اتفق المشاركون بالجلسة الأولى بمؤتمر الرؤساء التنفيذين الخامس 2018، على تأثير تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى واضطرابات الأسواق الناشئة على سوق المال المصرى، علاوة على عدم توافر شركات برؤوس أموال كبيرة بالبورصة تغرى المؤسسات المالية الأجنبية للاستثمار بمصر، رغم وجود أسعار رخيصة لعدد كبير من الأسهم، وأبدوا تفاؤلهم بتحسن السوق مع طروحات متوقعة خلال العامين المقبلين من القطاعين العام والخاص.
وشارك بالجلسة الأولى تحت عنوان "من قلب الأزمة تنبعث الفرص الاستثمارية"، كل من هشام الخازندار الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة القلعة، كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرمس القابضة، رنا عدوى رئيس مجلس إدارة شركة أكيومين القابضة، عمرو هلال الرئيس التنفيذى لأفريقيا الشمالية بشركة رينيسانس كابيتال، وأدار الجلسة حازم شريف رئيس تحرير جريدة المال ورئيس مجلس إدارة شركة المال جى.تى.ام.
قال هشام الخازندار الشريك المؤسس العضو المنتدب لشركة القلعة، إن الوضع الاقتصادى العالمى يواجه تحديات ولكن الوضع أصبح أقل تشاؤما، موضحا أن هناك تباطؤ فى النمو الاقتصادى العالمى، وتمر أسواق المال الناشئة بصعوبات خلال الستة شهور الماضية، إلا أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية بدأت فى التحسن إذ تباطئ نمط زيادة أسعار الفائدة، وهو ما أثر إيجابيا على الأسواق الناشئة ومنها مصر، كما انخفضت أسعار البترول مما أثر إيجابيا على الوضع المالى للدول المستوردة للنفط.
وأضاف الخازندار، أن قرارات برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر بدأت تنعكس إيجابيا على نتائج أعمال الشركات خاصة التى تصدر جزء من منتجاتها، متابعا أن التحدى أمام الاقتصاد المصرى هو الاستمرار فى نمط ووتيرة تلك الإصلاحات خاصة فيما يتعلق بتشجيع القطاع الخاص.
وبشأن رؤيته لسوق المال المصرى، أبدى الخازندار، تفاؤله بطروحات جديدة من القطاعين العام والخاص خلال العامين المقبلين، مضيفا أن القلعة تعتزم طرح الشركة العربية للتكرير، المالكة لمشروع المصرية للتكرير، وطرح شركة طاقة عربية خلال العامين المقبلين، مشيرا إلى أن تأخر طرح بعض شركات القطاع الخاص بسبب تأثر البورصة بأزمة الأسواق الناشئة، والحرب التجارية ورفع أسعار الفائدة، ولذا كان صعب جذب استثمارات من صناديق ومؤسسات عالمية لطروحات مصرية، متوقعا أن تبدأ البورصة بالتحسن منذ منتصف 2019.
وكشف الخازندار، عن استثمار الشركات التابعة لمجموعة القلعة بقيمة 20 مليار جنيه خلال هذا العام، وذلك دليل على تحسن الاقتصاد المصرى، متوقعا تحقيق الشركة ربحية خلال العام المقبل.
فيما أشار كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرمس، إلى أن سوق المال المصرى رخيص، إذ يضم العديد من الشركات التى تتداول بأسعار أقل من قيمتها العادلة طويلة الأجل، إلا أن مشكلة السوق عدم توافر شركات برؤوس أموال ضخمة تجذب المستثمرين الأجانب لزيادة السيولة، لافتا إلى أنه فى عامى 2007-2008 كانت هناك عدد كبير من الشركات برؤوس أموال ضخمة، وصلت أحدها إلى 10 مليارات دولار فى المقابل أكبر شركة حاليا برأس مال 5 مليارات دولار.
