قال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إنه تم الانتهاء من ترميم ما يقرب من 95% من المرحلة الأولى لترميم سبيل أم عباس، ضمن مبادرة تحت عنوان "نحن هنا"، لإعادة إحياء وفتح المناطق الأثرية، حيث يقوم الفنيون بتصنيع وتركيب اللافتات، وكانت البداية مع سبيل أم عباس.
وأوضح رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أعمال الترميم داخل المناطق والمواقع الأثرية تتم بشكل منتظم، وهو هدف المبادرة التى تم إطلاقها فى أغسطس الماضى حماية المناطق الأثرية من القمامة والإهمال، وللتوضيح للناس أن الوزارة هنا تعمل على إزالة أى ضرر حول الأثر، فستتم إزالة القمامة والتعديات على أى أثر.
جدير بالذكر أن الحملة بدأت من سبيل أم عباس، وسيتم الانطلاق لعدة مناطق بعد ذلك وسط حملة موسعة تضم أعضاء مجلس النواب وقيادات وزارة الآثار، حيث سيتم تعريف أهالى المنطقة بقيمة المكان، وتعريفهم أنه أثرى وله قيمة تاريخية كبيرة.
كما سيتم تعيين أفراد أمن على مدار 24 ساعة للحفاظ على المحيط حول المكان الأثرى، وستدور الحملة على عدة أماكن منها سبيل أو الأجلال وقاعة الدرديرى بالأزهر والغورى، لدراسة الأماكن المهمة مثل على بك الدمياطى وسبيل حسن أغا وقايتباى بصحراء المماليك وقصر السكاكينى، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى وأعضاء مجلس النواب.
سبيل أم عباس
وتم التنسيق بين مفتشى آثار المنطقة وإدارة الوعى الأثرى بالقطاع للعمل على تنفيذ المبادرة من خلال الحملات التوعوية لأهالى تلك المناطق، والعمل على دمج الأثر مع البيئة المحيطة به، كما تم التواصل مع كل الجهات الخدمية والثقافية والسياحية والتربوية ومؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة فى هذه المبادرة حرصًا من الوزارة على تفعيل دور المجتمع المدنى فى المشاركة الفعّالة من أجل تطوير وتنمية وخدمة المناطق الأثرية المختلفة.
يذكر أن سبيل أم عباس هو سبيل كان مخصصا فيما مضى لتوزيع مياه الشرب النقية على المارة طلباً للثواب واستجلاباً للدعاء، ويقع السبيل عند تقاطع شارع الركبية وشارع السيوفية مع شارع الصليبة أمام حمام الأمير شيخو بالقاهرة.
سبيل أم عباس
أنشأ سبيل أم عباس عام (1284هـ/1867م) بالقاهرة، السيدة "بنبى قادن" زوجة الأمير أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا وأم الخديوى عباس حلمى الأول الذى حكم مصر فى الفترة من 1848 حتى 1854.
يتكون السبيل من مستويين، المستوى الأول تحت الأرض، وتوجد فيه الصهاريج التى كانت تستخدم فى تخزين المياه، التى تمد السبيل، وكانت تلك الصهاريج تملأ بعرفه سقايين عن طريق نقلها فى "قرب جلدية" بمياه من أعماق النيل حتى تكون خالية من الشوائب، وكانت تلك المرحلة تتم فى شهر أغسطس من كل عام فى موسم الفيضان، حيث تكون الشوائب فى أقل معدلتها، أما المستوى الثانى كان فى منسوب الطريق العام، وهو عبارة عن حجره ذات ثلاث شبابيك، ويوجد فى صدر هذا السبيل لوحه من الرخام يسمى "الشاذروان" وهو ذات فائدة مزدوجة الأولى تبريد مياه الشرب والثانية تنقيه المياه من الشوائب إن وجدت، والثانى كان يتم تنظيف هذا اللوح الرخامى فى نهاية كل يوم وعقب إغلاق أبواب السبيل بعد صلاه العشاء.
سبيل أم عباس
وتمت الاستعانة بمهندس تركى لوضع التصميم الخاص بالسبيل، مستخدما الرخام الأبيض المزخرف بنقوش نباتية من الطراز الأوروبى ككساء للسبيل، كما زين السبيل بعدد من الكتابات بخط النسخ، إضافة إلى كتابة سوره الفتح كاملة بطريقة إطارية عليا على الأضلاع الثمانية، والذى قام بكتابتها الخطاط التركى عبد الله بك زهدى، أما بقية النقوش على واجهة السبيل فتحتوى آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة