فيما يبدو "خريف غضب" تشهده كبرى عواصم القارة العجوز، تصاعدت وتيرة العنف فى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، وسط تظاهرات لأصحاب "السترات الصفراء" ومحاولات دخول شارع الشانزليزيه تصدت لها الشرطة بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، وذلك بعد ساعات من إشعال المتظاهرين النار فى سيارات شرطة أمس الجمعة فى العاصمة البلجيكية بروكسل خلال احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود.
واعتقلت الشرطة الفرنسية خلال الساعات القليلة الماضية أكثر من 120 شخصا خلال التظاهرات الاحتجاجية، خلال 3 مظاهرة ينظمها المحتجون الغاضبون من رفع أسعار الوقود.
وحشدت السلطات الفرنسية 6000 من أفراد الشرطة، تصدوا لأكثر من 30 ألف متظاهر، وأسفرت المواجهات عن إصابة 65 شخصا، بينهم 11 من قوات الأمن، وفقا للشرطة الفرنسية.
العنف فى باريس
وتصاعدت المواجهات بعد ظهر اليوم السبت، عندما أقدم عدد من المتظاهرين على حرق سيارات وسط باريس، قابلتها الشرطة بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع بكثافة وسط اندلاع حرائق فى عدد من الممتلكات العامة والسيارات فى عدد من المدن الفرنسية.
وذكرت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن وجدت عبوات ناسفة مع عدد من المتظاهرين، بينما أعلنت عن تمسكها بالحوار مع المحتجين واحترامها لحرياتهم.
وتجمع متظاهرون داخل "قوس النصر" فى باريس، وفق قناة "سكاى نيوز"، بينما أزال آخرون الحواجز التى وضعتها الشرطة لحماية تمثال الجندى المجهول، وسط أجواء مشحونة.
كما اندلعت النيران في الشانزليزيه إثر عمليات إحراق السيارات من قبل المتظاهرين، الأمر الذى استدعى إعادة استخدام خراطيم المياه من قبل الشرطة.
وكتب عدد من المتظاهرين عبارات مثل "السترات الصفراء ستنتصر" على بعض الجدران في المدينة، وتعبيرا عن استياءه، قال أحد المتظاهرين: "المواطنون يعانون فى المعيشة حتى نهاية الشهر. نحن نعمل كثيرا وندفع الكثير من الضرائب. لقد سئمنا من الأمر"، بينما قال آخر: "القوة الشرائية لدينا بدأت بالتلاشى يوما بعد يوم، ومن ثم الضرائب. الدولة تطلب منا التقنين فى الإنفاق، ولكنهم يعيشون فوق المستوى المتوسط بأموالنا".
وفى بلجيكا، وصلت احتجاجات "السترات الصفراء" في بلجيكا إلى منطقة قريبة من مكتب رئيس الوزراء تشارل ميشيل، مع مطالب تتعلق بارتفاع أسعار المعيشة والوقود.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية من أمام حديقة سانكتنير ظهر أمس الجمعة وفق محطة "يورو نيوز" إلى دوار "شومان" أمام مبنى المفوضية الأوروبية، فيما تم الاتفاق على أن يستقبل شارل ميشيل، مجموعة من منظمي الحراك في وقت لاحق.
وقالت المتحدثة باسم شرطة بروكسل إيلسي فان دي كيري: إن أكثر من 300 شخص يشتبه بأنهم متورطون بأعمال شغب، فيما ألقي القبض على حوالي 60 شخصاً من بين المحتجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة