أقامت وزارة الثقافة، اليوم، احتفالية بمئوية ميلاد السادات بطل الحرب والسلام، بحضور الدكتور سعيد المصرى، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور على الدين هلال، والدكتور حسام بدراوى، والعديد من النقاد والمثقفين، فى المجلس الأعلى للثقافة.
وقال الدكتور سعيد المصرى "إننا نشهد اليوم احتفالية بطل الحرب والسلام، الذى قدم لمصر الكثير على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، فله بصمة لا تنكر فى تاريخ مصر المعاصر".
وأوضح سعيد المصري، أن السادات شريك أساسى فى ثورة 23 يوليو 1952 إذ كان مؤمنا بأهداف الثورة تماما، وكان يعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، خاصة بعد فشل التجربة الليبرالية، مضيفا أن السادات قام بمحموعة من التدابير التى كانت بمثابة علامة فارقة فى تاريخ مصر المعاصر.
وأشار سعيد المصرى، إلى أن السادات عقب وفاة عبد الناصر كشف نقاط محنة الثورة وقدم بدائل حقيقة لخوض معركة الحرب ومعركة السلام ومعركة البناء والانفتاح الاقتصادى، وما نحيا فيه اليوم به بفضل السادات.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة:"إننا اليوم نحتفل برموز مصر لنقيم تجربتهم ونتقدم بها نحو المستقبل".
ومن جانبه قال الدكتور على الدين هلال، وزير الشباب والرياضة الأسبق، إن لهذه الاحتفالية دلالة كبيرة على أن الشعوب الحية لا تنكر ولا تنسى قياداتها.
وتابع على الدين هلال، أن الرئيس محمد أنور السادات كان شخصية مركبة وفريدة وقليلا ما نجد فى التاريخ شخصية مثلها، فبداية كان ضابطا بالجيش، ثم طرد من الجيش، ثم عمل شيالا وتباعا وعمل فى البناء، ثم سجن وتعلم اللغة الفارسية وقرأ الشعر الفارسي، ثم اتهم فى قضية اغتيال أمين عثمان.
وتابع على الدين هلال: "كانت ثقافته واسعة، قرأ فى الدين والتصوف وجمع بين الثقافة العربية والغربية الحديثة، وجاءت فرصة توليه رئاسة الجمهورية مفاجأة، ولم يكن معروفا إن كان يستطيع أن يملأ الفراغ الذى تركه جمال عبد الناصر أم لا، وتعاملوا معه لفترة على أنه رئيس لفترة مؤقتة".
وأشار على الدين هلال، إلى أن السادات ملأ الدنيا قرارات خطيرة، ففى أول خمس سنوات غير اسم الدولة والنشيد الوطنى وعلمها وعلى مدى 10 سنوات. كما غير فى السياسات الداخلية والخارجية وترك بصمة فارقة فى الحياة السياسة والاجتماعية والاقتصادية، فلم يتردد فى اتخاد قرارات جريئة وحاسمة، لذا دفع حياته ثمنا لما قام به.
وقال الدكتور مصطفى الفقى، إن الزعيم جمال عبد الناصر عاش فقيرا ومات فقيرا وسعى للوصول إلى العدالة الاجتماعية، وأن لديه العديد من الإنجازات والإخفاقات، مضيفا:"عبد الناصر توفى وأرض مصر محتلة والأوضاع غير مستقرة، لكن القيادات السياسة تحاسب على مجمل حكمها وليس على النهايات الأخيرة، مثلما نذكر نابليون ومحمد على".
وأكد مصطفى الفقى، أن السادات ثانى رجل سياسى بعد محمد على باشا جاء فى تاريخ مصر الحديث، فالسادات استطاع أن يحرك القوى الكبرى والقوى الإقليمية، لذا فهو سياسى حتى النخاع.
وتابع مصطفى الفقى، أن السادات اتسم بالشجاعة والجرأة، فهو من أعلن عن ثورة 23 يوليو فى الإذاعة المصرية وكان من الممكن أن يعدم بعد إذاعة بيان الثورة، لذا فهو صاحب فكر ورؤية بعيدة، فهو من استشرف المستقبل سواء اتفقنا معه أو اختلفنا.
ولفت مصطفى الفقى، إلى أن جميع القيادات السياسية كانت وطنية ولايوجد خائن غير الخديوى توفيق، أما الملك فارق فكان ملكا وطنيا.
وحرص مصطفى الفقى، على سرد قصة جمعته مع السيدة جيهان السادات، حيث قال لها ذات مرة "إنك امرأة جميلة ومثقفة لماذا وقعتى فى غرام السادات؟"، فقالت له إنها قبل أن تلتقى السادات كانت تسمع عن بطولاته وقصصه لذا أعجبت به قبل أن تراه، وعندما شاهدته قال لها إنه ليس معه أى شىء يستطيع أن يقدمه لها، غير أنه يغنى وبالفعل غنى أغنية لفريد الأطرش ومن بعدها تزوجت جيهان الزعيم السادات.
وأضاف الفقي:"بعد هذه الجملة شاء القدر أن تكون جيهان السادات سيدة مصر الأولى".
بينما قال الدكتور حسام بدراوى، إنه من المعروف فى سجل التاريخ، أن الرئيس محمد أنور السادات رجل سياسة، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن السادات رجل فن وخيال.
وأوضح حسام بدراوى، أن السادات كان قادرا على تغيير ما حوله وإقناعه بما يريده، وخلال فترة حكمه حدثت تغيرات غير عادية واستثنائية، فقد أعد قوة عسكرية لا تقهر، واستطاع أن يعيد الأحزاب السياسية، ورغم انتصار مصر فى حرب أكتوبر إلا أنها كانت محطمة اقتصاديا، لذا دخل المفاوضات ووقع معاهدة سلام مع العدو، وانتهت حياته بمشهد درامى.
وتابع حسام بدراوي، أن الذين لا يملكون الخيال لا يستحقون أن يكونوا رجال سياسية، لذا فالسادات يحلق خارج الاطار التقليدي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة