لم يبقى كثيرا على "الكريسماس"، فإذا كنت لم تتخذ قرارك بعد بوجهة سفرك، فلاتفكر كثيرا فلن تجد أفضل من مرسى علم ، لتوديع 2018 واستقبال عام جديد، فى هذه المنطقة ، التى تمتاز بالجو المعتدل والطبيعة الساحرة التى ليس لها مثيل، والشواطئ المصنفة كأفضل شواطئ فى الشرق الأوسط للأعوام الثلاثة الماضية.
وأكتست مرسى علم ، بألوان الكريسماس استعدادا لإستقبال الوفود الأجنبية والمصرية، وشهدت الفنادق إقبالا كبيرا خلال اليومين الماضيين فضلا عن ارتفاع نسبة الإشغال خلال فترة رأس السنة، وهو الأمر الذى انعكس على الأسعار التى أرتفعت بدورها خلال تلك الفترة، وتتراوح أسعار الأربعة ليالى للفرد فى فنادق مرسى علم من 1800 جنية كحد أدنى ، وتبلغ 18 ألف فى بعض المنتجعات ، وفقا لدرجة نجومية الفندق وقربه من الشاطئ، فى حين أعلنت بعض الفنادق أنها كامل العدد.
تبعد مرسى علم عن القاهرة بحوالى 700 كيلومتر، وقد يستغرق الطريق بالأتوبيس السياحى حوالى 9 ساعات، لتبدأ رحلة سياحية مختلفة بنكهة لم تتذوقها من قبل، لما تتميز به المدينة من تنوع بيئى ومحميات طبيعية وطيور نادرة، والإستمتاع بالرياضات المائية حيث تعد مرسى علم من مراكز الغطس العالمية.
أهم المزارات التى يجب أن تكون برنامج رحلتك محمية وادي الجمال ، والتى تعد من أكبر المحميات الطبيعية مساحة ويتضمن الجزء البري من المحمية جبل حماطة الذي يعد من أغنى الأودية بالكائنات الحية مثل الغزلان والصقور والنسور من الفصائل النادرة، وأيضاً يحتوي الجزء البحري على العديد من الجزر التي بها من أجمل وأندر الشعب المرجانية التي ليس لها مثيل في العالم أجمع.
وأنت فى المحمية استمتع بشاطئ شرم اللولي أو شاطئ "رأس حنكوراب"، والذى اختارته فوربس ، هذا العام ضمن قائمة أفضل شواطئ فى الشرق الأوسط، حيث ستجد نفسك داخل لوحة طبيعية من إبداع الخالق، حيث مياة صافية تتلألأ تحت أشعة الشمس ليتدرج اللون الأزرق فى مشهد بديع، وشاطئ رملى ناعم فى كنف سلاسل جبال البحر الأحمر الملونة.
الشاطئ يتبع محمية وادى الجمال، وفى أعماق مياه صافية ودافئة يمكنك أن تمارس الغوص والغطس ، حيث توجد مساحات شاسعة من الشعاب المرجانية، وأنواع مختلفة من الأسماك، وكنوز وكائنات بحرية متفردة، تلك المؤهلات جعلته يحصل على لقب أفضل شاطئ للعام 2017 من موقع "تريب أدفايزر" العالمى المتخصص فى السياحة والسفر.
وللمكان سحر خاص أكتسبه من بقائه بكرا، حيث لايوجد منتجعات أو فنادق على الشاطئ، بل ستفاجئ بوجود خيمة بدوية ، تقدم مشروبات أهالى المنطقة وأبرزها مشروب الجبنة وهو قهوة يتم إعدادها بطريقة خاصة مع الحبهان، حيث لازال يسكن المنطقة أبناء قبيلة العبابدة، وهم أهالى المنطقة من مئآت السنين ويعيشون على حرفة الصيد والرعى والسياحة.
