أزمة التيار السلفى مع الكريسماس.. السلفيون يحرمون الاحتفال بأعياد الميلاد ويخالفون فتاوى الأزهر.. سلفى يزعم: قد يخرجه من الملة.. وآخر: لا يجوز شراء بابا نويل.. والفتاوى الرسمية: حلال وتقرب من الله

السبت، 22 ديسمبر 2018 05:30 ص
أزمة التيار السلفى مع الكريسماس.. السلفيون يحرمون الاحتفال بأعياد الميلاد ويخالفون فتاوى الأزهر.. سلفى يزعم: قد يخرجه من الملة.. وآخر: لا يجوز شراء بابا نويل.. والفتاوى الرسمية: حلال وتقرب من الله الكريسماس
كتب كامل كامل - أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمة كل عام تتكرر مع اقتراب انتهاء العام الميلادى، حيث يخرج دعاة سلفيين يحرمون احتفال المصريين بالكريسماس، ويزعمون أن تهنئة الأقباط بهذا العيد حرام، رغم فتوى سابقة لدار الإفتاء تؤكد أن احتفال المسلمين بهذا اليوم ليس به أى حرمانية، وأن تهنئة الأقباط بهذا العيد هو مجاملة لهم وهى واجبة، لتخالف ما يروج له السلفيين.

البداية كانت بفتوى الداعية السلفى حسين مطاوع، الذى قال فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": إذا كنا نقول بدعية الاحتفال بالمولد النبوي وننكر على من يحتفل به لمخالفة ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفعل صحابته والتابعين من بعده فكيف بمن يشارك المسيحيين احتفالهم بميلاد المسيح، فالمسلم الذي يقر بهذا الاحتفال لا يخلو من حالتين أن يعلم أن هذا الاحتفال محرم وهذا لا عذر له فلا يجوز له أن يهنئهم ولو على سبيل المجاملة بل قد يخرجه ذلك من الملة إن اعتقد صحة هذه العقيدة ، فإن أعيادنا حق جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن عيدهم هذا باطل لأنهم يحتفلون فيه بميلاد المسيح أو أن يكون جاهلا بالحكم الشرعي وعليه فالواجب عدم كتمان الحق عنه وتعليمه فإن أصر بعد البيان فإنه يلحق بصاحب الحالة الأولى .

وتابع الداعية السلفى:  ليس عدم مشاركة المسيحيين وعدم تهنئتهم بهذا العيد أن نخالف ما أمرنا الله به في التعامل معهم طالما أنهم معاهدون مستأمنون غير محاربين، فلهم البر والقسط كما أمر الله، فكن كما أمرك ربك مسلما صادقا محبا لدينه متبعا لنبيه فمن تتودد إليهم وتهنئهم على سبيل النفاق أو حتى الجهل يعلمون من دينك ما لم تعلمه أنت ويعلمون أنك لست صادقا في هذه التهنئة أو على الأقل جاهلا بدينك.

وفى إطار متصل، قال الداعية السلفى سامح عبد الحميد، فى فتوى له: نحن مسلمون ؛ وعلينا أن نقتدي بالسلف الصالح، والسلف لم يحتفلوا بالكريسماس، وليس هناك آية أو حديث في الحث والحض على المشاركة في هذه المناسبة  بل هناك نصوص تنهى عن الاحتفال بهذه الأعياد التي تخص غير المسلمين، حيث  قال ابن القيم: وأما التهنئة بهذه الشعائر به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، ويجب علينا مقاطعة الكريسماس، وأنصح بعدم المشاركة فيه ؛ كونه عيدًا غير إسلامي، وعقيدة المسلمين الصحيحة ترفض الاحتفال بهذه المناسبات غير الإسلامية.

وتابع الداعية السلفى فى فتوته: لا يجوز ارتداء ملابس بابا نويل أو شراء دُميته وألعابه في احتفالات الكريسماس، ويجوز تهنئة المسيحيين بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، والمشاركة فيه حرام ومنكر عظيم، ويحرُم الاشتراك في الكريسماس بأي شكل ؛ فلا يجوز تقديم الهدايا، وتبادل التهاني، أو شراء دُمية بابا نويل (سانت كلوز)، أو شجرة عيد الميلاد وإظهار الفرح والسرور من خلال الألعاب النارية أو الخروج للمنتزهات في ذلك اليوم، أو تزيين المنازل وإنارتها بالألوان، أو شراء الحلوى للأطفال، أو اصطحابهم لمحال الألعاب إلى غير ذلك من الصور".

هذه الفتاوى تتناقض مع فتوى دار الإفتاء التى نشرتها فى وقت سابق، بشأن الاحتفال بالكريسماس قالت فيها: المسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورا ورحمة، فإنها من أكبر نعم الله تعالى على البشر، والأيام التى ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: ﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا﴾، وقال عن سيدنا عيسى:﴿والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا﴾، وقال تعالى: ﴿سلام على نوح فى العالمين﴾، وقال تعالى: ﴿سلام على إبراهيم﴾، ثم قال تعالى:﴿سلام على موسى وهارون﴾، إلى أن قال تعالى:﴿وسلام على المرسلين  والحمد لله رب العالمين﴾، فإذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع،بل هو من أنواع القرب التى يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه.

 

وأضافت دار الإفتاء فى فتواها: لقد احتفل النبى صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما: أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوما - يعنى: عاشوراء -، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعد هذا الاشتراك فى الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكا فى عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام، وبالتالى فاحتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو: أمر مشروع لا حرمة فيه؛ لأنه تعبير عن الفرح به، كما أن فيه تأسيا بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم القائل فى حقه: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم فى الدنيا والآخرة، ليس بينى وبينه نبى».

من جانبه أكد الدكتور محمد عبد العاطى، عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر فرع القليوبية سابقا، أن تهنئة الأقباط بأعياد الكريسماس ليست حراما على المستوى الاجتماعى، حيث إننا لابد أن نفرق بين مستويين المستوى العقدى وهو أننا لا نلزم المسلمين أن يؤمنوا بأن سيدنا المسيح مات وقتل، فنحن لا نؤمن بذلك وهذا لا نزاع عليه ولكن هناك مستوى اجتماعى لابد أن ننتبه إليه.

وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر فرع القليوبية سابقا، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن ديننا هو دين سلام ومحبة وتحيته السلام، ونحن نعيش فى أرض مصر لا نجبر أحد على اعتناق ديننا، ولكن هو له حق علينا أن نجامله ونبره ونقسط إليه ونتعامل معه كما يحب هو أن نتعامل معه.

ولفت عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر فرع القليوبية سابقا، إلى أنه تهنئة بعيد المسيحى فى الكريسماس إنما نهنئ رجل يفرح بهذا اليوم، ونشارك فرحته باعتبارنا أهل واحد نسكن فى دولة واحدة، وننتمى لوطن واحد.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة