه ھو الصحیح السلیم وما لم يسبقه إلیه أحد من العالمین.
وأيا كانت آرائنا ونتائج تفكیرنا فھي في النھاية (محصلة) لمؤثرات عمیقة ولا واعیة نسیھا معظمنا، محصلة لدوافع وخلفیات توجھنا لتبني آراء وأفكار نعتقد أن على الجمیع الالتزام بھا، نادرا ما يخطر ببالنا احتمال تشوه قراراتنا ونظرتنا للعالم من خلال الموروث والسائد والأفكار المقولبة وتجاربنا الخاصة ولیس العكس.
ھذا الكتاب محاولة لتوضیح الدافع واستكشاف الداخل قبل تطوير الذات والانطلاق للخارج، لھذا السبب ستلاحظ أن الكتاب يبدأ بمواضیع تتعلق باستكشاف الذات مثل: أعرف نفسك أولا، قد لا تكون ذكیا كما تعتقد، والبقع العمیاء في دماغك، وقناعاتك الشخصیة لیست أفكارا مقدسة، قبل انتقاله إلى مواضیع خاصة بتطوير الذات ومواجھة الحیاة مثل: تقنیات الحظ السعید، وتعلم كیف تقول لا، واعمل بكفاءة وجھد أقل، وماذا تفعل في ثلاث دقائق، وأفضل مھنة في العالم بما في ذلك " نظرية الفستق" .