قالت صحيفة "الإندبندنت أون صنداى" إن تونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق رد على اتهام تيريزا ماى، رئيسة الوزراء الحالية بـ"تقويض" المملكة المتحدة فى محدثات الخروج من الاتحاد الأوروبى و"إهانة" مكتبها، ملمحة إلى أنه يسعى لتحقيق مصالح سياسية شخصية.
وفى حرب كلامية غير مألوفة للغاية بين رئيس وزراء حالى وسابق وصف بلير ماى بأنها "غير مسئولة" لمحاولتها تمهيد الطريق لتمرير اتفاقها عبر البرلمان، بحسب الصحيفة البريطانية.
ورداً على انتقادات ماى، أصر رئيس الوزراء الأسبق على أنه "مهينا أن أمر ينم عن عدم مسئولية" بالنسبة له أن يقوم بحملة لاستفتاء جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ونفى تقويضه لها خلال مفاوضات خروج بريطانيا من أوروبا.
ويدافع بلير عن إعطاء الجمهور صوتاً نهائياً من خلال التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء جديد ودعا يوم الجمعة الاتحاد الأوروبى إلى الاستعداد لتمديد المادة 50 من أجل إتاحة المزيد من الوقت لإجراء مزيد من المفاوضات أو إجراء استفتاء آخر.
مفاوضات ماى مع الجانب الأوروبى
ودفع ذلك ماي إلى شن هجوم كبير عليه، حيث اتهمته "بإفساد عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتحقيق مصالحه الخاصة".
وقالت ماى إن تصريحات بلير تعد إهانة للمنصب الذى كان يشغله فى السابق والأشخاص الذين خدمهم فى الماضى، مشيرة إلى أن البرلمان لديه واجب ديمقراطي للموافقة على ما صوت لصالحه الشعب البريطانى، وهناك الكثير من الناس يريدون تقويض العملية من أجل مصالحهم السياسية الخاصة بهم بدلا من العمل من أجل المصلحة الوطنية".
وأضافت فى بيان، وفقا للإندبندنت، "بالنسبة لذهاب توني بلير إلى بروكسل وسعيه لتقويض مفاوضاتنا من خلال الدعوة إلى إجراء استفتاء ثانٍ ، فإن ذلك يشكل إهانة". وأوضحت الصحيفة أن بلير لم يزر بروكسل منذ عدة أشهر، ومن غير الواضح ما الذي دفع ماى لشن هذا الهجوم الشرس فى هذا التوقيت.
وأشار مؤيدو الاستفتاء الجديد إلى أن تيريزا ماى لم تدين رئيس الوزراء المحافظ السابق جون ميجور ، الذي يؤيد أيضا استفتاء آخر وسافر الأسبوع الماضي إلى أيرلندا ليطالب الحكومة البريطانية بإلغاء المادة 50 (التى تعلن خروج بريطانيا رسميا بمجرد تفعيلها) "بأثر فوري".
وفي رده على تصريحات ماى ، قال بلير إنه بات واضحا أن " الشعب البريطاني وبرلمانه لن يتوحدان وراء صفقة رئيسة الوزراء".
وتابع: "في هذه الظروف .. الشيء المعقول الآن هو السماح للبرلمان بالتصويت على كل شكل من أشكال استفتاء بريكست بما في ذلك صفقة رئيسة الوزراء".
وأضاف قائلا "إذا لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق، فالشىء المنطقى هو العودة إلى الناس. لوصف مثل هذا المسار بالإهانة، أمر غريب."
وردا على اتهام ماى له بأنه لا يراعى المصلحة الوطنية، أضاف بلير " قلت دائما أننى شخصيا أتعاطف مع عبء رئيسة الوزراء الثقيل فى أداء وظيفتها... أفهم شعورها بالإحباط. لكننى أعتقد اعتقادًا راسخًا أن المسار الذى تتبعه لن ينجح ولن يكون فى المصلحة الوطنية. وهذا هو السبب الذى يجعلنى أتحدث وسأواصل ذلك".
وأوضحت الصحيفة أن ماى تتعرض لضغوط متزايدة للسماح للجمهور بتحديد شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من أجل كسر الجمود فى البرلمان.