فى سنة 1945 وبعدما احتلت أمريكا اليابان إثر الحرب العالمية الثانية، قام الجنرال الأمريكى دوجلاس ماكارثر بإصدار قرار بإلغاء الشنتو كدين رسمى فى اليابان، فما هو ذلك الدين؟
الشنتو هى الديانة الأصلية لليابان، اسمها منقول عن اللغة الصينية (شن تو) وتعنى طريق الآلهة، وباللغة اليابانية كامى، وتعدّ سمتها الحدسية مظهرها الأوضح، ويشعر المؤمنون بحقيقة الكامى وواقعيته.
والشنتو هى أقدم الديانات هناك وهى تقدس الأضرحة والطقوس، وزيارة الأضرحة فى رأس السنة الجديدة هى أبرز طقوسها، وهى ديانة وطنية غير رسمية إذ تجذب الأضرحة الزوار من كل أنحاء البلاد، وهى ليست وسيلة لفهم العالم وإنما لاتصال الإنسان بالكامى، وهى ديانة محلية جدا حيث يرتبط التابع بالضريح المحلى وليس بالدين ككل، ولأن الطقوس هى جوهر الشنتو وليس الإيمان فإن اليابانيين لا ينظرون لها كديانة وإنما ببساطة هى مظهر حياتهم، ولأنها تركز على أرض اليابان فإنها ديانة عرقية ولا تعنى بالتبشير، وتنظر الشنتو للإنسان على أنه خير ولا يوجد به الخطيئة الأصلية، وتعلم الشنتو مبادئ الأخلاق ولكن لا توجد بها وصايا وأوامر، ليس لها مؤسس، وليس لها إله.
على عكس الديانات التوحيدية الأخرى، لا يوجد فى الشنتوية تعريفا للمطلق، ولا يمكن لأحد أن يدعى الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق، الناس فى طبيعتهم غير معصومين من الخطأ. تعتبر الشنتوية من هذه الناحية ديانة متفائلة، حيث تفترض أن الإنسان كائن طيب فى الأساس، وأن الشر يقع نتيجة تدخل الأرواح الشريرة، وتنحصر أغلب العبادات الشنتوية فى إبعاد هذه الأرواح الشريرة عن طريق تنقية النفس، الصلوات وتقديم القرابين للـ"كامى".
وليس لعقيدة التوحيد مكان فى الشنتو، فبسبب تعدد المظاهر التى يمكن أن تتجلى فيها القوى الإلهية، ربط اليابانيون بين كل ظاهرة وآلهة معينة، وأعداد الكامى لا يمكن حصرها، ويمكن لأى شخص أن يعين آلهته الخاصة، ولا يوجد فى الشنتو حياة بعد الموت، ويعتبر جسد الشخص الميت شيئا مدنسا، تنطلق روح الميت، بعد أن تتحرر من جسدها المادى فتندمج مع قوى الطبيعة، ويقوم أغلب اليابانيون عند تعرضهم لأمور متعلقة بالموت بتفويض أنفسهم إلى العقيدة البوذية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة