فى 17 ديسمبر من عام 1770م، جاء إلى العالم أحد الشخصيات البارزة فى الحقبة الكلاسيكية،أحد أعظم عباقرة الموسيقى فى جميع العصور وأكثَرهم تأثيراً، وأبدع أعمالا موسيقية خالدة، وصاحب الفضل الأعظم فى تطوير الموسيقى الكلاسيكية، هو الموسيقار العالمى لودفيغ فان بيتهوفن.
وبخلاف المؤلفات الموسيقية الكبرى والسوناتا العالمية التى تركها، كان لحياته الشخصية الكثير من الأثر، وتناولته العديد من الدراسات والموسوعات التاريخية الفنية، ومن بين ما تم تداوله عن الموسيقار الألمانى الراحل، إصابته بالصمم، فهل كان ذلك بالفعل، أم أن عليها اختلاف؟
وبحسب كتاب "موسوعة من عيون الكتب فى التاريخ و الفنون" للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، فإن صمم بيتهوفين، لا يحتمل الاختلاف، ورغم أن الناس يظنون أن معجزة بيتهوفن كانت فى أنه أصم يؤلف الموسيقى العظيمة، إلا أن الدكتور حسين فوزى، رد على ذلك مشيرا إلى أن الموسيقار الألمانى لم يكن الأول ولا الأخير فى الصمم بين الموسيقيين، فهناك أيضا سميتانا التشيكى، وجابريل فوريه الفرنسى، لكن تبقى معجزة بيتهوفن الحقيقية هى موسيقاه نفسها.
ووفقا لما ذكرته الكاتبة ياسمين سيد، فى رواياتها "إرنكن"، فإن بيتهوفين المولود فى عام 1770، بدأ يصاب الصمم من بداية عام 1802، حيث عاش فقيرا ومات فقيرا أيضا، وبعد أن شعر بالإصابة التى ألمت به بدأ فى الانسحاب من الأوساط الفنية.
ومع ازدياد حالته سوءا بدأ يتجه للوحدة، فيما يؤكد كتاب "مدخل إلى علم المنطق: أساسيات وتطبيقات" للكاتب جمال ضاهر، أن فقدان السمع تدريجيا بدأ فى منتصف العشرينات، حتى أصيب بالصمم تماما فى الأربعينيات من عمره، ويؤكد الكاتب أن الإصابة لم تعوق بيتهوفن عن تقديم أعظم أعماله ومن بينها آخر الأعمال الكاملة له، وهى السيمفونية التاسعة، أهم سيمفونياته، بل وأروع ما عزف من الموسيقى على الإطلاق، على حد وصفه المؤلف، وذلك كونه استعمل فى الجزء الأخير منها كلمات من نشيد الفرح الذى كتبه الشاعر الألمانى "شيلر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة