بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى التصعيد ضد السلطة الوطنية الفلسطينية فى الضفة الغربية، ودفع جيش الاحتلال بعدد من قواته إلى داخل رام الله وبالقرب من مقر الرئاسة الفلسطينية، وفوجىء مواطنون فلسطينيون ، صباح اليوم الثلاثاء، بمشاهدة إعلانات ولافتات باللغة العبرية على بعض الحواجز العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية تدعو لاغتيال الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، وكتب على الإعلانات "لتصفية ممولى القتل، ممول القتل قاتل."
وقالت تقارير إعلامية فلسطينية ، ان نشر هذه الملصقات باللغة العبرية، تزامن مع نشر تحليل للقناة العاشرة الاسرائيلية مساء أمس قال أن "الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ، يحرض على العنف، وهو مسؤول حركة فتح التى تبارك العمليات ضد إلاسرائيليين." فيما قال شهود عيان فى مدينة رام الله إنهم شاهدوا الملصقات التى تدعو لاغتيال ابو مازن على حاجز حوارة الواقع جنوب مدينة نابلس.
بدوره حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تبعات الدعوات التحريضية الصريحة لاغتيال الرئيس الفلسطينى أبو مازن، مؤكدًا أن هذه الدعوات تترافق مع حملة مدروسة وممنهجة ومتواصلة من التحريض على أبناء الشعب الفلسطينى وحقوقه الوطنية المشروعة، وسط خروقات تصعيدية متسارعة وعدوان مستمر على الأرض والإنسان الفلسطينى.
وأدان عريقات، استهداف أبو مازن شخصيًا وجسديًا، موضحًا أن إعلانات قتل رئيس الشعب الفلسطينى تشكل إعلانًا للاغتيال العلنى لمسار السلام الذى ينتهجه الرئيس والقيادة الفلسطينية، والقضاء على حل الدولتين ودعوة إلى فتح المنطقة على مواجهات وأعمال عنف تتحمل مسؤوليتها حكومة الاحتلال وإدارة ترامب التى شجعت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على تصعيد ممارساتها وأعمال التطهير العرقى بحق شعبنا وفرض نظام الأبارتايد.
وأشار عريقات، إلى أن القيادة والشعب الفلسطينى يأخذون هذا التهديد على محمل الجد، ويطالبون المجتمع الدولى ودول العالم كافة بإدانة الدعوات التحريضية ضد رئيس الشعب الفلسطينى وأبنائه، ودعاها إلى التحرك الفورى للجم سياسات أسرائيل وممارساتها المخالفة للشرعية الدولية قبل فوات الأوان، ومحاسبتها على خروقاتها وجرائمها، مشيرًا إلى أن السكوت على هذه الجرائم يصب فى خدمة استمرار الاحتلال وقتل المزيد من الأبرياء من أبناء شعبنا وتهجيرهم قسرًا تمهيدًا للقضاء على وجودهم، مشددًا على ضرورة توفير الحماية الدولية العاجلة.
من جهته قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الثلاثاء، "إن التحريض على حياة الرئيس محمود عباس تجاوز كافة الخطوط الحمراء "، محذرا الحكومة الإسرائيلية من المساس بحياته ، واعتبر أبو ردينة - فى تصريحات له اليوم - أن هذا التحريض "مرفوض"، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا التحريض، ودعاها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف مثل هكذا ممارسات".
ومن جانبه أدان مجلس الوزراء الفلسطينى فى مستهل جلسته الأسبوعية التى عقدها فى مدينة رام الله، برئاسة رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله، بشدة دعوات المستوطنين العلنية بالتعرض للرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وحمل مجلس الوزراء الفلسطينى - بحسب وكالة وفا الرسمية - حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات الدعوات التحريضية الصريحة لاغتيال الرئيس، مدينا استهداف الرئيس شخصيا ، مشيرا الى أنه يأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ويطالب المجتمع الدولى بإدانة هذه الدعوات التحريضية.
كما استنكر مجلس الوزراء الفلسطينى استباحة قوات الاحتلال الاسرائيلى لعديد المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية وعموم المناطق المصنفة "أ"، بما فى ذلك اقتحامها الهمجى لمدينة رام الله والبيرة، قامت خلالها بالاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم، ما أدى إلى أصابة العشرات بقنابل الغاز والرصاص المطاطى والرصاص الحى.
بدوره قال المتحدث الرسمى باسم حركة فتح عاطف أبو سيف ، اليوم الثلاثاء، ان تهديدات المستوطنين الإسرائيليين للرئيس محمد عباس أبو مازن وسياسات البلطجة التى يقومون بها فى كافة انحاء الضفة الغربية لن تزيد الرئيس أبو مازن والقيادة إلا قوة ، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية نذرت نفسها من أجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى وهى عاقدة العزم على مواصلة نضالها وكفاحها من أجل ذلك ولن تثنيها تهديدات دولة الاحتلال الإسرائيلى ولا قطعان مستوطنيه، على حد تعبيره.
وأكد أبو سيف ، أن دولة المستوطنين التى يرعاها الاحتلال الاسرائيلى وعصابتهم إلى زوال وان الحق الفلسطينى سينتصر ، مشيرا الى ان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ، زعيم شعب لا يعرف الهزيمة وأن المعارك البطولية التى يخوضها فى وجه الاحتلال الاسرائيلى والتى كان آخرها الهزيمة النكراء التى منيت بها واشنطن فى الأمم المتحدة ستتواصل وهو ماض فى طريقه لحماية شعبه والدفاع عنه والنضال من أجل استرداد حقوقه