"أخبرنى الأطباء بأنني لن أستطيع السير مجددًا، ولكن أمى قالت لى إننى سأستطيع... فصدقت أمى"، لخصت هذه الجملة قصة نجاح ومسيرة ومعجزة العداءة الشهيرة ويلما رودلف، التى تحولت من فتاة مشلولة، لأسرع عداءة.
كانت كل الأبواب قد أغلقت فى وجه ويلما، الفتاة الصغيرة، فكل ما تسمعه من الأطباء، لن تستطيع المشي بصورة طبيعية مرة أخرى، البداية كانت بمجيئها للعالم، يونيو لعام 1940، وعانت الأمريكية الأفريقية، من متاعب طبية منذ قدومها، إذ ولدت قبل الميعاد المحدد بفترة ليست بالقصيرة، واستمرت معاناتها مع الإصابة بالتهاب رئوي مزدوج، وحمى قرمزية.
ويلما رودلف
فى سن الرابعة، عانت من شلل نصفى، بعد أن أصابها فيروس شلل الأطفال، والذى كان منتشرا بقوة وقتها، وكانت لا تستطيع المشى إلا بدعامة لرجلها اليسرى، وهو ما لم تقبله ويلما، ومع بلوغها سن السابعة، كانت الحالة الصحية لويلما قد بدأت بالفعل فى التحسن بشكل لا يصدقه عقل، إذ كانت أمها تحرص على اصطحابها لإحدى المستشفيات لتلقى العلاج، وظلت ويلما تسأل والدتها مرارًا "هل سأستطيع المشي مجددا؟" والأم تجيبها بكل ثقة "نعم تستطعين".
وذات يوم، ذهبت ويلما لمؤسسة للمعاقين تعدُّهم للأولمبياد الخاصة بهم، وقالت لوالدتها: لنذهب إليهم ونرى ماذا يفعلون، فاتصلت الأم فورًا بهم وحددت موعدًا، وفي اللقاء الأول التقوا سيدة من أبطال رياضة الجرى سابقا، جلست بجانب ويلما فقالت لها الأخيرة: "إني معجبة جدًا بكِ وأتمنى أن أصبح مثلك،" فقالت لها السيدة "بل يمكن أن تكوني أفضل مني" ، فقالت لها ويلما "كيف؟" قالت لها السيدة "إيمانك الداخلي، إيمانك بالله، عندها فقط يمكن أن تحدث المعجزة "فرحت ويلما وقالت للسيدة إنها على استعداد أن تبدأ من الآن، فقالت لها السيدة "سنبدأ بالتدريج، بتغيير القناعات الذهنية أولًا ثم الالتزام بالتدريبات البدنية"، وبدأت ويلما التدريبات والعلاج الطبيعى الذي استمر لعدة أعوام، وكانت المفاجأة للجميع حين وقفت على رجليها بدون الحديد وبدأت تتحرك وتمشى شيئًا فشيئًا.
وفى فترة الثانوية، انتضمت ويلما لفريق كرة السلة، وحققت جوائز محلية ليأتى بعدها صيف أولمبياد 1960 لتشارك فيه، وفازت بعدة بطولات مبهرة في سباق المائة متر الذى قطعته في 11 ثانية فقط، ثم سباق المائتى متر الذى قطعته فى 23 ثانية لتحطم الأرقام القياسية وتحصل على لقب "أسرع امرأة فى العالم،" ثم شاركت ويلما في سباق في ولاية تنيسى لمسافة 400 متر والتى استطاعت أن تقطعها فى 44 ثانية محققة رقمًا قياسيًا عالميًا لتنهال عليها الجوائز .