لكل بلاد عاداتها المميزة، للاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة، وترتبط الأعياد لدى الشعوب، بطقوس وأكلات معينة، وعادات يعد تجاهلها أمرا غير مقبول.
الشعب اليابانى من الشعوب التى حافظت على هويتها وعاداتها وتقاليدها على الرغم من العولمة والانفتاح الكبير، حيث يحتفل اليابانيون بالعام الجديد، بعدد من الطقوس والعادات التى يحافظون عليها، ففى آخر يوم من السنة، يوم ٣١ من ديسمبر، يقوم الناس بتنظيف المنازل وترتيبها والتجهيز لاستقبال إله العام الجديد الذي يُعتقد أنه يزور المنازل في أول أيام السنة، ويتناولون وجبة الاحتفال الخاصة، وهى شعرية الصوبا "توشيكوشي صوبا" للشكر والحمد على عام مضى والدعاء بالصحة فى عام قادم.
احتفال رأس السنة بطوكيو_ أرشيفية
وفي ليلة وداع عام واستقبال آخر، تنصت الآذان إلى أصوات أجراس رأس السنة والتى تقرع 108مرة، فصوت قرع الأجراس سمة مميزة لليلة رأس السنة، ويطلق اسم "أوميسوكا" على آخر يوم في شهر ديسمبر، وعندما يقترب وقت انتهاء السنة وبداية السنة الجديدة في الساعة الثانية عشرة تعلو من وسط سكون الليل أصوات أجراس من المعابد البوذية هنا وهناك معلنةً عن نهاية السنة لاستقبال السنة الجديدة.
وتسمى هذه الأجراس "جويا نو كانيه Joya no kane" أو "أجراس ليلة رأس السنة"، وطبقا للديانة البوذية فإن صوت هذه الأجراس يكون للتطهير من الغضب والغيرة وغيرها من الشهوات الدنيوية.
المعابد فى رأس السنة
ومع بدأ السنة الجديدة، يخرج الناس إلى زيارة المعابد البوذية والشنتوية ليتمنون عاما جديدا سعيدا، وتسمى أول زيارة للمعابد في السنة بـ "هاتسوموديه Hatsumode"، وهناك بعض المعابد التى يفوق عدد الزائرين فيها عن ٣ ملايين زائر في أول ثلاثة أيام من بداية السنة الجديدة.
وفى المنازل التي نظفت بعناية، تُزين كذلك بالزينة مثل "كادوماتسو Kadomatsu والتى تصنع من الصنوبر والبامبو وغيرها وذلك من أجل استقبال إله العام الجديد.
كما يكون تجهيز بطاقات وكروت المعايدة اليابانية "نينغاجو Nengajou" للمعايدة على الأهل والأصدقاء بحلول السنة الجديدة أمرا لا بد منه، وهو ما قل بسبب ظهور مواقع التواصل الاجتماعى.
كذلك يتم تجهيز وإعداد وجبة الشوغاتسو أو رأس السنة ويطلق عليها "أوسيتشي Osechi“ لذلك عادة ما يكون الشخص المسئول عن المطبخ مشغولا جدا في هذه الأوقات، وهناك عائلات تطلب توصيل الصوبا جاهزة من مطاعم الصوبا، كما تجد أقسام بيع الأطعمة في مراكز التسوق والسوبر ماركت قد تحولت تقريبا بالكامل إلى نفس أصناف الوجبات الـ"أوسيتشي" والـ"توشيكوشي صوبا".