وعن ترتيب أهم الأسواق للمجموعة، قال كريم، إن السوق المصرى سيظل أهم أسواقنا، ولكن لابد من زيادة عدد الشركات خاصة ذات رؤوس الأموال الضخمة، كما نرى أن السوق السعودى بعد اقتراب انضمامه لمؤشر مورجان ستانلى، وهو من أكبر الأسواق فى المنطقة وحجم تداوله اليومى أعلى من حجم أسواق المنطقة كلها، ونفس الأمر بالنسبة للسوق الكويتى والذى سينضم لمؤشر فوتسى، فيما يعانى السوق الإماراتي من انخفاض أحجام التداول، ولكن لن يستمر ذلك على مدى طويل الأجل، لأن الحكومة تعمل على إتاحة مزايا لجذب مستثمرين جدد.
وتابع أن مصر مازالت تتصدر الجزء الأكبر من الإيرادات، ونستهدف أن تشكل أسواق باكستان وكينيا وبنجلاديش جزء أكبر من إيرادات المجموعة.
وأكد عوض، أن البورصة المصرية بها فرص واعدة كبيرة للغاية، وبه مجال أكبر من الحالى سواء من حجم التداول اليومى أو طروحات الشركات، ولذا ننصح المستثمرين بالاستثمار فى بعض الأسهم المتدنية أسعارها، والسوق مؤهل لدخول المستثمرين العام المقبل.
وكشف عوض، عن استراتيجية المجموعة المالية هيرميس الفترة المقبلة، وهى التحول من بنك استثمار إلى شركة خدمات مالية سواء لأفراد أو مؤسسات مالية أو شركات عائلية من خلال توفير عدد أكبر من المنتجات لقاعدة عملائنا، مضيفا نحلم أن نقدم للعميل خدمات للطرح بالبورصة أو الحصول على تقسيط أو الحصول على تمويل من التأجير التمويلى، متابعا نستهدف أن تصل الخدمات المالية غير المصرفية نسبة 50% من إيرادات الشركة.
ومن جانبه قال عمرو هلال الرئيس التنفيذى لأفريقيا الشمالية بشركة رينيسانس كابيتال، إن نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى دفع البنك إلى فتح فرع له بمصر، مضيفا أنه ما يضمن نجاح استمرار البنك فى مصر عن بنوك الاستثمار الأجنبية الأخرى تواجده فعليا بمصر، وإنشاء قسم للبحوث بخلاف البنوك الأجنبية الأخرى التى ركزت على الصفقات الكبرى فقط، بالإضافة إلى تنوع الأسواق المالية والإقليمية التى يعمل بها البنك.
وأضاف هلال، أن بنك رينيسانس يركز على الطروحات الجديدة للقطاعين العام والخاص خلال العامين المقبلين، مشيرا إلى أن البنك يرى عددا من الأسواق الواعدة بالمنطقة منها السوق السعودى، وهو سوق واعد، وسوق المغرب لتميز مؤشراتها الاقتصادية والإصلاحات التى تنفذها، رغم أنه سوق صغير وحجم الإقبال عليه ضعيف.
ومن جانبها أشارت رنا عدوى رئيس مجلس إدارة شركة أكيومين، إلى تأثير الاقتصاد العالمى بسياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ب"America first"، وحروبه التجارية مع الدول الكبرى مما أثر على أسواق الأسهم ومنها مصر، لأن أسواق المال متشابكة مع بعضها، بالإضافة إلى مشاكل الاقتصاد فى الأرجنتين وارتفاع أسعار فائدها، مما أدى إلى خروج الاستثمارات الأجنبية من مصر.
وردا على سؤال حول كيف تستثمر الأصول التى تديرها، قالت إن دورها كمدير أصول تحافظ على الثروات وتعظيمها، ولذا ركزت على الاستثمار فى أدوات الدين بسبب ارتفاع العائد منها، وتوقعها لتأثر سوق المال المصرى بارتفاع أسعار البترول، وصعوده لمستوى كبير نهاية العام الماضى وتعرضه لتصحيح خلال العام الجارى.
وأكدت رنا، على أهمية ارسال رسائل إيجابية للمستثمرين خلال العام المقبل من خلال اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية، وطرح حوافز لتنمية سوق المال وجذب طروحات جديدة، كما يجب على مسئولى الرقابة تحفيز الاستثمار أكثر من ضبطه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة