صدر، مؤخرا، كتاب "الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراء" لـ ماثيو هارت، ترجمة محمد مجد الدين باكير، عن سلسلة عالم المعرفة.
ويتناول الكتاب دور الذهب على مر العصور ويتطرق إلى الجوانب الاقتصادية والجيولوجية والجيوسياسية التي مر بها في التاريخ، ويسعى إلى تسليط الضوء على علاقة الإنسان بمختلف صورها بهذا المعدن الفريد الذي استحوذ على اهتمامه منذ ستة آلاف عام.
يأخذ هذا الكتاب القارئ في رحلة في الزمان والمكان تسرد قصة تحول الذهب عبر القرون من رمز للقداسة إلى وسيط للتبادل، ثم إلى أصل احتياطي وسلعة استثمارية تبدأ هذه الرحلة من أفريقيا، وتنتهي بها. وفيما بين هاتين المحطتين يستعرض المؤلف الغزو الأسباني لأمريكا بحثا عن ذهب الحضارات القديمة، حيث تندلع فورة الذهب الاولى في التاريخ، وتبتلع حضارات برمتها، وتعيدها في صورة مسكوكات نقدية.
وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى فورة ذهب كاليفورنيا في الولايات المتحدة، في قرن شهد أيضا ولادة ما يعرف بمعيار الذهب. ويستقر الذهب في صلب النظام النقدي العالمي، وتبدأ حقبة من التوسع الاقتصادي بيد أن مسالب معيار الذهب العظيمة تسرع عجلة الأحداث، وتأتي اتفاقية بريتون وودر (1944) فتعطل معيار الذهب، وتنصب الدولار على عرش العالم النقدي، وتتبدل أحوال الذهب وتبدأ فترة جديدة عنوانها قابلية الدولار للتحول إلى ذهب.
بعد ربع قرن تقريبا تنقلب موازين الامور مجددا إثر ما عرف بصدمة نكسون، ويفك ارتباط الدولار بالذهب نهائيا، ويتحول الذهب إلى نقد وهمي في مخيلة الإنسان، ومع ذلك وبعد سيطرة الدولار شبه المطلقة، لا يفقد الذهب بريقه وجاذبيته، بل يطلع بدور جديد في المرحلة الاقتصادية التي أعقبت صدمة نيكسون، وفي تلك الاثناء تندلع فوررة الذهب (الصفراء) لتتحول الصين إلى صدارة الدول المنتجة للذهب في العالم وتبدأ فصول المرحلة التي يعيشها العالم حاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة