انطلق موسم زراعة العروة الصيفية للبطاطس بقرى محافظة القليوبية، إلا أن فلاحى ومزارعى القليوبية اشتكوا من ارتفاع أسعار تقاوى البطاطس الخاصة بالعروة الصيفى بنسبة تخطت الـ100% عن العام الماضى، إلى جانب عدم وجودها فى الأسواق وصعوبة الحصول عليها، وهو بدوره يقف عائلا أمام الاستمرار فى أعمال زراعة هذا المحصول على وجه التحديد، الذى يمثل قيمة كبيرة من المحاصيل التى يتم تصديرها للخارج.
فى البداية أكد مصطفى أبو العلا، أحد مزارعى البطاطس بقرية دجوى التابعة لمركز ومدينة بنها، والتى تشتهر بزراعة محصول البطاطس، أن المزارعين بذلوا العديد من الجهود للحصول على التقاوى الخاصة بالعروة الصيفية والتى انطلق موسم الزراعة الخاصة، بها إلا أنها غير متواجدة بالسوق المصرى، إلى جانب ارتفاع أسعارها عن العام الماضى بنسبة 100%، مشيرا إلى أن سعر طن التقاوى العام الماضى بلغ 12 ألف جنيه مصرى، فى حين بلغ هذا العام 24 ألف جنيه، بواقع 1200 جنيه للشيكارة الواحدة.
وأوضح "أبو العلا" أن هذا الغلاء المبالغ فيه نتيجة احتكار بعض التجار للسوق، وهو ما دفعهم إلى تعطيشه أكثر، موضحا: "نصف الفلاحين السنة دى من اللى كانوا بيزرعوا البطاطس مش هيزرعوها بسبب الغلاء المبالغ فيه فى أسعار التقاوى، إلى جانب أنها بالرغم من هذه الأسعار إلا أنها غير موجودة بالمرة، وكمان الجمعيات الزراعية ليس لها أى دور فى حل الأزمة، وكل ما نروح يقولوا مفيش تقاوى وهنعملكوا إيه".
وتابع: "على سبيل الثمال تقاوى البطاطس اليوروسيد الهولندى كان يساوى الطن قديما 12 ألف جنيه، حاليا 24 ألف جنيه، كما أن سعر طن تقاوى البطاطس الأسبونتا وهو أقل نوع كان يباع بـ14 ألف جنيه لكنه ارتفع هذا العام لـ 22 ألف جنيه بفارق سعر 8000 جنيه فى الطن، والبيكاسو بمبلغ 32 ألف جنيه، والسيلان 42 ألف جنيه".
ومن ناحيته، أكد محمود عبد العليم، أحد مزارعى البطاطس بكفر شكر، أن تكلفة زراعة الفدان بمحصول البطاطس بالسعر القديم شامل "عملية التسميد والإيجار والكيماوى والرش والرى والعمالة"، كان يعادل 55 ألف جنيه على الأسعار القديمة للتقاوى، فى حين أنه بلغ حاليا السعر الجديد الضعف إلى جانب غلاء إيجار الأراضى سوف تصل تكلفة زراعة الفدان الواحد بالنظام الجديد إلى 70 ألف جنيه، مما يحقق خسارة فادحة للمزارعين.
وأوضح أن إجمالى المساحة التى تمت زراعتها بمحصول البطاطس فى المحافظة بل والجمهورية لن يصل لإجمالى ما تمت زراعته العام الماضى، وذلك نتيجة هذا الارتفاع الكبير فى أسعار التقاوى، والأسمدة بالجمعيات وإيجارات الأراضى، مشيرا إلى أن "الجمعيات الزراعية بالقليوبية عاملة ودن من طين وودن من عجين، ومفيش أى خدمات قدمتها لينا".
وفى السياق ذاته أعلنت مديرية الزراعة بالقليوبية أن المساحة المنزرعة لمحصول البطاطس فى الأعوام السابقة فى الموسم الصيفى بلغت 7 آلاف فدان، بإجمالى إنتاج للبطاطس 15 ألف طن، حيث يتم إجراء الكشف عن محصول البطاطس بقرى المحافظة، إلا أنه حتى الآن لم يتم تحديد إجمالى المساحة المنزرعة لاختلاف المزارعين وعدم تحديد ما إذا كانوا سيبدأون فى زراعة المحصول أم لا.
ومن ناحيته، أكد الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق، محافظ القليوبية، أنه تم عقد عدة اجتماعات مع كبار المزارعين بالمحافظة ومجموعة من الشركات المستوردة، إلى جانب بذل جهود أكبر للوصول إلى كبرى الشركات المستوردة لتقاوى البطاطس على مستوى الجمهورية وهى لا تتعدى الـ3 شركات، مشيرا إلى أن هناك محاولة كبيرة لضبط الأسعار من خلال تدخل الأجهزة الرقابة لمتابعة وصول التقاوى للفلاح بأسعار فى المتناول.
وأكد المحافظ، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه تم التنسيق مع مجموعة من الشركات لتوفير أنواع التقاوى المطلوبة لزراعة البطاطس، مؤكدا أن بعض الشركات أعلنت أنه خلال 10 أيام سيتم توفير أنواع التقاوى بأسعار مناسبة، حفاظا على حقوق الفلاحين، وعدم تركهم فريسة لجشع التجار من أجل تحقيق مكاسب كبيرة على حسابهم، من خلال متابعة فواتير الاستيراد ووضع هامش ربح مناسب لهم دون مغالاة الفلاح، ومنع السوق السوداء.
وأوضح المحافظ أنه اقترح التنسيق بين الأجهزة الرقابية والشركات المستوردة لوضع أسعار محددة لأنواع التقاوى والقيام بنشر تلك الأسعار على الجمعيات الزراعية، إلى جانب تحديد هامش ربح للمستوردين، منعا لوجود سوق سوداء وتلاعب كبير بالأسعار كما يحدث الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة