"الزرق الحلال ولا مد الأيد".. الأسطى زينب من الشرقية تقود توك توك لرعاية زوجها الكفيف وأطفالها الثلاثة.. وتؤكد: زوجى يجلس بجوارى لحمايتى من المضايقات.. ونفسى فى إجراء جراحة لأولادى الثلاثة قبل أن يفقدوا البصر

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 04:00 م
"الزرق الحلال ولا مد الأيد".. الأسطى زينب من الشرقية تقود توك توك لرعاية زوجها الكفيف وأطفالها الثلاثة.. وتؤكد: زوجى يجلس بجوارى لحمايتى من المضايقات.. ونفسى فى إجراء جراحة لأولادى الثلاثة قبل أن يفقدوا البصر الأسطى زينب
الشرقية – إيمان مهنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الشغل مش عيب طالما باب زرق حلال".. بهذه العبارة يمكن تلخيص قصة كفاح "زينب" من محافظة الشرقية، التى تحدت التقاليد والأعراف والقيود المفروضة على المرأة في المجتمع الريفى، لتقود "توك توك" لرعاية أسرتها بعد فقدان الزوج البصر، وتهديد أبناءها الثلاثة بنفس مصير والدهم بسبب عيب خلقي.
 
 
والتقي "اليوم السابع" بـ"زينب" 35 عامًا، وزوجها أحمد حسن، في منزلهم البسيط والذي يفتقر أبسط مستلزمات المعيشة بمدينة أبو كبير بالشرقية ليتعرف علي قصة كفاحها، وكيف وقفت ضد التقاليد لحماية أسرتها من مد الأيد.
 
فى البداية، أكدت الزوجة أن الظروف المعيشية وغلاء الأسعار  دفعها إلى التفكير بضرورة إيجاد عمل بعد فقدان الزوج البصر، خاصة أن معاش التضامن 450 جينهًا ولا يكفي شيئا، فاتجهت للعمل في أكثر من محل إلا أن ذاك العمل لا يناسبهم لأنه يستغرق فترة تتجاوز 12 ساعة يوميًا، وأطفالهما لا يستطعون الاعتماد علي أنفسهن بسبب ولادتهم بعيب خلقي وهو عدم وجود "نيني" العين مما أثر علي وضوح الرؤية لهم. 
 
وتقول زينب: "فكرت في العمل بقيادة توك توك بصفته وسيلة مواصلات منتشرة، بجانب أنني أستطع من خلالها أن أتابع أطفالي بالمنزل طوال الوقت، وفي البداية عارضت أسرتي الفكرة لكوني أول سيدة تفعل ذلك، إلا أنه لا يوجد حل بديل فاستأجرت توك توك، وأصر زوجي أن يرافقني عليه لحمايتي من أي مضايقات سواء من الزبائن أو سائقي التوك توك الآخرين من الرافضين فكرة وجود سيدة بينهم.
 
وعن تفاصيل يومها، تقول: "نستيقظ  في 6 صباحا، وأقوم بتحضير الفطار، والاعتناء بالأطفال الثلاثة وتغير ملابسهم، وبعد الفطار أحضر وجبة بسيطة (بطاطس مسلوقة، بيض، فول)، وأتركها لأبنائى لتناولها عندما يشعر أحدهم بالجوع خلال فترة غيابي، وأستقل التوك توك  بصحبة زوجى حتي بعد العصر، وأعود لاستكمال الأعمال المنزلية من طبخ وغسل".
 
وعن المتاعب التي تواجهها، قالت "زينب": أحيانا يرفض بعض الزبائن الركوب معنا خوفا منًا، إلا أنه بعد ما أشرح له الأمر وأن هذا زوجي وظروفنا اضطرتنا لذلك، وبعض سائقي التوك توك يحاولون التضييق علينا في الطريق خلال نقل الركاب لتخويف الزبائن من قيادة سيدة لهذه المركبة، إلا أننا صابرين من أجل توفير زرق حلال لأطفالنا".
 
فيما يكمل الزوج أحمد حسن، قائلاً: لا أترك زوجتي طوال اليوم لحمايتها من أي مضايقات، فنحن مجتمع ريفي لا يرحم".
 
وعن ظروف مرضه، قال: البداية كانت إصابتى بمياه بيضاء علي العين لكني كنت أرى طريقي، وأجريت عملية لإزالتها، ولكن بسبب الإهمال الطبي تحولت لمياه زرقاء وفقدت البصر تمامًا".
 
ويضيف الزوجين أنهم رزقوا بثلاثة أبناء هم: "نرفانا 7 سنوات، وجومانا 5 سنوات، ومازن 3 سنوات"، وأنهم ولدوا بعيب خلقى هو عدم وجود "النيني" في العين مما يؤثر علي وضوح الرؤية لديهم ويهددهم بالعمى، وأن كل حلمهما هو إجراء عملية لهؤلاء الأطفال لحمايتهم من نفس مصير والدهم.
 
وتوضح زينب أنهم عرضوا أطفالهم الثلاثة على الأطباء، والذين أكدوا أن العملية اللازمة تتكلف مبالغ كبيرة، متابعة: "نفسى فى توفير أى وسيلة عمل مشروع أو سيارة ربع نقل لرعاية الأسرة بدلا من تأجير التوك توك ومضايقاته".
 
 
زينب (1)
زينب تقود التوك  توك 

زينب (2)
زينب و احمد بالتوك توك 

زينب (3)
الزوجين و اطفالهما 

زينب (4)
نجلتهم تحلم بالرؤية بوضوح

زينب (5)
قصة كفاح زينب

زينب (6)
الاسرة المكافحة 

زينب (7)
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة