فى 10 ديسمبر عام 1953، تسلم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، جائزة نوبل في الأدب، ليكون السياسى الوحيد، الذى يتمكن من الحصول على الجائزة الأرفع فى مجال الأدب والثقافة.
رئيس الوزراء البريطانى، أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، وصاحب أشهر الخطب الحماسية لدى الإنجليز فى القرن العشرين، كان على موعد منذ 65 عاما للحصول على نوبل فى الآداب عام 1953، وذلك بعد مرور نحو 8 سنوات من فشله فى الحصول على نفس الجائزة فى السلام، فى وقت سابق، حيث عام 1945، عندما رشحه المؤرخ السياسى النرويجى، هالفدان كوت، بين سبعة مرشحين لجائزة نوبل للسلام، لكن وقع الاختيار على كورديل هال، وزير الخارجية الأمريكى خلال الفترة بين 1933 و1944.
لكن يبقى السؤال المحير الذى يدور فى ذهن العديد من القراء، ما السبب وراء حصول السياسى البريطانى المحنك، ورئيس وزراء المملكة البريطانية فى أحد أصعب فتراتها السياسية فى تاريخها على الإطلاق، للفوز بجائزة نوبل فى الآداب، وكيف يفوز رجل سياسى بهذه الجائزة، رغم فشله فى الحصول على جائزة نوبل فى السلام؟
الكاتب فتحي عبد الفتاح، يقول فى كتابه " ثنائية السجن والغربة"، إن ونستون تشرتشل، رئيس الوزراء البريطانى إبان الحرب العالمية الثانية، نال جائزة نوبل عن الأدب الروائى على المذكرات التى كتباه عن تاريخ الحروب وتطوراتها، مشيرا أن "تشرتشل" نفسه لما يكن فى خاطره وهو يكتب هذه المذكرات، إنها ستنال إعجاب النقاد والمفكرين فى ذلك الوقت.
فيما قالت دراسة للباحث السعودى عمر عبد الرحمن، نشرتها مجلة الفيصل الثقافة العدد 289" بأن الفضل وراء فوز تشرتشل بنوبل فى الأدب، تلك الكتابات التاريخية التى قدمها السياسى البريطانى الراحل، ولا سيما تلك التى وصف فيها الحرب العالمية الثانية، بجانب الروايات التاريخية الاخرى، وسلط الضوء الباحث على كتاب "حرب النهر: السودان 1898".
فى الوقت الذى وصف فيه كتاب "فصاءات عبد الرازق الشققى، بان كتابه التاريخى الذى يقع فى إثنى عشر مجلدا، كتبه بأدب رفيع وأسلوب جزل مع دقة السرد التاريخى للوقائع، فكان ذلك سبب أن ينال جائزة الآداب من نوبل عام 1953.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة