أعلن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورئيس مجمع اللغة العربية، فى الشارقة، أن المعجم التاريخى للغة العربية الذى يشرف عليه كبار علماء اللغة العربية، والهيئة الإدارية فى اتحاد المجامع اللغوية العلمية بالقاهرة، فى طريقه ليرى النور فى المستقبل القريب.
وكشف حاكم الشارقة، أن أهم الخطوات التى تم إنجازها فى مشروع المعجم التاريخى للغة العربية، هى إنشاء مدونة اللغة الحاسوبية المنتقاة بعناية، التى تضم ما يزيد على عشرين ألف مجلد، وهى جاهزة ومعالجة حاسوبياً وقابلة للبحث، إضافة إلى إنشاء اللجان العلمية فى تسع دول عربية بالتعاون مع المجامع اللغوية المختلفة فى تلك الدول.
حاكم الشارقة خلال تكريمه للفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعمجية
وقال حاكم الشارقة: "نحن نؤرخ فى مشروعنا هذا، ليس لفترة زمنية قصيرة، وإنما نؤرخ لسبعة عشر قرناً، ولجميع الألفاظ الخاصة باللغة العربية فى جميع العصور، ابتداءً من العصر الجاهلى إلى عصرنا الحالى، علاوة على البحث فى النقوش القديمة والبحث فى النظائر من اللغات السامية".
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها حاكم الشارقة، فى حفل تكريم الفائزين بجائزة الألكسو - الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية بدورتها الثانية، والذى أقيم مساء أمس الثلاثاء، فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونيسكو، فى العاصمة الفرنسية باريس، ويأتى تزامناً مع احتفالات منظمة اليونيسكو باليوم العالمى للغة العربية.
حاكم الشارقة خلال تكريمه للفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعمجية
وقال الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، فى مستهل كلمته: "ها نحن نلتقى من جديد فى هذا اليوم المجيد، اليوم العالمى للغة العربية، فى رحاب هذه المنظمة العريقة فى خدمة العلم والثقافة والتربية، منظمة اليونسكو".
وأضاف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى: "فى البداية، أتوجه إلى إدارة المنظمة والفريق العامل معها بالشكر الجزيل، والثناء الجميل على إتاحة هذه الفرصة لإجراء حفل التكريم فى هذه الربوع الثقافية العلمية، واتوجه بالشكر الوافر أيضاً لمندوبية المملكة العربية السعودية، ومندوبية دولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم الطيبة المباركة فى إنجاح هذه الفعالية".
وقدم حاكم الشارقة شكره إلى اللجنة العلمية لجائزة الألكسو الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، والتى اجتهدت فى عملية فرز البحوث التى تقدم بها أصحابها إلى الجائزة وتحكيمها وتحديد أسماء الفائزين بها.
وأشار حاكم الشارقة إلى أن الجائزة فى دورتها الثانية قد بلغت منزلة عالية، وأصبح لها اليوم مكانتها بين الجوائز العالمية التى تعنى بالدراسات اللغوية والمعجمية الجادة، وقد شهدت فى هذه الدورة إقبالاً عظيماً وتنافساً كبيراً بين الباحثين المترشحين للجائزة، حيث بلغ عدد البحوث المترشحة 102، كلها فى صميم الدراسات العلمية الجادة والرصينة فى مختلف الفروع الخاصة باللغة والمعجم، وهذا يدل على غزارة الإنتاج المعرفى لأبنائنا الباحثين فى شتى أقطار العالم.
وهنأ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، الفائزين بجوائز الدورة الثانية قائلاً: "نحن اليوم هنا للتكريم والعرفان، والشكر والتحفيز، نقول للمجتهد لقد أبليت بلاءً حسنا، ونقول للفائز لقد أحسنت ونلت قصب السبق، ومن سنن الله فى الكون أن كل من يبذل قصارى جهده فى العمل الصحيح فإنه يتميز ويتألق ويقطف ثمرات النجاح، فهنيئاً للفائزين فى هذه الدورة، ومزيداً من النجاح للمجتهدين فى المستقبل إن شاء الله".
واختتم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، كلمته بقوله: "لا يفوتنى أن أتوجه بالشكر الوافر لجميع العاملين فى الحقل العلمى الواسع الكبير، من أعضاء اتحاد المجامع العربية وكل المنضوين تحت مظلته من العلماء والباحثين والمجتهدين، وإلى أبنائى العاملين فى مجمع اللغة العربية بالشارقة، على جهود التنسيق والمتابعة الحثيثة، وإن شاء الله جل شأنه سنلتقى فى المستقبل ونعلن عن نتائج المشروع، ونبارك للجميع إنجاز مشروع الأمة الذى يحمل تاريخها وذاكرتها الثقافية واللغوية والأدبية".
وقام الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى بتكريم الفائزين فى الفئات المختلفة، حيث فاز بالمركز الأول عن فئة الدراسات اللغوية، الدكتور حسين السودانى عن كتابه بعنوان "أصول التّفكير الدّلالى عند العرب من اللزوم المنطقى إلى الاستدلال البلاغى"، وفاز بالمركز الثانى عن نفس الفئة، الدكتور عز الدين المجدوب عن كتابه بعنوان "مفاهيم دلالية ولسانية لوصف العربية".
وعن فئة الدراسات المعجمية، فاز بها الدكتور عبدالعلى الودغيرى عن كتابه بعنوان "العربيات المغتربات: قاموس تأثيلى وتاريخى للألفاظ الفرنسية ذات الأصل العربى أو المعرب (ج 1 وج2)"، وفاز بالمركز الثانى عن نفس الفئة الأستاذ أيمن الطيب أحمد بن نجى عن كتابه "ترتيب الوحدات المعجميّة المركبة فى المعجم العربى المعاصر: معالجة لغويّة حاسوبيّة".
حاكم الشارقة خلال تكريمه للفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعمجية
كما قام حاكم الشارقة بتقديم الدرع التذكارى لجائزة الألكسو –الشارقة لكل من السفير الأستاذ الدكتور إبراهيم البلوى المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية فى اليونيسكو، والسفير عبدالله على مصبح النعيمى مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة فى اليونيسكو، وندى الناشف مساعدة مدير عام منظمة اليونسكو، تقديراً لجهودهم فى إنجاح فعاليات جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية فى دورتها الثانية.
وقدم حفل التكريم الدكتور محمد صافى المستغانمى الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة معرفا بجهود الفائزين ومؤلفاتهم وأعضاء اللجنة العلمية للجائزة
تهدف جائزة الألكسو –الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية إلى تشجيع الباحثين والمهتمين على توجيه نشاطهم الفكرى والبحثى إلى المواضيع التى تهم مستقبل اللغة العربية والعلوم المرتبطة بها، من خلال دعم البحث والإنتاج الفكرى فى مجال الدراسات اللغوية والمعجمية، وإبراز الجوانب المعرفية المتعلقة باللغة العربية فى إطار رصين وذى قيمة مضافة.
حضر حفل التكريم إلى جانب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة كل من حسين بن إبراهيم الحمادى وزير التربية والتعليم، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بن ركاض العامرى رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد إسماعيل السهلاوى نائب سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، ونخبة من علماء اللغة العربية وكبار مسؤولى المجامع اللغوية والعلمية ومراكز اللغة العربية فى الوطن العربى.