خريف أوروبا.. أعمال العنف والتخريب فى فرنسا تقضى على موسم "الكريسماس" السياحى.. إلغاء 25 ألف ليلة سياحية حتى الآن.. 10 ملايين يورو خسائر فنادق باريس وحدها.. وتوقعات بمضاعفة الخسائر خلال الأيام المقبلة

السبت، 01 ديسمبر 2018 09:00 م
خريف أوروبا.. أعمال العنف والتخريب فى فرنسا تقضى على موسم "الكريسماس" السياحى.. إلغاء 25 ألف ليلة سياحية حتى الآن.. 10 ملايين يورو خسائر فنادق باريس وحدها.. وتوقعات بمضاعفة الخسائر خلال الأيام المقبلة أعمال العنف فى باريس
كتب - أحمد علوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أدت أعمال العنف والتخريب التى تشهدها عدد كبير من المدن الفرنسية منذ الأسبوع الماضى وحتى اليوم السبت، إلى ضربة قاسية لقطاع السياحة فى فرنسا، خاصة وأن البلاد كانت تستعد لاستقبال ملايين السائحين من كافة دول العالم قبل احتفالات أعياد الكريسماس الشهر الجارى.

 

ومنذ الأسبوع الماضى شهد العاصمة الفرنسية حالات من الكر والفر من المتظاهرين الغاضبين بسبب ارتفاع أسعار الوقود والشرطة الفرنسية، بالتزامن مع اندلاع أعمال عنف وشغب وسرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة، وإشعال النيران فى كل مكان، من قبل حركة "السترات الصفراء" الميثرة للشغب، إضافة إلى التعدى على قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة مما اشعل الوضع، وردت الشرطة بالطلقات التحذيرية والقنابل المسيلة للدموع.

وتتسبب التظاهرات فى خسارة فرنسا الكثير من العوائد الاقتصادية التى تدخل عن طريق السياحة، فالمتظاهرين يحتشدون فى كل الأماكن السياحية الشهيرة فى فرنسا، مما دفع السياح إلى إلغاء حجوزاتهم وصرف النظر عن التنزه فى باريس والاحتفال بعيد "الكريسماس" كما يعتادون فى الشانزليزيه، القبلة السياحية الاكثر شهرة فى البلاد.

وبعد ثلاثة أسابيع من ولادة الحركة المتمردة "السترات الصفراء"، حذر كثير من ممثلى كبار تجار التجزئة والحرفيين والتجار والعاملين فى السياحة إلى العواقب الاقتصادية  الكارثية، للاحتجاجات التى تقع فى وقت ما قبل موسم الأعياد.

ويقول كولومب بروسيل ، نائب رئيس بلدية باريس والمسئول عن الأمن، لوسائل إعلام فرنسية: إن الضرر يصل بالفعل إلى أكثر من مليون يورو، وأن التدهور الذى يؤثر على الطرق،  والممتلكات العامة والخاصة،  والإنارة العامة والمبانى ضخم للغاية.

وأشارت إذاعة "فرانس اينف" الفرنسية، إلى أن مشاهد العنف فى الشانزليزيه التى اندلعت منذ يوم 24 نوفمبر الماضي ومستمرة حتى اليوم، أدت إلى إلغاء الحجوزات التى كلفت حوالى 10 مليون يورو لفنادق باريس وحدها، وفقا لبيان صادر عن شركة أبحاث MKG المعنية بشئون السياحة فى فرنسا ، مشيرة إلى تضرر الفنادق وصل إلى 20 ٪ ، متوقعة مضاعفة الخسائر خلال الأيام القليلة المقبلة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد الليالى التى تم إلغاؤها لشهر ديسمبر يتراوح بين 20 ألف و 25 ألف ليلة حتى الآن، مع فترات الذروة خلال عطلات نهاية الأسبوع ، بما فى ذلك ليلة رأس السنة.

ومن جهة أخرى أشارت الإحصائيات إلى أن الاحتجاجات التى أغلقت خلالها أكثر من 600 شاحنة الطريق السريع A84 فى القناة الإنجليزية فى 17 نوفمبر الماضى خسرت البلاد كثيرا، وقدرت تكلفة هذا الحصار الذى استمر أربعة أيام فى البداية بمبلغ 200 ألف يورو من قبل المحافظة قبل أن يتم خفضها إلى النصف، إذ أصبحت  فاتورة الضرر تبلغ 104 ألف يورو.

وقالت الفرق الفنية لإصلاح الطرق، أن من ناحية سلامة الطرق فالتقريرات الأولية، تقول أن أحدهم كان لديه تلف كبير جدًا ، وتم تقييمه فى ذلك الوقت 200 ألف يورو، وهو لا يزال هذا مبلغًا كبيرًا جدًا وهو المال العام.

 

وقد اضطرت خدمات الدولة على وجه الخصوص إلى استبدال رصيف الأسفلت الذى دمرته حرائق الإطارات وإعادة مسار الإشارة.

2018-12-01T162428Z_401995465_RC1A6F6911D0_RTRMADP_3_FRANCE-PROTESTS

فيما توقفت الملاحة الجوية فى مطار نانت الفرنسى بعد اقتحامه من قبل أصحاب السترات الصفراء الغاضبين من رفع أسعار الوقود فى باريس.

 

 وتصاعدت حدة المواجهات بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين أصحاب السترات الصفراء حيث تم استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين كما قامت الشرطة باعتقال عدد من المحتجين فيما أصيب أخرون.

 

وارتفع عدد المصابين لـ 20 مصابا، فيما أوقفت الشرطة 122 شخصًا، خلال مواجهات عنيفة بين الشرطة الفرنسية ومحتجى "السترات الصفراء".

 

وفي السياق، ذكر تلفزيون "بي.إف.إم" الفرنسي، أنه تم إغلاق 19 محطة على الأقل لقطارات الأنفاق وسط باريس، ومن بين المحطات التي أغلقت إيتوال في شارع الشانزليزيه وأوبرا والباستيل، فيما أغلقت أيضا محلات جاليري لافاييت ومتاجر برنتان أبوابها وسط باريس مع تصاعد حدة العنف.

 

وبجانب الاحتجاج على زيادة الضرائب ينتاب المتظاهرين الغضب بشأن قيادة الرئيس، إيمانويل ماكرون، للبلاد، قائلين إن حكومته لا تهتم بأمر رجل الشارع العادي.

2018-12-01T153950Z_1537316365_RC1F5119D830_RTRMADP_3_FRANCE-PROTESTS
 

وبدأت الحركة الاحتجاجية بقائدي المركبات الغاضبين من زيادة أسعار الوقود، إلا أنها تحولت إلى نطاق أوسع من المطالب المتصلة بارتفاع تكاليف المعيشة في فرنسا، ويبدو أن عددا من الجماعات الراديكالية واليسارية قامت بتحريض بعض المحتجين . 

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، إن بعض المحتجين هاجموا الشرطة "بمستوى من العنف لم تشهده من قبل، مما أدى إلى جملة اعتقالات لأكثر من 200 شخص.

 

وقالت السلطات الفرنسية إنها أحصت 36 ألف متظاهر في جميع أنحاء البلاد بينهم 5500 في باريس.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة