ليس فقط طقسها الدافئ يعبر عن حب الناس لهذه المدينة السياحية، ولكن سحر الطبيعة وجمال نهر النيل وآثارها ومعابدها ومشروعاتها وشعبها الطيب ينتهى بك فى النهاية إلى عنوان واحد هو مدينة أسوان، تلك البقعة الساحرة التى أحبها الكثير من الناس، ولفتت إليها أنظار العالم الذين حرصوا على زيارتها والاستمتاع بالسياحة فيها، والتعبير عن ذلك كله بمختلف الفنون والألوان.
وتستضيف مدينة أسوان خلال الوقت الحالى مهرجان طيبة الدولى للفنون خلال الفترة من 16 وحتى 20 ديسمبر الجارى، بمشاركة فرق من 11 دولة عربية وأجنبية، والتقت "اليوم السابع" بعدد من الفنانين المشاركين فى المهرجان والذذين عبروا بفنونهم عن مدينة أسوان وعشقهم لها.
السويسرى "دانيال بيك" ويطلق عليه المصريون اسم "ريان"، تحدث لـ"اليوم السابع"، عن معرض صوره التى يشارك بها فى المهرجان تحت عنوان "أسوان بعيون سويسرية"، قائلاً: "هذا المعرض المشارك بالمهرجان من تصويرى ضمن أكثر من 6 آلاف صورة لكافة المواقع السياحية والأثرية بالمدن المصرية بداية من أسوان مروراً بالأقصر والقاهرة والجيزة وغيرهم من المدن السياحية".
وأوضح المصور السويسرى أن معرضه حول أسوان، يضم صورا ومشاهد نادرة للمعالم الأثرية بمحافظة أسوان، ولنهر النيل الخالد، والطبيعة الخاصة التى تتفرد بها مدينة أسوان كأحد أهم المشاتى السياحية العالمية، وكواحدة من أهم مدن السياحة الثقافية.
وقال دانيال، إنه يحاول من خلال هذا المعرض التسويق لأسوان عالمياً بين بورصات السياحة الدولية، ثم سيتجه بعد ذلك إلى باقى المدن المصرية الأخرى لإقامة معارض فيها ضمن حملته الدعائية للسياحة المصرية، معلقاً "أشعر أن مصر بيتى ولابد أن أصنع تسويق عالمى للسياحة المصرية حتى تصبح من أكثر دول العالم التى تعد مقصداً سياحياً".
وعن حياته، أشار الفنان السويسرى الجنسية، إلى أنه زار مصر أكثر من 20 مرة خلال الـ15 سنة الماضية، قبل أن يقرر الإقامة فيها بمدينة الأقصر قبل عامين، حباً للحضارة المصرية وتاريخها، ووصفها بأنها "أم الدنيا" لذلك فهو يحبها.
ومن دانيال السويسرى، إلى الفنانة التشكيلية الإيطالية أنتونيلا ليونى، والتى تشارك فى المهرجان بمعرض للخطوط العربية، ويضم المعرض مجموعة لوحات تستعرض فيها انتونيلا ليونى، مهاراتها وقدراتها الفنية، فى تطويع حروف الخط العربى، وتحويلها إلى لوحات فنية مبهرة، وبرزت لوحاتها بالخط العربى لـ9 لوحات مكتوبة بالخط العربى، فى كل لوحة مكتوب كلمة "مفيش"، "حياة"، "إلا"، "عند"، "غيرك"، "تعيش"، "فى خيره"، "ويعيش"، "فى خيرك".
وهناك معرض خاص للفنانة التشكيلية الإسبانية، فاطمة سليمان أفونسو، يحمل عنوان "نساء العالم "، وبحسب تصريحاتها قالت "أفونسو" إنها تناولت عبر لوحات المعرض، التى رسمتها قضية المرأة بالعالم أجمع، وتركز على صور متعددة للمرأة العاملة.. المناضلة.. الشجاعة.. وحق النساء في العيش بكرامة دون النظر لعرقهن أو دينهن.
الفنانة التشكيلية الأردنية، نعمت الناصر، أشارت إلى أنها اختارت المهرجان ومدينة أسوان لتقيم بها معرضها الخاص الذى تستعرض فيه نتاج مسيرتها الفنية التى امتدت طوال أربعين عاما مضت، فى مجال الجرافيك، والحفر على الخشب واللينوليوم وذلك منذ العام 1978 وحتى اليوم، موضحةً بأن المعرض يضم لوحتين ضخمتين من القماش، يحويان 80 صورة لـ 80 عملا تشكيليا بجانب الكثير من لوحات لنعمت الناصر ترجع لمراحل فنية مختلفة من حياتها.
أما مجدى الحريجى، فنان تشكيلى، يبلغ من العمر 55 سنة، أوضح لـ"اليوم السابع"، أن مشاركته فى المهرجان بأعمال نحتية من كتل خشبية تحكى قصص منها تاريخ مصر ومشاكل داخلية وقطعة جرانيتية تحكى الفن المصرى، وقصة صراع بحرية، لافتاً إلى أن أحد هذه الأعمال تعبر عن قصة ورواية داخل قطعة واحدة تحكى تاريخ الشعب المصرى بمختلف ألوانه من وجه قبلى وبحرى وشمال وجنوب الوطن تعبر فى النهاية عن اسم واحد هو "مصر".
وتابع الحريجى، بن أعماله تضم أيضاً فن تشكيلى لنموذج خشبى يحكى قصة اجتماعية لبعض المشاكل التى تمر على الأسر المصرية تعبر عنها هذه القطعة الخشبية تحت عنوان "إنما للصبر حدود"، وقطعة أخرى تحكى قصة سجين مظلوم.