ويمكن فى نهاية اليوم أن تتسوق من المشغولات اليدوية البدوية المميزة، والتى تقوم بصناعتها النساء بالمنطقة فى حفاظ على التراث البدوى للمنطقة ، وفي اليوم التالي يمكن أن يتم تخصيصه لرحلة بحرية، فقط توجه إلى مرسى اليخوت الضخم هناك لتبدأ رحلة الى محمية بيت الدولفين ، والاستمتاع بمشاهدة أسراب الدلافين والشعاب المرجانية النادرة، وتنقسم المحمية إلى ثلاثة مناطق، المنطقة الأولى وهي منطقة خاصة بالدلافين فقط وغير مسموح بممارسة أى أنشطة في هذه المنطقة، أما المنطقة الثانية فهي مخصصة لعمليات الغطس فقط، ومحظور على المراكب التواجد بها حتى لا تعيق حركة الدلافين من الدخول إلى المنطقة، وقد خصصت المنطقة الثالثة على جانبي الجزيرة لتوقف المراكب، وتقع هذه المنطقة على جانبي الجزيرة، ويفصل بين هذه المناطق بالونات ملونة تحدد حدود كل منطقة، ويمكن تناول وجبة الغداء على سطح المركب.
فى المساء لا تترك رحلة السفاري تفوتك، حيث تخرج للصحراء المحيطة مع الدليل البدوى ، والتمتع بسهرة بدوية وتناول الشاي البدوي وركوب الجمال وتناول وجبة العشاء، فى أمسية لاتنسى.
في اليوم الثالث، يمكن أن تذهب لخليج قلعان، حيث شجر المانجروف وسط المياه وطيور مهاجرة وموطن للغزلان، حيث تستمتع بقضاء النهار وسط الطيور والحيوانات النادرة ومشاهدة أروع منظر للغروب، ويقع جنوب مرسى علم بـ 50 كيلومتر، تجد خليج قلعان، وهى عبارة عن عدة جزر رائعة الجمال، وأرخبيل، وتتميز المنطقة بمساحات شاسعة من شجر المانجروف الذى ينمو وسط المياة المالحة، ويحيط به أنواع كثيرة من الطيور المتوطنة والمهاجرة.
وفى البحر ينتشر قرش "ويل شارك"، وسمكة "عروس البحر"، وكذلك الدلافين ويحتضن هذا الجمال سلاسل جبال البحر الأحمر البديعة التى تتباين ألوانها بين حمراء من الجرانيت، وجبال الكوارت بلونها البيج، ويمكن أن تمارس أنشطة متعددة، مثل "السفارى والتخييم فى الصحراء"، والعوم والغطس حيث يوجد 100 نوع من المرجانيات، و أكثر من 2400 نوع من الرخويات والقشريات، وغيرها من الأنواع المختلفة من الكائنات البحرية التى تجعل متعة الغوص لا مثيل لها، كما يمكنك شراء هدايا تذكارية من صنع البدو سكان المنطقة.
ولايمكن أن تكون فى مرسى علم ولاتذهب إلى منطقة النيزك، حيث حمام سباحة من صنع الطبيعة، حيث يقع على بعد 8 كيلو مترا من جنوب مرسى علم، يقع "حمام سباحة" لايوجد مثيل له حول العالم، حيث تم تكوينة عن طريق العوامل الطبيعية دون تدخل إنسان، وهو له حظ أكثر من المناطق السابقة فى الشهرة، حيث قالت عنه هيئة تنشيط السياحة أنه "جنة سرية مخبأة فى كوكبنا" هى فى الحقيقة تتمتع ببعض من الشهرة بين عشاق السفر فى جميع أنحاء العالم، وهى معروفة بكونها مسبحًا طبيعيًا على شكل عين يمتد قطره إلى عدة أمتار ويمتلئ بمياه البحر الأحمر الفيروزية الساحرة.
وقد حصلت المنطقة على اسمها هذا من سكان المنطقة الذين يعتقدون بأن شكلها هذا قد تكوّن نتيجة اصطدام أحد النيازك بالشاطئ، وبالرغم من أن علماء الجيولوجيا قد نفوا احتمالية صحة هذا السبب، إلا أن اسمها وروعتها لا يزالان يجتذبان الناس من كل بقاع الأرض، للسباحة والغوص خاصة فى الشتاء، فهى تعد مسبحًا طبيعيًا دافئًا فى حالات المد والجزر، وتتميز المنطقة ليلا بظهور الشهب بسرعة كالخطوط المضيئة فى السماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة