ينظم مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، احتفاءً بمرور 600 عام على وفاة الشيخ القلقشندي 1418- 2018م، محاضرة بعنوان "رؤية القلقشندي عن الأقباط"، يلقيها الدكتور القس باسيليوس صبحي؛ وكيل الكلية الإكليريكية بالقاهرة، وذلك يوم الأحد الموافق 16 ديسمبر في تمام الساعة الثانية ظهرًا.
يتحدث المُحاضر عن كتاب "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" للشيخ أبو العباس القلقشندي (المتوفى سنة 821ه الموافق 1418م)، والذي يعد موسوعة لجميع العلوم الشرعية والأدبية والجغرافية والتاريخية، وقدتُرجم لأكثر من لغة وصدرت مجموعة من الكتب والأبحاث العلمية للتعريف بأهمية هذا العمل الضخم. ويُسلط المحاضر الضوء على الأقباط الذين وردت عنهم معلومات كثيرة ومهمة في هذا العمل؛ فماذا كتب القلقشندي عنهم؟ وكيف كانت رؤيته لهم؟ ومن أين استقى معلوماته؟
تأتي المحاضرة في إطار فعاليات البرامج والمواسم الثقافية التي ينظمها مركز الدراسات القبطية في القاهرة والإسكندرية ويحاضر فيها المتخصصون في كافة فروع الدراسات القبطية.
من ناحية أخرى، صدر عن برنامج دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية تحقيق كتاب "الحيل البابلية للخزانة الكاملية" حول ألعاب الخفة أو حيل عروض السيرك، وهو تأليف الحسن بن محمد الإسكندري القرشي العبدري، المتوفى حوالي 640ه/ 1243م، وتحقيق الدكتور لطف الله قاري.
ويقول محقق الكتاب إن ألعاب الخفة كانت تسمى قديمًا بأسماء مختلفة، مثل الدكّ والنيرنجات والشعبذة والمشاتين، وحديثًا نسميها بأسماء أخرى، مثل الألعاب السحرية وخدع السيرك وحيل الحواة. والكتب التراثية التي تم تأليفها في هذا الموضوع لم تلقَ الضوء الكافي، برغم احتوائها على ثروة من المعلومات، التي تعتمد على معرفة مؤلفيها بقوانين العلوم المختلفة من ميكانيك وفيزياء وكيمياء ونبات وحيوان وبالصناعات المختلفة، فنشرها يهم مؤرخي التكنولوجيا والصناعات، كما يهم الباحثين في التراث الشعبي، والمهتمين بالمصطلحات العلمية، وكل ما يتصل بهذه المجالات.
ويشير إلى أن كتاب "الحيل البابلية" يلقي مزيداً من الضوء على هذا المجال. وهو يحتوي على معلومات قيّمة، تم شرحها عند تحليل محتويات الكتاب في مقدمة التحقيق؛ ومنها استخدام خواص النباتات في الحيل، مثل صمغ الكثيراء وصمغ الأشراس وخاصية نبات البلاذر لتثبيت الكتابة، واستخدام إطفاء الجير لينتج عنه دخان من تحت الأرض ليخيف الناس، وأيضًا استعمال حرارة التفاعل لإشعال لهب.
ويذكر أيضًا أن الحيل اعتمدت على المواد المقاومة للنار، والزراعة وتلقيح النباتات ببعضها، والتعمية أو التشفير، كما استخدمت العملية الكيميائية المعروفة بالاستقطار أو التصعيد (أو التقطير في عصرنا).
ويضيف المحقق أن الكتاب يشتمل على النصوص التراثية الوحيدة التي نعرفها حول استعمال المؤثرات الضوئية، وذلك باستعمال صندوق ينبعث منه في الظلام ضوء شبيه بالهلال والكواكب وغيرها، ليوهم المتفرجين بحصول معجزات. ويضم الكتاب أيضًا عدد كبير من أسماء النباتات والحيوانات التي كانت معروفة للمؤلف، وبالتالي متداولة في الثقافة الشعبية. ويضم كشّاف أسماء النباتات مئة وأربعين نباتًا، مع بيان أسمائها العلمية في الحواشي.