يبدو أن لعنة منصب الرئاسة قد حلت على دونالد ترامب، فأصبح التحقيقات والدعاوى القضائية تطارده من كل مكان ليس فقط ما يتعلق بالقضية الأهم المتعلقة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة والاتهامات الموجهة لحملته بالتواطؤ مع الروس، ولكن أيضا الممارسات غير القانونية التى يزعم أن المؤسسات والمنظمات التى قادها على مدار العقد الماضى قد ارتكبتها.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إنه بعد عامين من فوز الرئيس دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبحت كل المؤسسات التى قادها على مدار العقد الماضى قيد التحقيق.
فشركة ترامب الخاصة تصارع دعوات مدنية تتعلق بالعمل مع حكومات أجنبية، كما أن هناك تحقيقات حكومية تلوح فى الأفق فى ممارساتها الضربية. وتخضع حملة ترامب لعام 2016 للتدقيق من قبل المحققالخاص روبرت مولر الذى أسفرت التحقيقات التى يقودها بشأن التدخل الروسى فى الانتخابات إلى توجيه اتهامات بالفعل إلى مدير حملة ترامب السابق وأربعة مستشارين له.
أما لجنة تنصيب ترامب، فقد تم التحقيق معها من قبل مولر بسبب التبرعات الأجنبية غير القانونية، وهو ما تخطط لجنة الاستخبارات القادمة بمجلس الشيوخ إلى التحقيق بشأنه بشكل أكبر العام المقبل.
وفيما يتعلق بمؤسسة ترامب الخيرية، فهى عالقة فى دعوى قضائية لا تزال جارية فى نيويورك حيث تواجه اتهامات بالسلوك غير القانونى المستمر.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن هذه التحقيقات المتصاعدة تزيد من سلسلة التحديات القانونية التى تهدد بالسيطرة على العام الثالث لترامب فى الحكم. وفى غضون بضعة أسابيع سيتولى الديمقراطيون قيادة مجلس النواب ويتابعون تحقيقاتهم الخاصة فى كل ما سبق وأكثر من هذا.
ولا تزال العواقب النهائية لذلك على ترامب غير واضحة. فالآراء السابقة لوزارة العدل تشير إلى أن الرئيس الذى لا يزال فى منصبه ربما لا يواجه اتهامات بجريمة فيدرالية. وربما يسعى الديمقراطيون فى مجلس النواب إلى عزل ترامب. لكن حتى الآن، لا يبدو أن الإطاحة به من منصبه مرجحة. فقد تتطلب دعم ثلثى مجلس الشيوخ، الذى لا يزال تحت سيطرة الجمهوريين.
لكن هناك تأثير فورى لهذا على الرئيس الذى اعتاد السيطرة على الأخبار فى البلاد لكنه الآن يكافح من أجل مواكبة ذلك. فقد اضطر ترامب على إنفاق رأس ماله السياسى وأيضا رصيد حزبه من أجل الدفاع عن نفسه.
وفى الكونجرس هذا العام، سارع الجمهوريون القلقون فى مجلس الشيوخ للابتعاد عن الصحفيين لتجنب الأسئلة عن ترامب ومحاميه الشخصى السابق مايكل كوهين، الذى أكد فى المحكمة مؤخرا أنه كان يتستر على الأفعال السيئة لترامب عندما دفع أموالا لامرأتين زعمتا أنهما كان على علاقة بهما قبل أن يتم انتخابه. وقال السيناتور جيمس ريتش الجمهورى إنه لا يجرى مقابلات حول أى شىء له علاقة بترامب أو أى من هذا القبيل.
مايكل كوهين محامى ترامب
أما السيناتور الجمهورى جون ثون إنه لا يوجد شك أن هذا إلهاء عن الأشياء التى يريدون أن يرونه يركز عليها بشكل واضح، والتى يريدون التركيز عليها هم أيضا. ولذلك فهم يأمل أن بعض من هذه الأمور يتم احتوائها سريعا ونحصل على إجابات ونتوصل إلى استنتاج للمضى قدما.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى إنه فى الوقت الذى ظهرت فيها لأخبار السيئةـ أصبح ترامب يمضى مزيد من الوقت أكثر من المعتاد فى مقر إقامته الرسمى، وقضى أكثر من 24 ساعو من الوقت التنفيذى غير المقررة فى العمل حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على جدول الرئيس.
وكان ترامب قد سعى فى سلسلة من التغريدات يوم الخميس الماضى إلى التشكيك فى اثنين من مستشاريه السابقين الذين تعاونوا مع المحققين. وقال ترامب إن كوهين أراد فقط أن يخفف أحكام السجن ضدهم بينما قال إن مستشاره السابق للأمن القومى مايكل فلين كان ضحية أساليب مرعبة من قبل الإف بى أى.
وكالمعتاد حاول ترامب تفسير سبب هذه المشكلات المتزايدة التى يتعرض لها بقوله الشهير إن ما يتعرض له هو اضطهاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة