يزداد الجدل والتصعيد ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ إعلان وزير دفاعه، جيمس ماتيس، استقالته منددًا فى خطاب له بسياساته الخارجية، إذ تأتى الاستقالة فى أعقاب إعلان البيت الأبيض سحب كامل القوات الأمريكية من سوريا وهى الخطوة التى فاجأت، ليس فقط حلفاء واشنطن ولكن حتى كبار أعضاء إدارة ترامب.
ووسط فوضى متزايدة تكتنف المشهد الأمريكى عقب كل قرار مثير يتخذه ترامب، خرج كبار أعضاء الكونجرس ومسئولو الإدارات السابقة رفيعو المستوى من الخطر الذى يحدق بالولايات المتحدة فى ظل قيادة الرئيس الحالى.
ودعت السناتور الديمقراطية تامى دكوورث، وزير الدفاع الأمريكى لجلسة استماع أمام الكونجرس لشرح ما كتبه فى خطاب استقالته، الذى تقدم به أمس الجمعة. وكتبت داكوورث، على حسابها بموقع تويتر السبت: "يجب على الوزير ماتيس أن يدلى بشهادته أمام الكونجرس وأن يجيب على الأسئلة المتعلقة بالأمور المزعجة التى جاءت فى خطاب استقالته".
كما كتبت السيناتور الديمقراطية وهى من قدامى المحاربين فى حرب العراق، فى تغريدة أخرى: "على الكونجرس استخدام قوته لفحص هذا الرئيس، والدفاع عن تحالفاتنا، ومحاسبة خصومنا عندما يرفض دونالد ترامب".
وأثارت استقالة وزير الدفاع الأمريكى جدل واسع وانتقادات لسياسة ترامب، لاسيما أن ماتيس تحدث، فى خطاب استقالته عن تزايد الشقاق واختلاف الرؤى بينهما، منتقدًا ضمنيًا عدم اكتراث الرئيس بأقرب حلفاء الولايات المتحدة. وكتب ماتيس للرئيس الأمريكى "ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع له رؤى أكثر تقاربًا مع رؤاكم فى هذه الموضوعات وغيرها، فأعتقد أن من المناسب لى التنحى عن منصبى".
وعلق ليون بانيتا، مدير وكالة المخابرات المركزية الأسبق، على استقالة وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، احتجاجا على الانسحاب الأمريكى من سوريا، قائلا "إن البلاد أصبحت الآن فى حالة من الفوضى المستمرة".
وفى تصريحات لصحيفة واشنطن بوست، قال بانيتا، الذى تقلد مناصب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان فى إدارات أمريكية لرؤساء ديمقراطيين سابقين: "فى حين أنها قد تلبى الحاجة كتحذير (لترامب)، إلا أنها تفتح الجحيم فى البلاد"، مضيفًا أنها "تضع أمن الدولة فى الوقت الحالى بدرجة ما فى خطر".
واعتبرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن الأمر يشير إلى مستوى جديد من الأزمة داخل البيت الأبيض، لدرجة قد تستدعى التدخل، وعلق مسئول أمريكى سابق إن رحيل وزير الدفاع ربما يشكل نقطة تحول فى إدارة ترامب. وأضاف "ربما يكون هناك تدخل، جيمس ماتيس أطلق إشارة تحذير، إنه اكثر أعضاء إدارة ترامب مصداقية"، مشيرًا إلى أن خطاب استقالته كان قاسيًا ويبدو أنه استقال بسبب الجنون داخل البيت الابيض.