سيزداد مستقبل جماعة الإخوان غموضا فى الكونجرس الأمريكى، بعد أن حقق الحزب الديمقراطى الأمريكى فوزا على حساب الحزب الجمهورى فى انتخابات التجديد النصفى لانتخابات الكونجرس الأمريكى، وبالتالى فإن الفترة المقبلة ستكون صعبة على الرئيس الأمريكى فى مواجهة أعضاء الحزب الديمقراطى فى الكونجرس فى العديد من الملفات سواء فيما يتعلق بالعقوبات على روسيا، والحرب التجارية على الصين، وأزمة الضرائب، بجانب ملف الإخوان.
ومن أبرز الخلافات التى قد يشهدها الرئيس الأمريكى خلال الفترة المقبلة هى سياساته الرامية نحو اتخاذ إجراءات ضد التواجد الإخوانى فى المجتمع الأمريكى، والذى بدأ منذ اعتلاءه سدة العرش الأمريكى فى يناير 2017، إلا أنها توقفت ثم عادت من جديد خلال الشهور الماضية عبر مناقشة لجنة الأمن القومى بالكونجرس الأمريكى، فى يوليو الماضى، خطورة أفكار الإخوان، وبحث إمكانية تصنيفها كمنظمة إرهابية.
على الجانب الأخر نجد أن أعضاء بالحزب الديمقراطى الأمريكى، يقفون عائقا أمام كافة المشاريع التى تسعى لإتخاذ إجراءات ضد الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى فإنهم قد من خلال الفوز الذى حققوه فى تلك الانتخابات الأخيرة لمحاولة عرقلة مساعى الرئيس الأمريكى، لاعتبار الإخوان منظمة إرهابية.
وأضاف نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الرئيس الأمريكى قد يشهد صعوبة كبيرة بشأن تطبيق سياساته الرامية نحو اعتبار الإخوان منظمة إرهابية، خاصة بعد نتائج تلك الانتخابات التجديد النصفى وزيادة أعضاء الحزب الديمقراطى فى مجلس النواب الأمريكى.
وأشار نائب رئيس المجلس العربي للدراسات السياسية، إلى أن الرئيس الأمريكى سيشهد صعوبة كبيرة بشأن تمرير قراراته ومشاريع القوانين التى يسعى لإصدارها، وقد يتطور الأمر إلى بحث مجلس النواب الأمريكى سحب الثقة من الرئيس الأمريكى فى ظل هيمنة الديمقراطيين عليه.
كما يقول الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ووزيره خارجيته والمرشحة السابقة لرئاسة الجمهورية الأمريكية، هيلاري كلينتون كانوا متعاطفين مع الإخوان لأقصي درجة وكانوا يخططون بالتنسيق مع الإخوان لتجميع أفراد الجماعات في منطقة واحدة وإعطائهم مظلة قانونية للحد من عدائهم للولايات المتحدة الأمركيية.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن أوباما وكلينتون كانا يعتبران الإخوان القاطره التي ستقود المنطقه للخضوع التام للنفوذ الامريكي مع إعطاء بعض الشكليات في الممارسات الإسلامية لكن جاء سقوط الإخوان كضربة قاضية لهذه المخططات.
وتوقع الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن يعارض الديمقراطيون توجه دونالد ترامب لحظر الإخوان أو اعتبارهم جماعة إرهابية لأنهم يتحسبون لتغيرات قد تحدث في المنطقه فلا يريدون قطع الخيوط مع الإخوان على الساحة لاستخدامها عند اللازم.
وأشار الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن دونالد ترامب سيواجه كثير من المشكلات وأهم من هذه الأزمات أزمة اللاجئين والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وملفات أخرى أكثر تعقيدا وتهدد وجوده كرئيس للجمهورية.
وفى إطار متصل، أشار طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن النواب الديمقراطيين فى الكونجرس سيسعون لمواجهة مشروع دونالد ترامب بحظر نشاط الإخوان، نظرا للعلاقة التى تربط بين الإخوان والحزب الديمقراطى.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، إنه منذ 30 يونيو 2013 وهناك ضغوط على مصر يمارسها الكونجرس من أجل عودة الإخوان للمشهد مرة أخرى ويتعمد تجاهل ثورة الشعب المصرى عليهم.
وتوقع القيادى السابق بجماعة الإخوان، ألا يحدث تغيير كبير فى السياسة الأمريكية تجاه مصر متابعا: علينا أن نسير فى طريقنا دون الالتفات لأى معوقات خارجية فقد صمدنا ضد إدارة أوباما المعادية لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة