صدر عدد شهر ديسمبر، والأخير لعام 2018، من مجلة "الثقافة الجديدة" إحدى منشورات الهيئة العامة لقصور الثقافة، بملف خاص عن "ثقافة القبور" بعنوان "سكن الحبايب نور"، من واقع درسات ومعاينات ميدانية لقبور وطقوسها، ويتضمن مجموعة من البحوث والشهادات.
ويكتب الشاعر مسعود شومان رئيس تحرير المجلة، المقال الافتتاحى للعدد، تحت عنوان "مساكن الأحبة حينما تشع بالحياة والغناء" لافتاً إلى أن هذا الملف: "يعد مفتتحاً لقراءات ودراسات ميدانية، أرادت لنفسها أن تجتمع لتعقد بين الرواسب الثقافية واللحظة الآنية، بين الجذر المصرى القديم وعلائقه بحضارات مرت على هذه الأرض فذاب معظمها فى أتون المصرية، فما الذى تبقى من الروح المصرية حينما تتمظهر فى مقابرنا وتسم شواهدها بميسم يعلى من قدر الجمال عبر فنون الرسم والخط والعمارة والزراعة وتهذيب الأشجار والسقيا وطرائق البناء وخبرات الدفن، فالمقابر ثقافة تشع بالحياة رغم مظهرها الموتى".
غلاف شهر ديسمبر من مجلة "الثقافة الجديدة"
ويتضمن العدد موضوعات منها "قبور الصحابة: رحلة إلى أصحاب المقام العالى"، للباحث محمد على السيد، و"سكن الأحبة من طينة البيت"، للدكتور إبراهيم سلامة، واللشاعر درويش الأسيوطى عن "ذكر ما تقوله النائحة فى "عديد الصعيد"، والقاص أسامة كمال: "مقابر الكومنولث فى بورسعيد: 160 عاماً تنام بوداعة تحت الأرض".. والشاعر فتحى عبد السميع عن "جبانة قنا: وطن الغرباء وتيمة الخصوبة"، وكتب القس داوود مكرم عن "طلعة القرافة: آلاف السنين من الوفاء للموت"، وكتب الأديب يوسف فاخورى عن المقابر الأسوانية نوع آخر من الحياة"، بينما تناول جمال وهبى "الأنماط المعمارية والطرز الاعتقادية لمقاومة الفناء".
وفى باب "قراءات نقدية" كتب أدهم مسعود عن "الخطاب التهكمى فى التخييل السيرى"، وقرأ الشاعر أحمد سويلم فى سيرة "فوزى خضر الشاعر المعاند"، وكتب الدكتور مصطفى بيومى عن "النقد الثقافى"، أما حسن حلمى فقد تناول "متلازمة الخوف والتمرد فى ديوان "ملامح بتكره البراويز"، وناقش حاتم عبدالهادى المجموعة القصصية "صلاة الروح" فى مقال بعنوان "سيميولوجيا الذات وانكساراتها"، وكتب علاء عبدالسميع عن "مستويات السرد ودلالات الصورة الرامزة فى "سيرة دمية"، وتناول محمود عبدالبارى "ضياع الروح بين متاهة الزمن ووحشة المكان فى "رايات الموت"، وكتبت هبة مصطفى عن "حصار الذات وانهزاماتها فى ديوان "حول الخنادق".
وفى باب "فضاءات" احتفت المجلة بعدد من القصائد للشعراء: عيد صالح وجمال بخيت وعزت الطيرى وأشرف البولاقى وحسن هزاع وسيدة فاروق ووليد طلعت وأحمد تمساح وليلى حسن وأسامة جاد ورضا أحمد، كما تضمن العدد قصصاً لكل من: أشرف الصباغ ومحمد شلبى أمين وممدوح دبور وأحمد ثروت الجابرى ومنير عتيبة ومحمد سلطان وسعاد عبد الله.
أما فى باب "الصوت واللون والحرية"، فقد نشرت المجلة ترجمة فى زاوية "الشاطئ الآخر"، قصائد أمريكية شابة للمترجمة أسماء حسين تحت عنوان "أحبك حين تصير إعصاراً"، بالإضافة إلى "قصائد من هولدرلين" للمترجم عبدالوهاب الشيخ، وترجمة قصة "الصياد" للأميركى لارى ليتلبيرد، ترجمة أحمد عبد الفتاح، أما فى المواجهات، فقد أجرى أشرف قاسم حواراً مع الروائى السيد نجم قال فيه: "أنا أول من قام بالتأصيل لمصطلح أدب الحرب".
وفى زاوية صالون الثقافة الجديدة قال أدباء ومثقفو مدينة بورسعيد: "امنحونا فرصة لمواجهة كهوف الظلام بالإبداع"، أما فى زاوية "الحفر باللون"، فقد كتب حسام الدين زكريا عن فنان العدد وهو الفنان "عبدالوهاب عبدالمحسن.. صروح لونية تصوغ بهجة العالم"، وفى زاوية "دقات المسرح" كتبت صفاء البيلى عن عرض "فى بلاد السعادة.. أسئلة شائكة لا تبحث عن إجابات جاهزة"، وفى زاوية "قيمة وسيما" كتب محمد سالم عبدة عن فيلم فوتوكوبى تحت عنوان "الحب بوصفه ملاذاً من الانقراض".
وفى باب "من فات قديمه" كتب عبد الستار سليم عن فن الواو تحت عنوان "الواو مولود حدانا.. وحدانا عمه وخاله"، وفى زاوية "رحيق الكتابة" كتب عبد الغنى داوود عن "جلال الشرقاوى والمسرح السحرى"، واختتم العدد بزاوية "عطر الأحباب"، وكتبها هذه المرة الشاعر السماح عبدالله تحت عنوان "أنا وإبراهيم فهمى.. إصبعان فى كف واحدة".