تؤثر الطفولة بشكل كبير فى شخصيتنا مهما بلغ العمر، فالأثر الذى تتركه لدينا وأحلامنا التى تراودنا منذ السنة الأولى من عمرنا، والتى نظل نبحث عنها وعن الطريق الذى يعيدنا إليها مرة أخرى لفترة طويلة، حتى نصل إليها من خلال التجارب والاكتشافات وندرك أن شغفنا كان معنا منذ اللحظة الأولى.
علا بشير مع إحدى عرائسها
"علا بشير" صانعة العرائس المتحركة صاحبة الـ22 عامًا، والتى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة، تحكى لـ"اليوم السابع" قائلة: "من وأنا صغيرة بحب أعمل كل حاجة بإيدى وعندى شغف بالعرائس بشكل خاص ومحبة لتأليف الحكايات والحواديت"، لذا قررت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لتعلم الجرافيك وصناعة الكاريكاتير والرسومات المختلفة اعتقادًا بأنها سوف تقوم بتصميم الحكايات المختلفة التى ترغب فيها وتتزاحم فى عقلها.
وتستكمل القصة قائلة إنها لم تستهويها دراسة الجرافيك فيما بعد، وقد تخصصت فى قسم النحت لشغفها فى صناعة الأشياء بنفسها، ولكنها لم ترغب فى صناعة التماثيل بشكل خاص، إلى أن تم افتتاح الكلية لشعبة جديدة تختص بنحت العرائس، ومن هنا وجدت أن هذا ماكانت أبحث عنه طوال الوقت.
إحدى عرائس المسرح
وعن صناعة العرائس تحكى: "يتطلب لصناعة كل عروسة كتابة سيناريو خاص بيها، لكى أتمكن من نحت الشكل الذى يعبر عنها، فالسيناريو يحدد شكلها والخامات المستخدمة أيضًا، فضلًأ عن كيفية الحركة وشكل الملابس والإكسسوارات المستخدمة فيها، وتضيف أنها تعتمد فى ذلك على كتابة السيناريو من وحى خيالها، ما يشبع لديها حبها للقصص والحواديت.
ولأن لكل شيء طريقته المختلفة فى الصناعة، فإن العرائس تختلف أيضًا فى الطريقة التى يتم تصنيعها بها وفقًا للخامة المستخدمة وكذلك الهدف منها، فعلى سبيل المثال المصنوعة من الفايبر تختلف عن تلك التى يتم نحتها أو صناعتها من الخشب على سبيل المثال، وهذا ينطبق على العرائس التى تستخدم فى العروض المسرحية أيضًا، حيث يتطلب الأمر معرفة السيناريو لاختيار الخامات المستخدمة وطريقة الحركة، فتوجد عرائس تحتاج إلى حركة أفقية، كما تحتاج بعض العروض صناعة عرائس تشبة الشخصيات المكتوبة باعتبار العروسة هى الممثل، وذلك يساعد على تخيل العرض والديكور ليخرج بالشكل المطلوب.
وعن الخامات المستخدمة تقول علا بشير: "كل عمل يتطلب خامة وأسلوب محدد، فتوجد عرائس مصنوعة من الخشب أو السيلكون، وكذلك السفنج والفايبر، كما يمكن استخدام العديد من الخامات ودمجها معًا فى عمل فنى واحد.
وهى تعتمد فى أسلوبها على صناعة كل شيء بنفسها، بداية من النحت ووصولًا إلى صناعة الملابس والإكسسوارات الخاصة بكل عروسة، وقد يستغرق منها كل هذا مدة تتراوح بين 10 إلى 15 يوما فقط.
جزء من عرائس العرض المسرحى
وتحكى عن الصعوبات التى تواجهها قائلة إن صناعة العرائس فى مصر ليست بالكبيرة ولا تشبه صناعتها بالخارج، وذلك يجعل الخامات والأدوات الخاصة بها غير متاحة بدرجة كبيرة، فتعتمد على شراء الأخشاب من ورش النجارة وليست الخامات الخاصة بصناعة العرائس مما يجعلها تحتاج إلى مجهود أكبر لتخرج بالشكل المطلوب، وتضيف: "الناس هما إلى بيدونى أفكار جديدة للعرائس ومن خلال طلباتهم".
علا مع أحد أبطال المسرحية والعروسة التى تشبهه
.
وعن أحلامها قالت: "اتجمعت أنا وصاحبتى على حب العرايس والأعمال المسرحية، وعملنا عرض مسرحى بالعرايس المتحركة، وشاركنا فى إيفينت للفن التشكيلى فى دار الأوبرا وقدمنا أول عرض مسرحى بعنوان "خيال"، بتتمنى تفتح أستوديو خاص بيها وبتحلم بوجود أدوات خاصة لصناعة عرائس الأطفال".
فريق خيال
أحد الهدايا المطلوبة